مقالات

ماذا يعني انيهار محادثات دار السلام بين طرفي الصراع في اثيوبيا ..؟

ودور امريكي خافت في الصراع مقارنة بحرب تيغراي

منير أدم

منير أدم- كاتب إثيوبي

الراصد الإثيوبي- أديس أبابا

استجابة لدعوات المعارضة والضغوط الخارجية، قبلت الحكومة الفيدرالية اخيراً فكرة التفاوض مع “جيش تحرير اورومو، المعروف أختصارا ب”اونق-شيني” – وهو الجناح المسلح المنشق عن جبهة تحرير أورومو” لطي صفحة النزاع القائم في اقليم اوروميا- اكبر الاقاليم مساحة وسكانا في البلاد.

وقبل هذه الدعوات تلاشت لغة ( الحوار والتفاوض) من اجندة الحكومة، واصبح الاحتكام الى لغة (العنف والسلاح) الحاضر العائب في التعامل مع هذه المجموعة.

 قبول ادارة ابي احمد، التفاوض مع مجموعة “اونق-شيني” اعتبرها مراقبون مؤشراً على انتفاح اديس ابابا لوقف نزيف الدم في الاقليم دعما وانتهاجاً لما سموه “سياسة تصفير الخلافات الداخلية” كي تتفرغ لمواجهة التحديات الخارجية خاصة بعد الاعلان عن مطالبها في الحصول على ممر مائي على البحر الاحمر.

وبعيداً عن الاضواء، عقدت في العاصمة التنزانية دار السلام، الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بين الطرفين بوساطة امريكية- كينية- نيرويجية وبرعاية الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا “إيغاد” لاستكمال النقاش في القضايا العالقة والاكثر الحاحاً.

وحظيت هذه الجولة في بادئ الامر باهتمام خاص من المراقبين والوسطاء لاعتبارات عدة منها كونها جاءت بعد توقف استمر لاشهر اثر انهيار الجولة الاولى من المحادثات بين طرفي الصراع في زنجبار وكذلك احراز تقدم ايجابي بشان ملفات التفاوض بين الطرفين بعد ايام من انطلاقها، وهو ما فتح شهية اديس ابابا علي تكليف رضوان حسين، مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء وكذلك وزير العدل بالتوجه الى دار السلام للانضمام اليها ( الي العملية التفاوضية ) على امل التوصل الى اتفاق وتوافق في القضايا المختلف عليها بين الطرفين.

ولكن وبعد مرور اسبوعين من التداول تخللتها عمليات شد وجذب، انهارت على نحو مفاجئ مفاوضات دار السلام بين الطرفين مجدداً بعد تمسك كل طرف بمواقفه تجاه الاخر وتعثر في احداث اختراق في ملفات التفاوض التي لم يكشف عنها النقاب.

ما بعد انيهار مفاوضات

يبدو ان شبح “العودة الى مربع الصفر” قد يكون وارداً بعد انيهار المفاوضات بحسب مراقبين، وعلى الوسطاء خاصة مبعوث بايدين لمنطقة القرن الافريقي مايك هامر الذي كان مهندس “اتفاق بريتوريا” بين جبهة تحرير تيغراي والحكومة الفيدرالية، تكثيف جهوده بغية تقليص فجوة التباعد الحاصل في الرؤى بين الطرفين، ما جعلت مسألة الاتفاق النهائي في المفاوضات غاية في الصعوبة لان فكرة التوافق والتنازل ربما انهارت او تراجعت في سلم الاولويات.

وقراءة لتصريحات طرفي الصراع بعد انهيار المحادثات، نجد ان رضوان حسين، المستشار الامني لرئيس الوزراء لم يسدل الستار عن المطالب غير الواقعية التي طرحتها مجموعة “اونق- شيني” معتبراً ذلك من الاسباب الرئيسية لعدم نجاح هذه المحادثات، بينما حملت المجموعة الحكومة مسؤولية انهيار المحادثات واخفاقها في معالجة المشاكل المرتبطة بالتحديات الامنية والسياسية التي تعصف بالبلاد.

تطالب الحكومة مجموعة “حيش تحرير اورومو” بالتخلي عن حمل السلاح، بينما  الاخيرة ترفض وتتمسك بتشكيل حكومة انتقالية موسعة في أجزاء من البلاد.

 ومن الطبيعي في اي محادثات بين طرفي الصراع، أن ميزان القوة على الأرض هو الذي يتحكم في فرض المطالب.

دور امريكي خافت في الصراع .    

لم تثمر جهود الادارة الامريكية الي جانب قادة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا “إيغاد” وحكومتي كينيا والنرويج وشركاء اخرين، في دفع طرفي الصراع بالتوصل الى اتفاق بشان خارطة الطريق ينهي الصراع الذي استمر قرابة خمس سنوات في اقليم اوروميا.

وعجز الوسطاء عن إقناع الطرفين على تقليص هوة الخلافات واستكمال النقاش مثلما حدث في بريتوريا بين وفدي الحكومة الفيدرالية وجبهة تحريرتيغراي.

ويتفق المراقبون ان حل الخلافات في اوروميا يجب ان يكون  “سياسيا” وليس “عسكريا” على غرار حرب تيغراي.

 ويبقى التحدي الاكبر أمام الوسطاء، حول كيفية  إقناع الطرفين، لخفض التصعيد ووقف القتال والعمل على استئناف الحوار مجدداً والاتفاق على خارطة الطريق لانهاء الاضطرابات في اقليم اوروميا.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates