مقالات

وهج الفكرة :خطر القبيلة فى السودان

حذيفة زكريا محمد كاتب وصحفي سوداني

حذيفة زكريا محمد -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي- السودان

الأثنين 9 يناير 2023

القبيلة قديماً فى السودان تشكل مجموعة من المجتمعات تربطها علاقات الدم والرحم والمصاهرة والتعايش السلمي المتداخل كمؤسسة إجتماعية مهمة وفاعلة بخلاف القبيلة التي نشاهدها الآن التى تحولت إلى نمط تفكير أيديولوجي وعقلي يسعى إلى توظيف وإستخدام العشيرة لخدمة أفكار وتوجهات أو مصالح محددة لتصبح مرض خطير قاتل يفتك بالنسيج المجتمعى ويصطدم مع قيم الحداثة والمدنية والتقدم .
واقع السودان المعقدة الآن يحتاج إلى تجرد الجميع من الأنانية وعدم التماسك بالقبيلة والعشيرة والعائلة ومن يريد إستقرار الوطن عليه أن يخلع الثوب العائلى والقبلى ويرتدي الثوب الأكبر الضام والجامع والموحد لكل المكونات المجتمعية إنه ثوب الوطن والثورة التراكمي .
إن الولاء القبلي وتضييق آفاق وممرات الإنتماء وحصرها فى الإنتماء العشائري ومحاولات إحلال الهوية العشائرية والإنتماءات والقبلى محل الهوية الوطنية والمجتمعية، هو فى الحقيقة دفع بالسودان بإتجاه الخلف وهى دعوات ذبح للمجتمع والثورة والوطن .
أجزم أن المجتمعات المبنية على العشائرية والقبلية والعائلية هى حتما إلى زوال لأنها تحمل بداخلها مقومات فشلها وبذور موتها كونها فى الأصل مبنية على العواطف والمصالح و الأنانية الضيقة القابلة للتبدل أو الإندثار والزوال وهى حتماً لا تمتلك أدوات وحوامل ديمومتها ومواءمتها مع المتغير المتطور و الولاء العشائري والقبلى هو نقيض الإنتماء للوطن وقضاياه الكبرى وهذا ما عمل فيه وأسس له المستعمر قبل أن ينال هذا الوطن الحبيب إستقلاله المجيد بهدف تغذيته وتوظيفه عبر مراحل مختلفة لكسر شوكة الوطن وفتح منافذ العودة مجدداً، ولكننا نقول لهم إن إستحضار القديم البالى لمواجهة الجديد المتطور المعاصر هو بلا شك محاولة خاسرة ولا رهان عليه وإنما هى محاولات لإعادة الفشل والعدم .
إن النفخ فى قربة العشائرية سيؤدى إلى الإنقضاض على المجتمع ويقوض ويمزق ما تراكم من منجزات ومكتسبات وطنية تحققت بفضل التضحيات الجسام التى كرست وعززت الروح والعلاقات والقيم الوطنية .
ينبغي علينا تحصين مجتمعنا السوداني وتقوية مناعته وتطهيره من كل رواسب العشائرية القاتلة وقطع الطريق على سوائب القبليين الذين يهددون النسيج المجتمعى بأدوات وأشكال وإتجاهات مختلفة، إن تعزيز ثقافة الإنتماء والولاء للفكرة الجامعة وللوطن الأكبر وقضاياه المصيرية سيحمي هذا الوطن من التفتيت من خلال قنوات القبلية والعشائرية فالسودان أسمى وأهم من القبلية، فالواجب الوطنى يملئ على الجميع أن ينتمى للوطن الأكبر وقضاياه العادلة وعلى جميع الأطراف السياسية والعسكرية وأطراف العملية السلمية إغلاق الباب أمام مساحات النفوذ العشائري والعائلي المفتوحة وتعزيز سيادة القانون والمواطنة فبدون الرابطة والهوية الوطنية لا يمكن الحفاظ على هذا الوطن الحبيب .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates