مقالات

دعم الإطارى السريع

عمار العركي

عمار العركى -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي – السودان

الأثنين 3 أبريل 2023

* زيارة “فولكر” الشهيرة “لحميدتى”، بعد خروجه من الخرطوم والعودة لدارفور بحجة فرض الأمن ونزع فتيل ازمة الصراعات والتفلتات القبلية هناك ، تزامناً مع خروج الجيش من العملية السياسية والعودة للثكنات الي حين توافق واجماع الساسة فيما بينهم.
* تلك الزيارة كانت ضرورية (لفولكر) لجلب دعم سريع ومُنقذ (لجبل حواره) ، الذى تمخض عن (فأر إطارى)، فكانت البداية الأولى لسيل منهمر من التحولات والتطورات على مسار الأزمة ، فخلال الزيارة إستطاع فولكر “وبعض” من الرباعية من الإنطلاق نحو تشكيل المشهد السياسى بسناريو دستور نقابة المحاميين المحور سياسيا ليصبح (إتفاق إطارى) شبيه بعقود الإذعان أطرافه المُزعنة ذات تحالف مرحلى ومؤقت بين ( فولكر ، قحت المركزى ، حميدتى ).
* تلك الزيارة تم فيها وضع اللبنات الأولي لصفقة إغرائية كتيكية مؤقتة (الحصانة والسلطة).، مقابل (التحالف ودعم الإطارى)، غاية التكتيك كانت فى،الإستفادة من الدعم السريع مرحلياً كقوة عسكرية مساندة وحامية للإتفاق من جهة، وتعويض خروج الجيش من العملية السياسية وإنقاذ الحوار (الفولكراوى) الذى يرعاه ويعول عليه (فولكر والرباعية والثلاثية)، وتمرير أجندته من خلال الدعوة والتفويض الأممى تحت ستار وواجهة بعثة الأمم المتحدة فى السُودان.
* هنا يتوارى خلف المسرح السُودانى ، تداعيات تأثير صراع النفوذ والهيمنة داخل المنظمة من قبل قوى التنافس (امريكا ، روسيا، الصين)، تنافس للمصالح والتدخلات الخارجية بمختلف أشكالها.وتقاطعاتها وتبايناتها ،
* فمصالح الاتحاد الاوربي وبريطانيا ، تختلف عن مصالح الولايات المتحدة ، كذلك مصالح إسرائيل – الحاضرة بقوة ولها يد طولى فى المشهد السُودانى عبر بوابة الخليج – وهذا الأخير – الخليج – لديه مصالحه الإقليمية المتقاطعة بين النفوذ السعودي التقليدى فى المنطقة ، وبين (حليفها اللدود) الإمارات الصاعدة والطامحة،والتى تختلف مصالحها جملة وتفصيلا عن مصالح السعودية، خلاف قائم على سباق الندية والقيادة مدفوع بخلافات واختلافات تاريخية وحديثة ، بدأت تظهر على السطح بعد فترة من الكتمان.
* الغرض من هذا السرد المُختصر، الرد على من يُعول على الحلول الخارجية،.بعد أن تم أقلمة وتدويل الأزمة،وفتح الباب على مصرعيه أمام التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى والسيادى السودانى والإستعانة بالأجنبى فولكر وبعثته ،ورهن المصير للسفارات الغربية والعربىة والخليجية تحت ذريعة ” تبادل وجهات النظر ” و”بحث العلاقات وسبل تطويرها” ،الخ من تسليم وإستسلام (وكسر رقبة).
* الآن ، وكشئ طبيعي متوقع، سقط عن سوأة المشهد السودانى خرقة الإطارئ المهترئة والتى لا تكاد تستر راس قحت المركزى – إذا سلمنا بها كمكون مدنى – حتى تكشف عن ساقي الجيش – إذا سلمنا به كمكون عسكرى – معه أو دونه – الدعم السريع.
* نتوقف هنا ، ونستدعى آخر تطورات المشهد بإيراد آخر التصريحات الحاسمة للناطق الرسمى باسم القوات المسلحة، العميد ركن نبيل عبد الله الذى قال ( إن التوقيع النهائي للعملية السياسية بالبلاد لن يتم ما لم يتم وضع جداول لدمج قوات الدعم السريع في الجيش بصورة واضحة، وأكد عبدالله في تصريح لصحيفة الوفاق (أن ترتيبات الدمج لابد أن تكون جزء من الاتفاق النهائى) ،مضيفاً (لا يمكن أن نعمل اتفاق ويكون هناك جيشين في البلد) مشيراً إلى أنه من الضروري أن يكون هناك توقيت زمني واضح لعملية الدمج.
* أعتقد بهذا القول يكون الإتفاق الإطارى قد بلغ محطته الأخيرة ، وأصبح المشهد ( بدون كومبارس أو أدوات) ، بعد أن إنكشف القناع عن (العامل الخارجى) وأصبحت المواجهة مع الفاعلين الخارجيين بقيادة (فولكر) المنتهية فترة خدمتة هذه الأيام، حيث لا نتوقع التجديد له- فلا امريكا راضية عنه ، ولا روسيا والصين قابلين به به -، والرجل كان يعمل بكل (طاقته وكروته السياسية وأدواته البشرية ) على أمل أن يصل لتشكيل حكومة بأي شكل وثمن ، حتى يرفع من سقف حظوظه ويحقق طموحه في قيادة المنظمة.
* فهل يفجر (غضبه وفشله) فى إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن فى شماعة القوات المسلحة ؟ هل يدعو لفرمالة (قوات حفظ السلام) الأممية التقليدية والفاشلة في أغلب مناطق النزاعات ؟ وكيف له أن يقنع (العالم) بمنطقية تحالفه ووقوفه لجانب الدعم السريع وقائده المعلوم والمعروف لدى مجلس الأمن الدولى ؟ كيف يستطيع (فولكر) إقناع (العالم) المتقاطع المصالح في السودان بأن الجيش السودانى هو المتسبب فى إجهاض العملية السلمية ؟ وهذا الجيش لم يخرج خارج الإتفاق الإطارى الذى أقر فى ثناياه عن دمج الجيوش فى جيش واحد ؟ بل أن الجيش طالب بتفصيل التعميم وتحديد المواقيت والأزمان التى سكت عنها الإتفاق؟
* خلاصة القول ومنتهاه:-
* أي حديث عن صفقات وحصانات للجنرلات مقابل تنازلات وتمريرات للأجندة الخارجية ، فهو لا يعنى المؤسسة العسكرية بشئ ، فهو إتفاق وتعهدات شخصية ليس لها أدنى ضمانات مستقبلية فى ظل بروز قوى متعددة النفوذ والصلاحيات متنافسة ولديها مصالح مغايرة ، فأصبحت الحصانات والضمانات كما قيل عنها ووصفت (عطاء من لا يملك ،لمن لا يستحق) ،
* موقف القوات المسلحة الأخير يعبر عن مؤسسة (قومية ذات قانون ولوائح ملزمة ، وعقيدة عسكرية حرة ومُستقلة)،لا تقل عن العقيد العسكرية الروسية المعلن عنها رسميا قبل يومين ضد الولايات المتحدة وحلفائها المناوئيين لروسبا ، هذا إن لم تفوقها وتزيد عليها.
* بقراءة ورصد ردود الأفعال الدولية والإقليمية لهذا التطور والانهيار الوشيك للإتفاق ، نجدها أكثر من عادية يشوبها(الإحباط والإستياء)، من ثلاثية (فولكر)، ومركزية قحت ، ولا أستبعد بأن (الجيش) إستشعر ذلك، ورفع من سقوفاته وإشتراطاته.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates