مقالاتمنوعات

(حكايات من أديس أبابا)الزهرة الجديدة…

خالد عبد النبي -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي – السودان

الخميس 17 نوفمبر 2022

تحط بك الطائرة فى مطار اديس ابابا الدولى ناحية بولى فتشعر انك انتقلت من عالم الى عوالم اخرى.. كان ذلك الصباح مختلفا”تماما بدءا” من درجة الحرارة (19.ف) التى اخطرنا بها كابتن الطائرة بعد الهبوط وانا وشنان غادرنا الخرطوم وتركنا خلفنا الناس يسبحون فى نهارات قائظة تبلغ حرارتها 45درجة لذا كان من الطبيعى أن تختلف الوجوه الهادئة والابتسامات التى تضوى مثل فلاشات الكاميرات امام السجادة الحمراء وكأنه مهرجان جائزة الاوسكار..
استقبلونا بابتسامة دون تشكك او تفرس فى السحنات بريبة المطارات وحراسها .. يطبقون القانون بابتسامة وانحناءة..
دخلنا الصالة الخارجية ولفحتنى رائحة القهوة وهم يسمونها قهوة وبنه وتعدها حسناء الامهرا بتحنان من يهدهد طفله والقهوة معلم من تراثهم العظيم ومصدر دخل قومى ..
شربناها بطعم مختلف لان الصباح ليس مثل كل صباح والاجواء لها رائحتها المميزة والورود تظهر من خلف زجاج شفاف والامطار تتراقص ببراعة الامهرا حين تشتد الانغام ، كان كل ذلك مقدمة لقضاء ايام ملفوفة سعادتها فى رحم الغيب وفى سحابات الاديس لذا خرجنا الى المدينة ليستقبلنا اسكندر الذى علمنا أن الدين المعاملة وأن الهضاب هى تصاعد الروح نحو السماء والهبوط الى مصاف الانسانية ..
أسكندر فتى” أسمر من قبيلة الامهرا لكنه لا يعتز بها بقدر ما هى تمييز ثقافى عندهم ومرجعية للفة أساسية ولك أن تعلم يا صاح أن القوميات والديانات تنصهر تحت ثلاثة الوان تزين العلم الاثيوبى وان كل شئ يسير نحو ينبوع حبهم لبلادهم وثقافتهم وان الموسيقى هى عصب الحياة وان السودان فى قلوبهم لا يختلف الامر عن شخص زاره أو سمع به فلكل محارب قديم قصة علاج او لجوء ومصاهرة ، يحملون للسودان واهله محبة”باهرة والاغنيات التى تصدح بها الحناجر وتهرمن بها الايقاعات والمزامير وحقيقة محمد وردى بالنسبة لهم قصة عشق مختلفة ساحكيها ذات يوم.
اسكندر رافقنا وتجول بنا واحاطنا بكل صدق باسرار الحياة وما يلزم لنقضى اجازتنا بمصروف معقول، طوف بنا انحاء الأديس كما يسمونها وصعدنا جبل أديس فى رحلة تسموا بجسدك وروحك عندما تصبح السحابات مظلة والارض نقطة فى بحر الحياة ، ترجم لنا اغنيات تيدى افرو وهايمنوت وترجمنا له اغنيات وردى والنجار وعرفنا ان الطنبور يسمى الكرار وان الانجيرا هى الكسرة وان التربيزة والدكة والسكر والكرتونة تنطق بالعربية مثلنا تماما”وأن امسقنالو التى تضج بها الحياة وتسمعها كثيرا”تعنى شكرا” ..
ايقاع الحياة ينبع من دواخلهم مثل نبع النيل من ناحية بحردار والسحر فى عيونهم وخضرتهم وينابيعهم وزخات امطارهم ، ثالوث الجمال الذى طالعناه فى رواية أو قصة هناك فى اثيوبيا، واسكندر بدا لى أنه يشبه صديقى القنقرد لحد بعيد وميلات التى عاشت فى السودان تبدوا لى بعدة ملامح حين تسكن وحين تبتسم وحين تغنى وانا وجدتنى أطفوا فوق سطح السراب والنيل دون نقطة ارتكاز لدواخلى التى سمت وتغلغلت فى اشياء ولا شئ..
انها حكاية عشق ممتدة ساحكيها لكم تباعا”..

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates