مقالات

الحريات الأربعة بين السودان و إثيوبيا

 
معتز بركات -صحفي سوداني

الراصد الإثيوبي – السودان

الخميس 23 فبراير 2023
كثيرا ما أصاب بحالة من الدهشة و الاستغراب الشديدين عندما أجد أن مستوى وحجم التبادل التجاري والتعامل الاقتصادي بين السودان و إثيوبيا دون طموح وآمال و تطلعات شعبي البلدين لذلك و على الصعيد الشخصي أجد نفسي غير راض تماماً عن مستوى حجم الاستثمار الذي لا يعبر عن المصالح و الفرص المتوفرة و الإمكانيات المادية المتاحة في كلا البلدين لذلك تدور عجلة مشروع التكامل و التعاون الاقتصادي ببطء شديد لا يتناسب مع الإمكانيات اَلمشتركة للشعبين الشقيقين و ربما يكون ذلك لعدم وجود إرادة سياسية حقيقة تستطيع أن تضع مشروع التكامل الاقتصادي بين السودان و إثيوبيا في المسار الصحيح.
هنالك خطوات يجب أن تتم اولا حتى يترجم حلم مشروع الشراكة الاقتصادية بين إثيوبيا و السودان إلى واقع معاش في مقدمتها تشجيع الاستثمار في كافة المجالات سيما الزراعية والصناعية و أولى هذه الخطوات تبسيط وتبسيط الإجراءات في كلا البلدين بمعنى أن تكون هنالك مزايا خاصة تحفز رؤوس الأموال السودانية و الإثيوبية لإنجاز مشروعات اقتصادية حقيقية مثمرة من شأنها تعزيز التنمية و النهضة في الدولتين و الإقليم و عموم القارة السمراء وهذا الأمر لا يتأتى الا بتسهيل حرية الحركة والعمل والتملك بمعنى إزالة كافة العقبات التي تعترض طريق تنفيذ المشروعات التي من شأنها تطوير وترقية العلاقات التجارية إلى أعلى مستوى ممكن.
وكثيرا ما يدور في ذهني سؤال لماذا لا يتم تطبيق الحريات الأربعة بين السودان و إثيوبيا على الرغم من أن ذلك يمثل إرادة الشعبين في البلدين.
السودان يحتاج بشدة إلى كهرباء سد النهضة إلى جانب الأيدي العاملة الإثيوبية خصوصا في المشروعات الزراعية و الصناعية هذا إضافة إلى فتح أسواق جديدة في العديد من الدول الأفريقية الأمر الذي يعني ضرورة إنجاز الربط السككي و تكملة الطريق البري القاري وتطوير خدمات الطيران والاتصالات و التحويلات المالية.
رغم الظروف الصعبة و التحديات العريضة و المعروفة التي تواجه و تحاصر دول أفريقيا في سبيل استغلال مواردها لمصلحة شعوبها فإن هناك إنجازات كبيرة تمت في السودان و إثيوبيا لا تخطئها العين بفضل إرادة و عزيمة شعبي البلدين و المطلوب فقط تعاون وتكامل اقتصادي مشترك وصولاً إلى تحقيق التنمية تنمية و النهضة المبتغاه .
و أخيراً اعتقد اننا أضاعنا وقتا ثمينا فيما يلي ملف الشراكة الاقتصادية بين السودان و إثيوبيا و ان حجم التبادل التجاري الحالي لا يجسد حقيقة و واقع ما يجب أن يكون عليه الحال و المطلوب الآن فقط انتباهة سريعة من القيادة السياسية في البلدين الشقيقين لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates