مقالات

سوق العمل التطوعي (المجتمع المدني) بين المهنية التخصصية وكسب العيش .

دكتور عبد الناصر علي الفكي -استاذ جامعي 

الراصد الإثيوبي- السودان

الثلاثاء 7 نوفمبر 2023

لفت نظري ماسطره صديقي د خضر الخواض علي صفحته في -الفيس- بانه (يمني نفسه بحضور ورشة   في حياته) !!
وهو يلاحظ ويشاهد سيل العدد الكبير من المنظمات الناشطة التي تعمل في مجال المجتمع والحقوق وتنمية القدرات البشرية واشباع الحاجات الاساسية .
تقوم بتدريب ورفع مقدرات مختلف الناشطين والمهتمين والعاملين وذلك امر لاباس فيه. ولكنه وضع يثير الدهشة والاستغراب !
يتم ذلك بتجاوز اصحاب والممارسة المهنية والعلميه في العلوم الانسانية والسلوكية .
السؤال الذكي جاء من اكاديمي وباحث خبير في مجال علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية والانثربولوجي ، بحكم دراسته ونيل للشهادات العليا الدكتوراه في ميدان المنظمات والجمعيات في اطار موسوعية وتداخل علم الاجتماع مع العلوم الاخري .
ينال الدارس، لعلم الاجتماع مهارات الممارسة المهنية في مجال الخدمة الاجتماعية في السجون وحقوق الانسان والمصحات الطبية والنفسية،و في اطار النقابات العمالية والمهنية و التشريعات والقوانين والتامينات الاجتماعية والخدمة المدرسية وايضا الخدمة لدي الشباب والمرأة والمسنين والعنف الاسري والجريمة وتتجاوز تلك المجالات الخاصة بالخدمة الاجتماعية،حوالي اكثر من تسعين مجالا : خدمة الفرد والجماعة وتنظيم المجتمع وادارة المؤسسات. حيث يعد الطالب ويكتسب لمدة اربع او خمس سنوات كل مهارات ممارسة العمل التطوعي والاهلي والخيري في المجتمع والجماعات ومعالجة وتحليل المشكلات والظواهر الاجتماعية. وكيفية كتابة المشاريع واعداد الخطط والاستراتيجيات لتنمية المجتمع.
سؤال د الخواض : اعاد الي دورة كثيرة التفكير والنقاش، عن احقية وضرورة من يعمل في منظمات العمل التطوعي والخيري !!! .
يبدو التناقض الاصيل عند اجابة السؤال،حيث اصحاب التخصص العلمي والعملي لتلك العلوم ، بعيدين عن انشطة ما يسمي بمنظمات المجتمع المدني الا ماندر واليسر القليل ، والتي اصبحت مصدر دخل وثروة للبعض، وتباهي اجتماعي ذو ثقافة غربية ليبرالية لها طقوس وتشبيك وطني واقليمي ودولي.

وتشعر بها كانها تعيش في جزيرة معزولة في الدولة والمجتمع.
والكثير منها تقوم علي تنفيذ مشاريع كالموظفين دون ما ابداع او تفرد او اتباع ابجديات المنهجية الممارسة في الخدمة الاجتماعية وفاقد الشء لايعطيه ،وتلك معضلة كبيرة تهدر بعض المال وكثير الجهد وتضعف الخطط العامة .
الدولة الشمولية دوما تستغل تلك المنظمات في تنفيذ اجندة سياسية في الحشد الجماهيري او الانتخابات المزيفة او الحصول علي مال التمويل بطرق غير مشروعة . هذا في ظل النظم الشمولية التسلطية ، وتنعاد نفس الكره في النظم الديمقراطية حيث تلك المنظمات تكون حديقة خلفية لتنفيذ عمل الحزب وسط المجموعات المستهدفة ، او تعمل كجماعة ناشطة سياسية في تمرير اجندة الحزب خلال مشاركتها في التحالفات والجبهات السياسية.

وهنا اذا كان العامل في مجال العمل التطوعي وخدمة المجتمع من المتخصصين في علم الاجتماع والخدمة ،يعرف حينها ان هناك اخلاقيات خاصة للمهنة، وقسم ملزم يؤديه ، وطرق علميه وممارسة مهنية تدرب واختبر عليها طوال دراسته من خلال برنامج الزيارات الميدانية.
فوضي منظمات المجتمع المدني تتسع في ظل عدم وجود قوانين وتشريعات – حقيقية- تراع التدقيق في التمويل الخارجي واشترطاته في مشاريع دون اي اعتبار الي المصلحة الوطنية او المجتمعية العليا .

أقرا أيضا :تعددية الانتماءات صراع ام وحدة ؟ – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

كذلك الاهداف والنظام الاساسي الاعضاء بها هل هم من متخصصين ومهنيين في المجال؟.

هل إجراءات التسجيل والتوظيف بها يتوافق مع اهداف وغايات المنظمة او الجمعية. ما الادارة المؤسسة التي تديرها وهي في الغالب الاعم لاتتجاوز خمس اعضاء ومقر في شنطة لاب توب .
السودان الان يمر بمرحلة صعبة ومعقدة في إعادة الاعمار ، والتصدي لاثار الحرب المدمرة التي تتمظهر عرقيا في المجتمع وجماعاته المختلفة ،يدعم ذلك التباين الثقافي والاجتماعي. ذلك دور يصعب القيام به ، في ظل فوضي المنظمات والجمعيات التي تطمح وتطمع في الكسب والربح وبذل جهد قليل حسب مقدرتها العرضية في التاهيل واعادة البناء الاجتماعي والمعنوي.
المرحلة وعلمها يتطلب ان يتحرك وينشط وينتزع الخبراء والباحثين في علم الاجتماع في وضع السياسات العامة والخطط لمتخذي القرار عبر مراكز بحثية متخصصة تهتم بالدولة والمجتمع بما يحقق مفاهيم المدنية في التعايش وقبول الآخر والتحول الديمقراطي، وتوطيد حياة العيش المشترك والمواطنة والحقوق والواجبات.

وهناك الخلط والتداخل بين ادوار تلك المنظمات مفاهيميا هل هي جماعة ضغط ؟ ام حركة اجتماعية ؟ او ناشطين سياسيين ؟ ام جماعة مراقبة للجهاز التنفيذي ؟ او فاعلين سياسيين وهذا الخلط ياتي من فقدان بوصلة ارتباطية العمل بالعلم والتخصصية .
ان تحتل الخدمة الاجتماعية مكانها الحقيقي في مساندة جماعات ومؤسسات المجتمع بحل مشكلاته وقضاياه في مختلف مجالاتها .
كل ذلك بتعضيد عالم الانثربولوجي في فك كنه الثقافة الجامده في المجتمع المحلي ونظم ومعتقدات واستنهاض الثراث الشعبي الروحي والمادي بما يحقق السلام والاستقرار والتعاون في سبل كسب العيش .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates