مقالات

الخطوة التالية: التراضي الوطني بديلا الإقصاء السياسي

 

معتز بركات-صحفي سوداني 

الراصد الإثيوبي – السودان

الأثنين 6 مارس 2023

هل تمتلك الأحزاب و المكونات السياسية في السودان سواء أن كانت قحت بشقيها المجلس المركزي و الكتلة الديمقراطية القدرة و الشجاعة الكافية لاتخاذ مواقف وطنية واضحة من شأنها أن تحفظ دماء شبابنا الذين أصبحنا نفقدهم بصورة مستمرة في كل حراك تقوم به هذه الأحزاب التي نريد أن نعرف ماذا تريد بالضبط؟.

هل تريد هذه الأحزاب الوصول إلى السلطة و كراسي الحكم من خلال دماء و أشلاء الشباب الأبرياء الذين أغلبهم غير منتمي لحزب سياسي وخرج بحثا عن مستقبل أفضل لبلاده و آخرهم الطالب بالمرحلة الثانوية إبراهيم مجذوب. 

 وضعت القوات المسلحة ممثلة في الفريق البرهان هذه الأحزاب أمام خيارين لا ثالث لهما وهما اما التوافق الوطني أو الانتخابات ويبدو أن الخيارين بالنسبة لهذه الأحزاب احلاهما مر لأن الانانية وحب السلطة وشهوتها تجعل قحت اللجنة المركزية تمارس أقسى درجات الإقصاء السياسي طمعا في أكبر عدد من الكراسي ولا يهم أن يموت الشباب وتحترق قلوب الأمهات و بجوع الأطفال والفقراء الذين يمثلون غالبية الشعب السوداني وهم خارج دائرة اهتمام الانتهازيين من قادة هذه الأجسام الانتهازية التي تسمى تجاوزا احراب سياسية.

لقد فشلت الأحزاب السياسية في السودان للأسف الشديد في الامتحان المكشوف الذي وضعه الفريق البرهان و سقطت بامتياز مع مرتبة الشرف ومات ضميرها وما تبقى لها من ماء وجه و أخلاق إنسانية و أعطت للجيش الف سبب ومبرر لعدم تسليمها السلطة لأنها غير أمينه مفضلا اللجوء لخيار انتخابات عامة في أسرع و أقرب وقت ممكن.

السودان بلد المفارقات العجيبة والغريبة في ذات اللحظة، أحزاب الحرية و التغيير اللجنة المركزية التي تطالب الجيش بالعودة إلى الثكنات و هي نفسها التي ذهبت إلى القيادة العامة للقوات المسلحة و طلبت من الجيش ازاحة عمر البشير من السلطة و اعتصمت أمام القيادة العامة حتى تحقق لها ذلك، أليست هي ذات الأحزاب التي استقبلت البرهان استقبال الابطال الفاتحين اليس هي نفس الأحزاب السياسية التي وقعت مع الجيش الاتفاق الإطارى و قبله الوثيقة الدستورية ام ان ذاكرة هذه الأحزاب ضعيفة،حقيقة لا ينكرها إلا مكابر هذة الأحزاب السياسية التي تريد من الجيش الذهاب إلى الثكنات هي التي فتحت الباب واسعاً وعلى مصرعيه للمؤسسة العسكرية بالبلاد للتدخل و حكم البلاد وأنها الوحيدة التي تتحمل مسؤولية و وزر ذلك التصرف الذي ندفع ثمنه الباهظ منذ أكثر من 67 عاماً.

على جميع أهل السودان أن يدركوا حقيقة واحدة ان وطننا يمر بمنعطف تاريخي حاد، و انه مهدد بالضياع وبأن نكون او لا نكون وان الصراع حول السلطة و الثروة أثقل كاهل المواطن السوداني الذي أصبح يبحث عن مخرج آمن للأزمة التي تعيشها البلاد خصوصا بعد انتشار الاقتتال القبلي و الإقصاء وخطاب الكراهية بصورة كبيرة تهدد أمن وسلامة واستقرار الوطن.

المطلوب فقط من هذه الأحزاب أن تتنازل من برجها العالي وذلك بتحقيق الحد الأدنى من التوافق الوطني الذي يفضي إلى تكوين حكومة الكفاءات و التخلي عن ممارسة الإقصاء السياسي أو الاستعداد لمواجهة اختبار الشعب في الانتخابات عندما يقول الشعب السوداني كلمته و يختار بكامل إرادته من يحكمه. الخطوة الأخيرة رحم الله السفير ماجد يوسف الذي رحل عن دنيانا الفانية قبل يومين بالعاصمة السنغالية داكار و برحيله تكون بلادنا فقدت رجل صاحب قدرات ومهارات في العلاقات الدولية و العمل الدبلوماسي نسأل الله أن يكون ما قدمه من عطاء في ميزان حسناته وتعازينا لجميع أهل السودان لأنه كان رجل بقامة وطن.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates