مقالات

الخطوة التالية …..ديمقراطية حميدتي

 

معتز بركات -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي – السودان

الجمعة 4 أغسطس 2023

أكثر من مائة يوم بالكمال و التمام مرت على تمرد مليشا الدعم السريع على قيادة الجيش السوداني، معلنة عن رفضها لعملية دمج قواتها داخل القوات المسلحة السودانية حيث وضعت سقفا زمنيا مقداره عشرة سنوات لإنجاز مشروع الدمج قبل اشتعال نيران الحرب في الخامس عشر من أبريل في السودان التي قضت على الأخضر واليابس. الحرب التي تحولت بموجبها العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة يسكنها الأشباح و الكلاب الضالة بعد أن هجرها اغلب أهلها إما بسبب احتلال قوات الدعم السريع لمنازلهم بالقوة بدعوى أنها أصبحت مناطق عمليات عسكرية. هرب سكان ولاية الخرطوم وفروا من جحيم المعارك التي يستخدم فيها شتى أنواع الأسلحة من الطيران حتى المدرعات.

و الحرب تدخل شهرها الرابع و بتقييم موضوعي لتطور مجريات الأحداث نجد أن مليشا الدعم السريع فشلت تماما و فعلياً في تحقيق هدفها الأساسي المعلن و المتمثل في الاستيلاء على السلطة و حكم السودان بعد أن أعلنت أنها تحارب من أجل تطبيق الديمقراطية و الدولة المدنية و القضاء على فلول النظام السابق التابعين للرئيس المعزول عمر البشير.

و لكن يبدو أن تكلفة هذه الأهداف باهظة الثمن تحمل دفع فاتورتها الشعب السوداني تشريدا من منازله التي تعرضت للسرقة والنهب إضافة للمرافق الصحية التي دمرت تماماً مائة مستشفى تم تدميرها و احتلالها الأمر الذي يعني انهيار النظام الصحي هذا إلى جانب الأعراض التي انتهكت حيث مات الأطفال و النساء الذين تعرضوا إلى عنف ممنهج و هم في رحلة البحث عن ملاذ آمن حيث لا صوت يعلو فوق صوت الدانات و الرصاص التي تنهمر كالمطر بصورة عشوائية و لا تفرق بين شيخ كبير أو شخص مريض يتألم او طفل رضيع الأمر الذي جعل20 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة لافتة النظر إلى نفاذ وشيك للمخزون الاستراتيجي للغذاء في غضون ثلاثة أسابيع فقط. ديمقراطية حميدتي المزعومة أصبحت وبالا ولعنة ونقمة على الشعب السوداني الذي فقد جراء هذه الحرب ممتلكاته و شقاء و تعب سنوات طويلة في الغربة مثل أثاث منازله نهبت ولم تسلم سياراته التي سرقت بقوة السلاح ولك أن تتخيل أسوأ أنواع الانتهاكات الوحشية و الفظائع التى ارتكبت في حق المواطنين المدنيين الأبرياء العزل الذين تعرضوا لابشع أنواع التنكيل و انتقاص الكرامة الإنسانية في انتهاك صريح لحقوق الإنسان. ان الشعب السوداني الذي دمرت الحرب أحلامه و آماله في مستقبل واعد بكل ما هو رائع و مشرق لن يقبل بديمقراطية حميدتي المزعومة حتى و إن كانت خالية من كل عيب .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates