Uncategorizedمقالات

مفاجأة الانتخابات الماليزيه: سقوط مهاتير وفوز انور ابراهيم

د/ عادل عبد العزيز حامد

مركز سما العالمى للاستشارات- بريطانيا.

الراصد الإثيوبي- بريطانيا

الأربعاء 30 نوفمبر 2022

بعد نضال طويل ومعارك دامت اكثر من خمسة وعشرين عاما ، مرورا فيها بالمحاكم والسجون والكيد السياسي من خصومه ادي زعيم ائتلاف الأمل المعارض د/ انور ابراهيم اليمين الدستوري كرئيس وزراء  جديد لماليزيا بعد الانتخابات الأخيرة.

ولم يتمكن اي من التحالفين الاساسيين المتنافسين ، التحالف الذي يقوده انور ابراهيم ولا التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء السابق محى الدين يسن من الفوز بالعدد الكافي من المقاعد الذي يؤهله لتشكيل الحكومة منفرداَ ،حيث حصل تحالف انور ابراهيم بعدد ٨٢ مقعدا بينما حصل تحالف محى الدين يسن على 73 مقعدا.

كانت بداية انور ابراهيم كزعيم طلابى يمتلك كاريزما وحضوراَ عاليا وهو مؤسس حركة الشباب الاسلامى فى ماليزيا.

ثم بعد ذالك أصبح له حضورا كبيراَ فى المنظمات الاسلاميه فى بريطانيا وامريكا.

وقد كانت له علاقات جيدة مع الزعيم السودانى المرحوم احمد عثمان المكى الذي كان أبرز رواد التيار الاسلامى فى الولايات المتحدة الامريكيه فى الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى.(احمد عثمان المكى كان قائد ثورة شعبان ورئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم فى منتصف السبعينات من القرن الماضى)

الظهور السياسي لانور ابراهيم:

فى سنة 1982  انضم انور ابراهيم إلى المنظمة الملاوية المتحدة( امنو) الحزب الذي ظل مهيمناَ على الحياة السياسيه فى ماليزيا لفترة طويلة  وصعد انور ابراهيم سريعا على السلم السياسي وتقلد  مناصب وزاريه متعددة وفى سنة 1993 أصبح نايبا لرئيس الوزراء مهاتير محمد وكان متوقعا ان يخلفه فى المنصب ولكن العلاقة ساءت بين الرجلين وشهدت توترات شديدة بعد الازمة الماليه الاسيويه سنة 1997  وخاصة فيما يتعلق بملفات الفساد والوضع الاقتصادي.

كان البعض يري ان انور ابراهيم لم يصبر وكان مستعجلا للوصول إلى منصب رئيس الوزراء انذاك  وقد سألت انور ابراهيم هذا السؤال تحديدا فاجاب بأنه ما كان ممكنناَ ان يسكت على ملفات  والتى كانت بعلم ومعرفة مهاتير محمد وهذا ما قادة إلى الكيد السياسي من قبل رئيس الوزراء ووجهت له تهم المثليه والفساد وهى التهم التى نفاها فى المحكمة المثيرة للجدل.

وصدر حكم بسجنه 6  سنوات مما آثار موجة من المظاهرات العنيفة فى الشوارع واثارت إدانة انور ابراهيم انتقادات دوليه واعتبر الحكم بدوافع سياسيه والقضاء على مستقبله السياسي حتى لا يشكل مهدداَ سياسياَ لمهاتير  محمد.

فى سنة 2004  ألقت المحكمة العليا الحكم وتم إطلاق صراحه من السجن .

وبعد ذالك برز انور ابراهيم كزعيم رئيسى للمعارضة وسجل نشاطاَ ملحوظاَ فى انتخابات سنة 2008 وحصل على ثلث المقاعد فى البرلمان وسيطر على مقاعد 5 ولايات.

ولكن تواصل الكيد السياسي له مرة اخري واتهم بالمثليه لإيقاف مسيرته السياسية ولكن براءت المحكمة العليا انور ابراهيم من تلك الاتهامات فى سنة 2012 بسبب نقص الادلة ولكن تم نقض الحكم السابق واعيد مرة اخري للسجن فى2014 .

عودة مهاتير للحياة السياسية

 فى سنة 2016 قرر مهاتير العودة للحياة السياسة مرة اخري  وعمره 92 سنه وذالك لإيقاف فساد رئيس الوزراء انذاك .

ابرم مهاتير محمد صفقة سياسية غير متوقعه مع خصمه السابق انور ابراهيم والذي كان لايزال فى السجن والذي كان يحظى بشعبه كبيرة فى أوساخ المعارضة، وتم تحالف سياسي بأن يقود مهاتير  تحالف الامل(باكتان هاربان) فى المرحلة الأولى  ثم يتخلى بعد سنتين من القيادة لانور ابراهيم وتم الإعلان عن ذالك.

وقد فاز هذا الائتلاف فى انتخابات سنة 2018 منها سيطرة( امنو )

الحزب الذي حكم ماليزيا 61 سنة متواصلة وعاد مهاتير رئيساَ لماليزيا مرة اخري ووعد بإطلاق صراح انور ابراهيم ونفذ وعدة باصدارعفو كامل عن السياسي المسجون كيدا ولكنه خان الوعد الثانى بان يتنازل عن قيادة التحالف لانور ابراهيم  بعد سنتين  .

وهذا مما جعل  انور ابراهيم يقوم  بالتحالف الجديد الذي دمج فيه أربعة أحزاب فى اول تحالف متعدد الاعراق ضم فية اغلبية الملايو المسلمة والاقليات الصينيه والهندي دات التعداد الكبير فى البلاد.

سقوط مهاتير السياسى

سقط مهاتير فى الدائره المحليه سقوطا كبيرا للغايه بحيث انه لم يحصل على النسيه القانونيه وهى 10% والتى تجعله يستعيد مبلغ التأمين.

احسب ان هذا ليس سقوط سياسيا فحسب بل هو سقوط اخلاقيا لبانى نهضة ماليزيا والذي ارجعه الشعب للحكم وعمره اثنين وتسعين عاما بدعوي انه سوف يحارب الفساد فلماذا عاد للانتخابات الان وهو فى السابع والتسعين من العمر. يبدو  انها سؤ الخاتمة السياسيه لرجل حقق نجاحات كبيرة

فى فترات سابقة والعظماء دايما يعتزلون المعترك السياسي وهم فى قمة المجد ليتركوا ارثا عظيما  للأجيال القادمه ولكن يبدو أن مهاتير ممن خلصوا عملا صالحا واخرا سيءا……

نسأل الله أن يتوب عليه وهو فى خريف عمرة بما قدم من خير لبلدة والعالم.

اما الدكتور انور ابراهيم فيمثل عظمة المثابرة  وطول النفس وقبول التحدي والصبر على الاذي ونرجو ان يكون قد اعد شبابا قياديا بنفس هذه الروح لقيادة الميسرة لمستقبل واعد سعيد .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates