مقالات

تعليقات للميديا حول تعليق مشاركة السودان في أنشطة الإتحاد الأفريقي

الكاتب الصحفي السوداني مكي المغربي
الراصد الإثيوبي- متابعات
الجمعة 17 فبراير 2023
أسلوب العقوبات والحظر مأخوذ من الدول الغربية والمنظمات تحت التأثير الغربي ضد العالم الثالث ولا يناسب القارة الافريقية وقضاياها من الأساس. مثلا، كيف يناقش الاتحاد الافريقي قضايا الهجرة واللجوء والدولة بينما الدولة الأكثر استضافة للاجئين في افريقيا غائبة؟ نعم، الرقم الحقيقي في السودان أكبر من المدون في التقارير، لأن المنظمات تسجل اللاجيء الذي يدخل بصفه لاجيء فقط، ولا تكترث للقبائل الممتدة والمجتمعات الحدودية التي تدخل للقرى والمدن مباشرة وليس معسكرات اللجوء.
كيف تتم مناقشة خطط بنى تحتية وطرق قارية، وهنالك دولة تلتقي فيها طرق الشمال والشرق الافريقي غير موجودة، في عدد من اجتماعات التنمية حدثت ربكة حقيقية وما تم فيها يجب أن يراجع بالكامل بعد عودة السودان. منهج العقوبات أصلا مجرد تقليد للمستعمرين السابقين.
إستغلال الربكة والاضطراب في الانتقال السوداني من دول خارج القارة وارد، ومحاولة فرض استعمار على السودان عبر اشتراط حكم أفراد وأحزاب بعينهم وارد من هذه الدول أيضا، لكن تدخل هذه الدول في الاتحاد الافريقي لتحقيق طموحاتها عبر فاعلين يتصنعون أنهم وسطاء واصدقاء للسودان سابقة خطيرة، لن يغفرها السودان، ولو تسامحت معها الحكومة الانتقالية بسبب أوضاعها فإن أول حكومة منتخبة سيكون لها موقف مختلف، لذلك من أخطأ في حق السودان عليه أن يطلب العفو والصفح سريعا والا انه قد لا يجده يوما ما. أيضا، لا يكفي فقط الغاء القرار يجب الاعتذار للسودان، لأن هنالك خطأ في تطبيق الميثاق.
يصف الميثاق الافريقي للديموقراطية والانتخابات الانقلاب (في المادة 23) بأنه استيلاء عسكري على السلطة من حكومة منتخبة ديموقراطيا. ما علاقة هذا بما حدث في السودان في 25 أكتوبر 2021؟ اذا كان هنالك خلاف بين مكونات الانتقال فإن الميثاق ينص (في المادة 25) على بذل المساعي والجهود في الديبلوماسية والوساطة وتقصي الحقائق. الاتحاد الافريقي -لأسباب تستدعي التحقيق- انتهك ميثاقه.
اتفق رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مجددا في نوفمبر 2021، أيد الاتحاد الافريقي الاتفاقية ولكنه عمليا اهملها، ولم يرتب عليها أثرا، لقد عاقب الاتحاد الافريقي رئيس الوزراء المدني هذه المرة بارسال اشارات متناقضة للقوى السياسية، مما عطل تشكيل الوزراء وتطابق هذا مع موقف قوي خارجية ترغب في الضغط على رئيس الوزراء لاعادة سياسيين محددين للسلطة لأنهم ينفذون سياساتها. هل هذا التطابق صدفة أم تواطؤ؟

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates