مقالات

حلم كنداكه …اهداء للمرأة السودانيه

( كنداكه الزمن ) التي ظهرت ذات يوم وقالت .....لاتخذلونا وخذلها الجميع..

طلال ناجي- كاتب يمني

الراصد الإثيوبي-أديس أبابا

الثلاثاء 30 يناير 2024

عندما نتحدث بما يسمى الحرب السودانيه ما الذي يمكن للسودانيين قوله من ما تبقى من هذه الحرب ؟ وإذا قدر لنا أن نتحدث أو نكتب بعد هذه الأيام العصبيه التي تمر فيها السودان أو هذه الأشهر من الضياع ما الذي سنقوله أو نكتبه؟

لذا قررت أن أقول ما في قلبي وآكتب هذا الكلام في هذا الوقت عن هذا احداث السودان الحبيب لكني فعلياً عجزت من أين أبدأ وبماذا استهل؟

حينما يصبح الوطن بقايا ويصبح الثوار سائحين في رغد العالم ويصبح التنقل بين مدينة سودانيه وأخرى أُمنية بالنسبة لمواطن بسيط أمر من الصعاب والمستحيلات يصبح الكلام أو الكتابة عن هذه الأحداث معجزة !

والحدث الذي تباع فيه الشعارات على الأرصفة والهتافات تنزع من حناجر الآلاف من الناس دونما معنى ولا دراية يكون حدثا كارثيا
والوطن الذي يقوده مجموعه من الغوغاء يتوقف الجميع في القاع لكي يصارعون لأجل البقاء فيما يكن الغوغاء قد غادروا ليصبح البحث عن طوق نجاة وهما.

في السودان قطار انحرف مساره واختطف طريقه ثلة من الغوغاء تقافزوا بعيدا ليرتطم قطار الوطن بالقاع.

وما اصعب ان يرتطم الوطن بالقاع حيث يمر شريط الذكريات مسرعا

ما اتمناه الان هو مجرد شعار صغير على طرف شاشة تلفزيون السودان أو أي تليفزيون عربي يقول حافظوا على السودان .

سمعنا كثيرا وبكينا أكثر هتافات صاخبة في الشوارع وفي ساحات الاحتجاجات كلما زدنا شهيدا يا كيزان اهتز عرشك
والحقيقة أن عرش المصالح لم يهتز وحده بل هي السودان كلها اهتزت بمؤسساتها ونظامها وقوانينها ومشاريعها وطرقاتها اهتز كيان وسيادة بلد من أعظم البلاد اسمها السودان وتساقطت شجرتها الكبيره

عندما نفكر بوضع السودان يعجز اللسان عن النطق وتطارد الأفكار الأحرف تستنجد بها للحديث عن حدث أدمى الجميع وفرق شمل المجتمع وجعل القريب بعيدا والبعيد جدا قريبا ولكنها تعجز لا مفر .

عندما اتذكر ثورة السودان والتي للحديث عن تلك المطالب المشروعه بالحقوق في وقتها لا اقدر أن أقول غير يجب على كل أبناء الشعب السوداني أن يعترفوا بأنهم لم يكونو يعرفو ان هناك من يستغل حقوقهم ويصعد على حساب مطالبهم وانهم غفلو حتى خسرو و كانت خطيئة
يوجب عدم تكرارها وان هذا خير للوطن .

والخطيئة بحاجة الى غفران والغفران بحاجة الى إعتراف بالذنب
سيتذكر السودانين خطيئة ثورتهم كل عام بحسرة سيفردون دفاتر الذكريات وسيشيرون بإصابع اكلها الزمن وسيقولون لأبنائهم ذات يوم كان لنا وطن واكلناه بعناه حرقناه.

سيحكي الاباء الاثمون لابنائهم عن اللحظة التي حمل فيها بعض السودانين معاول الهدم للدولة لكيانها لحضورها لمرتباتها
اللحظة التي طرق فيها بعض السودانين أبواب بيوتهم الآمنة وحطموا أقفالها وشكوا خوفا واللحظة التي سكب فيها السودانين شعيرهم وبرهم على قارعة الطريق وشكوا جوعا واللحظة التي قتلوا فيها جندي بلادهم فشكوا هوانا وذلا واستعبادا ومأمرات تدمير السودان خارجيا ..

اللحظة التي حملوا فيها الجوع الى ساحة المظاهرات ثم شكوا جوعهم وفقرهم وحماقاته..

ذات يوم في الصباح استمعت إلى المرأة ( كنداكه ) السودانيه التي خاطبت القياده قبل سنوات من اليوم قائلة: “لا تخذلونا نرجوك ألا تخضع ولا تبيع البلاد .

تساءلت اين هي اليوم ؟ اهي بخير ؟
ما ابشع ان تدرك امرأة من عامة القوم هول الخطر ولايراه الف والف من ذوي البصيرة .
كانت الكلمات صادقة والنداء عظيما ولكن القوم في غي أعظم أُعميت الأبصار وضلت القلوب..

قالت المرأة كل ما نعيشه اليوم حرفا حرفا واقعة تلو أخرى..!
كان يومها الجيش السوداني وقيادته قادرا أن يخوض حربا بلا نهاية مع كل هؤلاء مثلما يفعل قادة اليوم الذين تنازعوا البلاد وقسموها .
وليته فعل..!

اليوم سألت نفسي: عندما تذكرت ثورة السودان .. ما الذي ستكتبه تلك الشله التي أخذت وتسلقت ثورة الشباب السوداني وما الذي ستقوله للناس من مخدعها الوثير في في الاستجمام ورغد العيش ..

أي أحرف ستستعير وأي كلمات ستكتب وأي قولا فصل ستقول؟!
قالت: “لن تجوعوا بعد اليوم” وهذه كلمة حق فالناس قد ماتت من الجوع..!

“ولن تخافوا” وهذه كلمة أحق فالناس تساوت لديهم مظاهر الخوف والأمان.
وتوعدت أن ثورتها مستمرة لكن أين الوطن الذي يمكن لنا أن نثور بداخله؟!

لم يحدث في تاريخ العالم اجمع ان يطل ثائرا ما من فيلاته الفارهة وبعد ان اطمأن على رصيده المالي لكي يلقي خطابا للعامة عن العدل والحرية والكرامة.
لم يحدث ابدا…

لكنه حدث هنا في السودان حيث تباع المشاريع الوطنية في المخادع..
أن يتحدث الثوار عن الحرية فلا ضير عن الكرامة لا مانع لكن أن يتحدث الثائر عن الوطن من خارجه وعن الفقر من وسط الرغد وعن الحرية وسياط العبودية تجلد الجميع.. فهنا مكمن الغرابة والاستغراب..!

و” شلة المتسلقين ” تحدث الناس عن الوطن الذي لا تعرفه منذ سنوات عن المعاناة التي لم تعرف لها طريقا منذ عقود..

وعن الدولة والمؤسسات واقتحامها وإسقاطها وكانت أول من سن سنتها.
وحقيقة الأمر إننا مع كل خطاب كهذا سنتذكر أشياء كثيرة افتقدناها في حياتنا.
الطريق التي أُغلقت، والبنك الذي أفلس والجيش الذي تدمر وأصبح يدار من متنفذين خاضعين لاجنده. والرواتب التي قُطعت والوطن الذي تشظى..

ستتحدث تلك الشله المستفيده كل عام عن الوطن والثورة..
وعلى شعب السودان أن يهتف وأن يصدق هؤلاء..
والحقيقة أن على هؤلاء الاعتذار أولا والاعتذار ليس صعبا.
والاعتذار اليوم والعودة إلى داخل البلاد والسعي لإصلاح ما أفسدته أياديهم..

عودوا.. فلا ثورة من خارجها ولا نضال من القصور والفلل الفارهة.. أما السودان فستنهض اليوم أو غدا..
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}….حفظ الله السودان ارض وانسان.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates