مقالات

الإخوة الأعداء.. حرب السودان

 طلال ناجي -كاتب يمني

الأربعاء 26 أبريل 2023

الإخوة الأعداء كلمة تجسد حال السودان التي تشهد حرباً عميا الان بين مؤيدي البرهان و مؤيدي حميدتي حرب من اول نتائجها العمل على تشظي المجتمع وتعتبر مساهم أساسي في تفكك الأسرة وإحداث شرخ عميق في كيانِها.

في فترة الحرب هذه قصرت أم طالت ستتجه أطراف الصراع إلى استقطاب الأفراد لا سيما الشباب لمناصرتها والقتال معها ومن هنا يمكن دخول البعض لتأييد طرف معين لكن في المقابل هناك من يكون معارضاً له ومؤيداً للآخر ويحدث أن يكونوا من أسرة واحدة الأمر الذي سيؤدي إلى خلق عداوة بين أفراد الأسرة وتفككها وتفرقها وهذا ما حدث فعليا حيث سمعنا قبل يومان إن اثنين اخوه أحدهم مع البرهان وآخر مع حميداتي ..

فعليا مهمة الحرب الاساسيه هو تشريد وأبعاد الأهالي عن بعضهم البعض ومن بداية الحرب هناك الكثير من الأسر لم تجتمع على مائدة واحدة كما كانت في السابق ..

تسبب التعصب في الولاءات السياسية للأفراد تجاه أطراف الصراع في نشوب إنقسامات وخلافات بينهم على مستوى الأسرة الواحدة والاختلاف لم يقتصر على الرأي فقط بل امتد إلى الاقتتال في الجبهات والمواجهة المباشرة بين الشخص وشقيقه الأمر الذي زاد من حدة وتيرة الصراع وعمل على إجهاض لاي عملية سلام قد يتم السعي لها وتعقيد المشهد أكثر في الشارع السوداني ..

الحرب كلفة اجتماعية
للحرب تداعيات سلبية على كافة الأصعدة في المجتمعات التي تستعر فيها ولها كلفة اجتماعية تتمثل في حدوث انشقاقات وخلافات أسرية واجتماعية خصوصاً إن كان هناك تعصب مقيت لأفراد المجتمع في الولاءات السياسية حيث أنه من المفترض أن يتم التعامل مع الحرب بعقلانية على اعتبار أن المجتمع السوداني في الأساس مجتمع موحد ولا ينبغي أن تصل الأمور إلى مرحلة التشظي والانقسام والصراع والتناحر الاجتماعي.

وبنظر الكثيرين هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تدفع الأفراد للتعصب لطرف معين وتخلق العداوة بينهما وهي تدني مستوى التعليم عند البعض وغياب الوعي المتكامل بين الناس إذ هناك الكثير منهم يعملون على أساس خدمة مصالح أطراف أخرى نتيجة ولاءهم لها في الوقت الذي يلحقون أضراراً بأنفسهم ومصالحهم الخاصة وكذلك تعرض أفراد المجتمع للتعبئة الخاطئة التي تنتهجها الأطراف المتصارعة وتحثهم على ممارسة العنف ضد بعضهم بالإضافة إلى العامل الأهم وهو الحاجة المادية للناس بسبب الظروف المعيشية القاسية جراء استمرار نزول الملف الاقتصادي في البلاد وتدهور العمله منذ اندلاع ثورة السودان وإسقاط البشير والتي سعت الأطراف لاستغلالها وخلقت خلافات وصراعات بين الناس وقادتهم إلى جبهات القتال وهناك أيضاً السبب الأخير وهو المصلحة فكثير من الناس يحاولون أن يبحثوا عن مصالحهم مهما كانت النتائج ومهما كانت المشاكل المترتبة من ذلك…

السلام طريق الخلاص

ليعلم الجميع أن رأب الصدع الحاصل في المجتمع والأسرة السودانيه وتحقيق التماسك الإجتماعي هو أبرز عوامل إحلال السلام لأنه يؤدي إلى خفض حدة التصعيد الحاصل بين الأطراف المتصارعة وتقديم التنازلات لإنهاء الصراع والذهاب إلى طاولة الحوار الذي دعا لها الكثيرين ومن أبرزهم رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور ابي احمد عبر مكتب الاتحاد الافريقي ويتحقق ذلك من خلال حلول ومقترحات نتفق معها جميعا مثلا توعية المجتمع بخطورة استمرار الصراع بأنه لن يقودهم إلى حل وبأنه ليس وجودي ومحتم عليهم إنما يرتبط أمر إنهائه على مدى تقبلهم لأفكار وآراء بعضهم البعض واللجوء إلى التحاور للوصول إلى نقاط مشتركة تجعلهم يتجهون نحو مبدأ التعايش والسعي نحو تحقيق بناء السلام وتنمية مستدامة…

إضافة إلى ضرورة إدراك أفراد المجتمع السوداني بأن الحرب لن تحقق فائدة وليس هناك منتصر فيها وستكون الخسارة للجميع لأن الكل على سفينة واحدة مهما حاولت الأطراف التبرير وتقديم نفسها على أنها المستفيد أو الأقوى لأن الحرب لا تعني سوى الدمار والهلاك ….

صدقوني أن السلام أصبح ضرورة في الوقت الحالي لأن الأوضاع التي وصلت إليها السودان اقتصاديا من قبل اندلاع المواجهات الاخيره أصبحت مأساوية حقاً وتكفي لأن نضع في الاعتبار أن ما حدث ليس بقليل وعلى امتداد سنوات قضت المشاكل الداخليه للسودان على كل مقومات ومتطلبات الحياة وبالتالي من الضروري أن يتجه الجميع لحلول سلمية تفضي لبناء سلام دائم في وطن يتسع للجميع ..

علينا جميعا أن نعمل بجهد على توعية الجميع بأن السلام والاستقرار في المجتمعات من خلال ترويج ثقافة الحوار والاعتدال والتسامح
والعمل على تبني ونشر مشروع بناء السلام في السودان الذي يهدف إلى تعزيز التماسك الإجتماعي والمساهمة في تحقيق الاستقرار وتعزيز آليات منع النزاعات…
ليكن هدف هذا المشروع هو تمكين المجتمع السوداني من أجل بناء السلام وحل القضايا المحلية وتعزيز الترابط الاجتماعي بالإضافة إلى تنفيذ ورشات تدريبية لمنظمات محلية غير حكومية تستهدف القيادات المجتمعية المؤثرة وتهدف إلى تفعيل دورها للحد من الأزمات والنزاعات المحلية بما يعزز التماسك الاجتماعي…

اخيرا. نسأل الله تعالى أن يحمي السودان وينزل عليهم الأمن والامان والاستقرار والطمأنينة..

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates