مقالات

ذكرى عدوا معركة اثيوبيا وافريقيا وأمجاد الشعوب الافريقية

ابراهيم شداد -إثيو-سودانى 

الراصد الإثيوبي – تنزانيا 

الثلاثاء 28 فبراير 2023

أمجاد الشعوب الافريقية وانتصاراتها بالأسلحة التقليدية بدأت بحروبات المهدية على الجيوش المصرية-التركية الاستعمارية وهى مدججة بالأسلحة النارية الحديثة والتى استعانت بقيادات من الضباط الانجليز امثال الهالكين هكس باشا وغردون باشا لينطبق علي هذه الجيوش الاستعمارية وصف السيد عبدالرحمن المهدى خيول مصرية بقيادة ضباط انجليز.

واجدادنا الشداداب شاركوا فى حروبات المهدية منذ سقوط الابيض وبارا ثم بعد ذلك تحت الراية الزرقاء للامير يعقوب اخ الخليفة عبدالله التعايشى شاركوا فى حروب المهدية بالحبشة ضد الامبراطور يوهانس التقراوى الذى قتل بطلق نارى خلال هجوم جحافل الاحباش على الزريبة العسكرية التى تحصن فيها الزاكى طمل بجيش المهدية فى معركة المتمة الحبشية.
وهذه المتمة أسسها المك نمر بعد حرقة اسماعيل باشا ثم لجوء المك نمر الى الحبشه تحت حماية الامبراطور قلايدوس، فقد كانت تربط بينهما سابقا علاقات تجارية. ثم توغل المك نمر واتباعه فى الحبشة الى منطقة ولغاييت المتنازع عليها حاليا ما بين الامحرا والتقراى. والمعروف ان منطقة ولغاييت أصل الشفته المزارعين الاحباش هجين المقاتلين الامحرا الاشاوس (النفطتنيه) مع الجعليين الذين استوطنوا بينهم.
وبعد معركة المتمة الحبشية طارد المهديون ومن بينهم جدى ابراهيم ود شداد وأخيه الاصغر منه أسحق ود شداد فلول الاحباش المنهزمة وبخاصة الراس منليك زعيم الامحرا حتى مدينة دبرا ماركوس فى انسحابه جنوبا والى ان أحتمى بقمم سلسلة جبال انتوتو المطلة على اديس ابابا من الناحية الغربية. وبعد انسحاب المهدويون من الحبشة نزل منليك الثانى واتباعه من قمم جبال أنتوتو الى تحتها فى وادى فيفينى ذى الينابيع الساخنه والذى اطلق عليه الامبراطور منليك الثانى وزوجته الامبراطورة تايتو أسم اديس ابابا بمعنى الزهرة الجديدة، وعليه تعتبر حروب المهدية فى الحبشة سببا لنشأة اديس ابابا عاصمة اثيوبيا.

ان اليوم الاول من مارس كل عام يصادف احتفال جيراننا الاثيوبيون بانتصارهم الساحق فى معركة عدوا ضد الغزو الاول الايطالى الاستعمارى لاثيوبيا. علما بانه قد جرت محاولتان من ايطاليا الفاشية لاستعمار اثيوبيا وفى المرة الاولى احتلوا جزءا من شمالها فى ارتريا وتمكن الامبراطور منليك الثانى من دحرهم فى معركة عدوا باقليم التقراى بتاريخ 1 مارس ١٨٩٦م. وتعتبر عدوا معركة مجد اثيوبيا  وافريقيا ضد المستعمر الايطالى
وضمن امجاد انتصارات الشعوب الافريقية جنوب الصحراء الكبرى وبالأسلحة التقليدية على جحافل جيوش الغرب الاستعمارية المدججة باحدث الأسلحة الفتاكة. ومعركة عدوا أمتداد لمعارك مقاتلى المهديه الاشاوس فى السودان ضد استعمار الحكم الثنائي المصرى – البريطانى للسودان. فقد وقعت معركة عدوا بتاريخ 1 مارس ١٨٩٦م عندما حاولت إيطاليا غزو إثيوبيا واستعمارها في محاولة للتحكم بمدخل البحر الأحمر بعد أن استولت بريطانيا على قناة السويس قبلها بعام. كانت عدوا هزيمة مدوية للعسكرية الإيطالية أذهلت العالم كله وذكرت الكل بأمجاد الشعوب الافريقية وانتصاراتها بالأسلحة التقليدية.

وقد شارك جدنا الشيخ خوجلى ود الحسن زعيم بنى شنقول بجانب الامبراطور منليك الثانى وبقية قواده من الاسود الاثيوبيين فى معركة عدوا بقيادة رأس الولا والذى تجلت فيه عظمة القيادة العسكرية الافريقية.
ومنح الامبراطور منليك الثانى لقب رأس بمعنى زعيم لجدنا الشيخ خوجلى ود الحسن وأبقاه حاكما عاما لاقليم بنى شنقول. والشيخ خوجلى ود الحسن هو من (الوطاويط) هجين افروعرب فداسي الحليماب مع برتا وقمز قبائل بنى شنقول. وهو من جهة شقه الفداسي الحليمابى أحد جدود آل شداد البديرية الدهمشية والركابيه ألمهاجرون من تنقسي وود أب حليمه والكدرو وكررى الى فداسي الحليماب خلال عهد السلطنة الزرقاء الاسلامية وحاضرتها سنار، والتى هى امتداد لأمارات الطراز الاسلامى فى الحبشة الكبرى. ثم بسقوط سلطنة سنار ورثتها مملكة جما الاسلامية وآخر سلاطينها أبا جفار (الحصان الكميت) وحاضرتها جما فى غرب اروميا باثيوبيا.
وقد عمر الراس والشيخ خوجلى فى السن الى أن شهد اعتلاء الامبراطور هيلاسلاسي لعرش الحبشه فى عام ١٩٣٠م ثم حدثت المحاولة الثانية لغزو الايطاليين لاثيوبيا. فقد استولى الايطاليون على شمالها (ارتريا) واوصلوا زحفهم حتى اديس ابابا. وما كان لهم ذلك لولا مساعدة الشريفة علوية الحربية ابنة السيد هاشم بن السيد محمد عثمان الميرغنى. فقد رأت فى غزو الايطاليين فرصة لتحرير المسلمين الاثيوبيين وبخاصة الارتريين من نير واضطهاد وظلم اباطرة وملوك الحبشة المسيحيين.
فلجأ الامبراطور هيلاسلاسي الى لندن وخاطب عصبة الامم لمساعدته فى تحرير بلاده من الغزو الاستيطانى الايطالى. ثم ساعده الانجليز خلال الحرب العالمية الثانيه ضمن حرب الحلفاء ضد دول المحور المانيا وايطاليا. وجاء الامبراطور هيلاسلاسي الى الخرطوم واستضافه الشريف يوسف الهندى فى سرايته ببرى ولحق به اثيوبيون مقاتلون أشاوس وعلى راسهم الاسود السود ،وهم حركة المقاومة فى اثيوبيا انذاك. ودعم البريطانيون هذه القوات لتحرير اثيوبيا بضباط انجليز واسلحة وجنود سودانيين ومتطوعين سودانيين من بينهم والدى عبدالرحمن ابراهيم شداد المتطوع كضابط تلغراف. ودخلت هذه القوات الى اثيوبيا عبر الروصيرص وتمكنت فى عدة معارك من دحر القوات الايطالية. وآخرها معركة كرن وبعدها أستسلم الايطاليون ووقعوا فى الأسر بالآلاف. وقد شارك ايضا جدنا الراس والشيخ خوجلى ود الحسن فى تحرير الحبشه من الغزو الايطالى الثانى حتى عام ١٩٣٧م ليصاب برصاص الايطاليين ليتوفى فى عام ١٩٣٨م ودفن باصوصا وعليه قبة زرته وترحمت عليه فى زياراتى لاصوصا.
وللشيخ خوجلى دار تاريخية فى اديس ابابا اشتهرت بعد ان قامت جوارها محطة مواصلات الاجره، وصار الكماسره والسائقون ينادونها شوقلى تحريف نطقى للشيخ خوجلى.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates