منوعات

شخصية من معركة عدوة  ………الرأس الولا أبانقا قائد إثيوبي محنك

 أنور إبراهيم – كاتب اثيوبي
الراصد الإثيوبي – أديس أبابا
الخميس 2 مارس 2023
ولد الراس الولا ابانقا في العام 1817م من والده انقدا قوي ،ووالدته قردا ماريام في قرية تسمي منوي في مقاطعة تمبين التي تبعد حوالى 24 كليومتر عن مدينة ابي عدي بشمال اثيوبيا باقليم تقراي وتوفي في العام 1882 م عن عمر يناهز ال72 سنة .
تزوج الراس الولا ابانقا من السيدة يتوطر قبرمسقل، وانجب منها 3 اطفال وتزوج من السيدة املسو ارايا مرة اخري ،بنت السيد ارايا احد اعيان المنطقة ولم ينجب منها اي طفل وتوفيت في وقت مبكر ، واسماء ابنائه من زوجته الاولى هما دنقنيش الولا ابانقا وسهاي وردا الولا ابانقا ودمقيش الولا ابانقا .
وكان الراس الولا ،فريدا في كل مناحي حياته اذ كان يعطي كل شئ يمتلكه  اسما، اذ اطلق بعض الاسماء على جميع مقتنياته فمثلا كان يسمي فرسه (ابانقا) وسيفه يسمي (محريت) .
وكان لالولا عدد من الاخوة والاخوات، منهم باشا قبرمايام انقدا وحارب الى جانب شقيقه الولا ضد الجيش التركي المصري وتوفي في احد المعارك ضد الجيش التركي المصري ،واخر يسمي لج مهصنو انقدا ،ومن الاخوات تورث انقدا واخري تسمي دنقو انقدا .
وكانت للراس الولا ،طموحات متعددة في القيادة منذ ان كان شابا وحاول قيادة مجموعة من الشباب منذ ان كان شابا في المنطقة لقطع الطريق على المارة ،وكان لايجعل الافراد يمرون الا بعد ان يعرف ماذا يحملون واين هي وجهتهم وفي احد المرات سمع عن قوم يمرون بالمنطقة وهم يحملون المؤن والملابس واوقفهم واطلق سراحهم، بعد ان عرف انهم ذاهبون لزواج ومعرفة مكان الزواج ،ومن هذا اليوم اطلق عليه لقب الراس الولا اي الامير الولا ،وذلك قبل تقلده لاي منصب رسمي وهذا يدل على قوة شخصيته وحبه للقيادة، وكلمة راس كان لقب يمنح للامراء في تلك الفترة من قبل الحكام ، وبعض المصادر اوردت ان الراس الولا في بادئ الامركان قاطع طريق ويعمل مع الشفته في تلك المناطق ،ولكن لم يتفق الكثيرون مع هذه المصادر لان الراس الولا انضم لجيوش الامبراطور يوهانس وهو صغير السن ولم يمكث كثيرا في تلك المنطقة .
القابه
منح عدة القاب منها الراس الولا ،والذي يعتبر اكثرها شهرة ،وقائد الجيوش وقائد القواد والجنرال الافريقي واسد البحر الاحمر واسد قورا .
تعليم الولا
لصعوب التعليم في تلك الفترة، قام والده انقدا بارساله لكنيسة كانت قريبة من منطقتهم ليتعلم العلوم الدينية وكانت الكنيسة هي زوغلى ميكائيل، في منطقة قريبة من قريته ليتعلم مع اخوته بعض العلوم وكانت في تلك الفترة الكنيسة والاديرة هي التي تقدم العلوم لتعليم الصبية ،والى جانب العلوم الاخري تعلم الولا كيفية امتطاء الخيل وتجهيز السلاح وتجهيز العتاد العسكري، مما جعله اقرب للجندية واكتسب الشجاعة والمهارة القتالية العالية وفي تلك الفترة اظهر الولا مهارات قتالية عالية .
وعقب شهرته انضم الراس الولا لجيش الامبراطور يوهانس الرابع  امبراطور اثيوبيا ،وخلال معارك الامبراطور يوهانس ضد الملك تكلي جورقس ،كان لالولا دورا كبيرا في المعارك حتي قام باسر الملك تكلى جورقس في احدي تلك المعارك ،مما اظهرت قدرة الراس الولا القتالية و جعله في مقدمة قيادات الامبراطور يوهانس، وقدمت له العديد من الاناشيد والقصائد والتي تحدثت عن شجاعته وبطولاته .
وعندما تقلد الامبراطور يوهانس عرش اثيوبيا باسم ملك ملوك اثيوبيا ،قام بمنح الراس الولا ابا نقا لقب قائد ،وعينه حاكما على منطقة مرب ملاش (اريتريا الحالية ) ،وتم تعيينه اضافة لحاكم مرب ملاش قائدا للجيوش وعمل الراس الولا على تاسيس مقرا لقيادته في مدينة اسمرا ،وبني قصرا له هناك في منطقة تسمي كرورتا ووقف متصديا لكل القوات الاجنبية والاعداء الذين حاولوا الدخول لاثيوبيا عبر البحر الاحمر .
وكانت تلك الفترة هي من اكثر الفترات حروبا، اذ بدء المستعمريين الاوربيين الدخول لافريقيا والتوسع فيها ،وقاد جيوشه في 17 معركة ضد الغزاة الذين حاولوا الدخول للبلاد عبربوابة البحر الاحمر .
عام 1876 انتصر على الجيش التركي المصري في منطقة قورا ،واطلق عليه لقب (اسد قورا ) وهي منطقة في شمال اثيوبيا واسر عدد من افراد الجيش التركي المصري ،وقام بالاستيلاء على اسلحتهم وقام بلبس الزي الخاصة بالقائد الذي كان يقود الحملة ، والتقطت له صورا تزكارية بزي عربي وهي من الصور النادرة والمعروفة للراس الولا ابا نقا .
القائد الولا بزي عربي
وفي العام 1878م دخل في معركة مع القوات الايطالية في منقطة تسمي دوقالى ،وقام في هذه المعركة بتدمير كتيبة كاملة من القوات الايطالية ،تضم 22 من الضباط واكثر من 500 جندي ،وكانت لهذه المعركة صيت كبير اذ تعتبر اكبر هزيمة لقوة اروبية من قائد اسود ،وذاع صيتها في كل انحاء اروبا وحركت الإعلام والبرلمان الايطالى ،والحديث كان عن كيفية هزيمة جيش كبير من قائد افريقي في دولة نائية  بعيدة ،وعقب هذه المعركة اطلق عليه (الجنرال الافريقي)،وفي ايطاليا اقيم نصب تزكاري للجنود الايطاليين الذين قتلوا في هذه المعركة وسمي نصب الخمسمائة جندي .
عقب هذه المعركة طلبت بريطانيا من ايطاليا تقديم اعتزال رسمي لاثيوبيا ،وان تمنح ايطاليا مناطق في شمال اثيوبيا لتكون تحت الوصايا الايطالية ،ولكن الراس الولا كان له راي اخر فقال مقولته الشهيرة (( ان الايطاليين يستطيعون ان يعيشوا في الاراضي الاثيوبية في حالة ان اكون انا حاكما على روما )).
وقال الولا من قبل قدمت لهم درسا كبيرا واذا حضروا ثانية سالقنهم درسا صعبا لن ينسوه ،وان الحدود الطبيعية لاثيوبية هي البحر الاحمر .
وعندما كان قائدا خلال فترة ال 21 عاما، التي قاد فيها جيوش الامبراطور قدم العديد من الانتصارارت في عدد كبير من المعارك التي قادها وحارب فيها ،و  كانت كالاتي 25 معركة 3 معارك ضد الجيش التركي المصري، و5 معارك ضد الايطليين وفي الفترة مابين 1879-1891 م مثل اثيوبيا في مفاوضات خارجية مع دول اجنبية وتشاور مع عدد من ممثلى الدول التي كانت لها حروب مع اثيوبيا في الشؤون الخارجية .
وكتب الراس الولا حوالى 42 خطاباً بخصوص اثيوبيا في مجال العلاقات الخارجية الدبلوماسية الاثيوبية .
وكان الامبراطور يوهانس كثير الاعجاب والمدح بالراس الولا ،وعقب منحه كل النياشين والاوسمة منحه لقب قائد القواد (راس راسوش) وهو لقب نادرا مايمنح لشخصية في اثيوبيا من القيادات العسكرية .
وكان للراس الولا خبرة كبيرة في القضاء والحكم بين المتخاصمين وكانت العديد من الامثال تطلق مثل (استقامة مثل لالبيلا وعدل مثل الولا ).
معارك الولا ابانقا
1875 قندت ضد الجيش التركي المصري
1876 قورا ضد الجيش التركي المصري
1877 ابليت ضد الجيش التركي المصري
1870 سنهيت /كرن ضد الجيش التركي المصري
1883 سحلتي ضد الجيش التركي المصري
1885كوفيت ضد قوات المهدية
1887 سحاتي ضد الايطاليين
1887 دوغالي ضد الايطاليين
1889 المتمة ضد الجيش التركي المصري
1896 امبالاجي ضد الايطاليين
1896 مغلى ضد الايطاليين
1896 عدوة ضد الايطاليين
وفي عهد الامبراطور منليك الثاني في ظل الخلافات الداخلية والانقسامات التي شهدتها البلاد كان للراس الولا ابا نقا دورا كبيرا في تهدئة الاوضاع ،وخلال  معركة عدوة كانت له جهود سياسية ودبلوماسية،وقد قام بارسال جنوده الى حدود البحر الاحمر لمتابعة خط سير القوات الايطالية، ولعب  دورا ملموس في هزيمة الايطاليين في معركة عدوة الشهيرة في الثاني من مارس من العام 1896 م.
 “من كتاب شخصيات إثيوبية للكاتب : أنور إبراهيم أحمد”
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates