مقالات

إثيوبيا مابين البحث عن  الموانئ وتحديات  المفاهيم الخاطئة  

أنور إبراهيم –كاتب إثيوبي

الراصد الإثيوبي- أديس أبابا

الأربعاء 10 يناير 2024

أزمة جديدة تشهدها منطقة القرن الأفريقي ، وذلك بعد توقيع أتفاقية تعاون بين كل من إثيوبيا وأرض الصومال خلال هذا الأسبوع،وقد أتفق بموجبها الطرفان علي تأجير ما مساحته 20 كلم من السواحل التي تقع علي أرض الصومال ،ليتثني لإثيوبيا بناء قاعدة عسكرية عليها والاستفادة منها  ، مقابل حصة من الخطوط الإثيوبية لأرض الصومال ، واعتراف ضمني بها كدولة قائمة بذاتها منفصلة علي الصومال ،وهي التي تعتبر الأهم بالنسبة لأرض الصومال في الوقت الحالي وخاصة أنها تأتي من دولة كبيرة مثل إثيوبيا تضم علي أراضيها منظمات إقليمية متعددة مثل الاتحاد الأفريقي ، واللجنة الاقتصادية لأفريقيا .

وبدات تنديدات وتحذيرات من دول عدة في المنطقة وخارجها ،ومنظمات إقليمية ودولية تحذر من مغبة  ادخال المنطقة في صراع هي في غني عنها في الوقت الحالي “توقعات لأندلاع صراع بين الصومال وإثيوبيا بسبب تحركات الأخيرة ” ،وكان الصمت الإثيوبي  هو الرد لكل هذه البيانات والتصريحات في الوقت الحالي .

وكانت الحكومة الإثيوبية في بيان لها قد  أكدت أنها مازالت تدرس مسألة الأعتراف بأرض الصومال ، وأن الموضوع قيد التشاور والدراسة ، ولكن التاجيج الإعلامي أدي لظهور هجوم إعلامي ورسمي صومالي علي الجانب الإثيوبي ، وبيانات متواصلة من دول عدة أخري تري أن الإتفاقية ضد مصلحة وسيادة ووحدة أراض الصومال .

وهي الخطوات التي نتوقع أن يكون لها رد فعل من أديس أبابا  مستقبلا ، لم تكن إثيوبيا الدولة الوحيدة التي توقع أتفاقا مع أرض الصومال ككيان ، بل سبقتها دول عدة في المنطقة ومن خارج المنطقة صار لها تمثل دبلوماسي ،في شكل قتصيليات ومكاتب تمثيل تجاري ومكاتب أتصال ،وهي تبادل دبلوماسي علي الرغم من اختلاف المسميات من دول أخرى .

فالفكرة الإثيوبية عبر الأتفاق مع أرض الصومال هي فكرة تكامل وتعاون إقتصادي ومنفعة مشتركة ، وقد يكون لها فوائد للجميع ، للعلم أن هنالك دول لها إتفاقيات إقتصادية مع الدول التي تحاول أن تجد أعتراف دوليا وإقليميا بشتئ السبل ، وظلت خلال أكثر من ثلاثة عقود تسعي علي هذا المسار ، وكونت جيش وقوات وأنظمة حكم محلية متطورة ، وخلال الشهور الماضية احتفالات بالذكري ال 32 استقلالها من الصومال .

التحركات الإثيوبية راها الجميع بأنها ضد مصلحة الصومال والذي تقبل  فكرة أنفصال أرض الصومال عنه  لسنوات طويلة دون أي رد فعل  ،وهي المنطقة  لها حكومة حتي أن كان غير معترف بها باتت تسير أوضاعها بنفسها .

تطورات الموقف العام ضد إثيوبيا قد يكون له أثر أخر ، ولكن التحركات الإقليمية والدولية تؤكد أن حراكا يسير علي خطي حثيثة لدعم تاكيد أعلان ارض الصومال كدولة ذات كيان منفصل حتى أن كان البعض يرى ذلك ضد مصلحة الصومال .

والمنطقة الصومالية بها لأعبين دوليين وإقليمين من خلال  تواجدهم علي أراضيها ، عبر إقامة قواعد عسكرية أو تعاون إقتصادي أو تحركات أمنية متعددة ، ولكن الأعلان الإثيوبي  كان الأجرئ والأوضح والذي جاء عبر إعلان رسمي عبر مختلف الوسائل الإعلامية ، ليراه الأخرين كصوت نشاز بسبب الإعلان عن الإتفاقية المعلنة ، وكان يمكن أن تكون اتفاقية خفية بين الطرفين وتنفذ  بصمت  كما يحدث في بعض الدول .

وكان قد سبق تلك  التحركات تصريحات أديس أبابا للبحث عن منفذ بحري بكل السبل ، وهو ما أعتبرته بعض الدول المجارة لها  أنه قد يكون انتهاكا لسيادتها ، ووجهة النظر الإثيوبية هي أن تتم اي عملية الوصول لمنفذ بحري من خلال شراكة و تعاون وأتفاق من أجل منفعة متبادلة لأ باستخدام القوة كما يعتقد البعض .

وأديس أبابا الأن بدأت تحقق بعض من تحركاتها من خلال تقيم مقترح تعاون ومنافع مشتركة لدول المنطقة ، وهاهي  تصل لخليج عدن  وقد نري خطوات قادمة للوصول لمواني تجارية أخري من خلال أتفاق إقتصادي وتعاون متطور مع أحدي دول الجوار.

وهو ما يجعلها دولة فعالة  للمشاركة في استقرار وأمن البحر الأحمر الممرات المائية في المنطقة ، من خلال تعاون أمني متطور مع دول لها مصالح كبري في المنطقة .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates