مقالات

تعددية الانتماءات صراع ام وحدة ؟

دكتور عبد الناصر علي الفكي -استاذ جامعي 

الراصد الإثيوبي – السودان

الخميس 2أكتوبر 2023

عند علم الاجتماع الانتماء مرحلة عليا تسمو علي مكونات الجماعات الثقافية والاجتماعية في المجتمع و الدولة، يتطلب طلب ذلك الالتزام بالمعايير والقيم المطلوبة ، في تعايش واندماج وحقوق عادلة للكل المختلف ، يعزز منه شعور وطني عام مشترك ، لاينفي ذلك الثقافة الفرعية ذات الخصوصية للجماعات.
نجد الدول تجتهد في وضع استراتيجية تصنع الانتماء وفق عملية موجهة تستند علي التاريخ والجغرافيا والثقافة المشتركة وصولا الي العيش معا في المشتركات. وتلك عملية معقدة تتطلب جدل اجتماعي في حوار مشترك ومستقبل يقرر وفقا لارادة حل مشترك . ربما يتطلب ذلك سنوات تساعد في الوصول اليها السوق وتحديات الطبيعة والعلاقات والعمليات الاجتماعية السلمية في المجتمع .
يتسم الانتماء المتين بوجود رموز ومعاني مادية وروحيه تشكل وجدان العضو في المجتمع ؛ عبر اليات التطبيع الاجتماعية والسياسية والثقافية والتعليمية ..الخ ،ابتداء من الاسرة والمدرسة والحزب والعمل الخيري التطوعي . التي يتم خلالها اكتساب عضو المجتمع معايير وقيم واحدة تشكل الهوية .
التي تعلو بالفرد الي مرحلة سمو بالفداء والتضحية تجاه اي مخاطر ومهددات للدولة .
الدول العربية والافريقية لمابعد الاستقلال ظلت تعاني من الحروب والنزاعات بين المكونات فيها وبل حتي المؤسسات الحديثة مثل الحزب والنقابة و(المؤسسة العسكرية ) . ذات الانتماء الموضوعي الاختياري، نجدها لعبت ادوارا متعددة في تلك الصيرورة بين الانتماء لمكونات مادون الدولة وتقاطع مصالح مع العشيرة والقبيلة والاثنية فيما يتعلق بصراع السلطة .
الحرب في السودان ١٥ ابريل ٢٠٢٣م بين الجيش والدعم السريع ، تتسم بانحسار واضح لماهو وطني عام مع نمو متعاظم للقبلي والعرقي في مظهره العام بين الطرفان . تبدو في استخدام التراث الشعبي ورمزياته ونشر الالحان والاهازيج لديهما وبل في الاستنفار وحشد المتطوعين وفيها تظهر في السطح الثقافة الفرعية الخاصة لجماعات الحرب . رغما عن محاولات اخفاء ذلك بوضع مساحيق تجميل واهيه تلعب علي مصطلحات المدنية والديمقراطية والمواطنة والحقوق.
وهذا تناقض واضح في مطلوبات الانتماء .
الحرب من بدايتها في ابريل كانت علي هذا المنوال . وهي بالتاكد مجموعات الحرب تقف امام تجذير واستمرار ثقافة السلطة المدنية بل تعمل علي ايقافها ، لان قوي الثورة الحقيقية ترنو الي الحرية سلام وعدالة وتلكم ليست من اس وتكوين وثقافة المتصارعين .
وكذلك يظل العنف والكره والصراع الاجتماعي المبني علي العرق والاثنية بين الجماعات عامل اضعاف للانتماء الوطني .
الانتماء الوطني حصن امن امام طموحات الدول الاخري، ويشبع حاجات الفرد والجماعة بما يساعد علي الانتاج وبالتالي قوة واستقرار الدول .

هذا الجدل بغرض انتماء مشترك يعبر عن الجماعات ذات الخصوصية في اطار دولة اساس الادارة السلمية للاختلاف.
عملية الانتماء الوطني اساس القبول والتعايش بين الجماعات الاجتماعية الثقافية بما يتفق عليه من معايير وقيم مشتركة تقوي بالالتزام يظهر في فعل وعمل بما يدعم الاستقرار والامن الاجتماعي .
والخلاف ،تقاسم سلطة والثروة ،نظام حكم بالتراضي او التوافق بناء علي سياق قانوني دستوري .

وأقرا أيضا :صباح الامل والعمل – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR
الوطن العربي وافريقيا امام صيرورة كيفية استقرار وسلطة مدنية في ظل دول فيها مجموعات تباين اجتماعي وثقافي ، التي اصبحت مع العولمة التقنية وظهور مهددات وهم وحقيقة الاسلافوبيا لها امتداد خارجي ومصالح خارجية تقبل تلك القوي بفتات ثروات مقابل التسليح والحماية .
عل دول العالم الثالث فهم قواعد اللعبة الخبيثة احيانا باللعب علي محركات تلك الجماعات بغرض السيطرة او الصراع الدولي في استنزاف الموارد وسرقتها ،تحت مسميات حماية الاقليات او غيرها ، دول العالم الثالث تعمل علي ايجاد حل خاص بها في ادارة مكونات التباين الثقافي والاجتماعي، و كيفية احترام خصوصيات وادارة الخلاف والاختلاف بسلمية وتوطين الحل وفق مشتركات تاريخية وثقافية وجغرافية ،لاخيار سوي ابتداع وإبداع نظام سياسي من الواقع الخاص يستوعب الجميع ،وليس نقل و اتباع التبعية للنظم الليبرالية الغربية والتي جاءت نتاج لخصوصية مجتمعية ، بالتاكيد ذلك لايعني يمكن الاستفادة منها كمنجز انساني عام ضروري،وفق مانحتاج اليه في الوصول لنظام الحكم الذي يشبه المجتمع .
وحدها تلك من توقف الحروب والانتهاكات وتعزز من الاستقرار والمواطنة والمشاركة.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates