مقالات

السلام الإثيوبي وتحدي الحركات المسلحة

أنور إبراهيم أحمد- كاتب وصحفي إثيوبي

الراصد الإثيوبي – أديس أبابا

السبت 5 نوفمبر 2022

بعد قرابة عامان من الحرب المستعرة في شمال إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية ومقاتلي جبهة تحرير تقراي في شمال إثيوبيا ، والتي ادت لعرقلة العديد من التحركات في الداخل الإثيوبي ، مما أدي لظهور حركات وجبهات سياسية مسلحة وغير مسلحة جديدة  باتت تظهر تحركاتها في الداخل الإثيوبي ، و تشكل العبئ الأثقل لفرض السلام الإثيوبي ، والذي ظهرت بوادره بعد ضغوط أقليمية ودولية علي كافة الأطراف المتحاربة،مما أدي لتوقيع أتفاقية قد تساعد علي تخطي العديد من التحديات في دولة جنبو أفريقيا برعاية الأتحاد الأفريقي .

أغلب تلك الحركات كانت في الماضي ممنوعة من ممارسة نشاطها السياسي في الداخل بموجب قوانين وقرارات رسمية ، وكانت قد صدرت عقب احداث أنتخابات العام 2005 والتي ادت لأحدث دامية وتظاهرات متعددة في مدن البلاد، وقامت الحكومة في وقتها “الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية 1991-2018 ” بمنع عدد من الاحزاب من ممارسة أي تحركات في الداخل الإثيوبي .

ومع ظهور أبي احمد علي سدة الحكم في إثيوبيا “ابريل 2018 “عبر قيادة جديدة للجبهة الديمقراطيةالثورية للشعوب الإثيوبية ، وأطلاق دعوة لكافة الأحزاب للدخول للبلاد والمشاركة في الحراك السياسي داخليا ، عادت القيادات السياسية والتنظيمية لعدد كبير من تلك الأحزاب السياسية الإثيوبية الي البلاد ، منها احزاب تعتبر ذات ثقل تاريخي وقومي وسياسي ، مثل جبهة تحرير اورومو وحركة قنبوت سبات ،وجبهة تحرير اوغادين ، وحركة الثوار الإثيوبيين ، وغيرها من الأحزاب السياسية التي أبتعدت لقرابة العقدين من الزمن عن المشهد السياسي الداخلي ، بسبب بعض القرارات التي صدرت في حقها في تلك الفترة .

 وخلال الحرب  في أقليم تقراي كانت بعض الأحزاب  مازالت تعمل علي تثبيت ركائزها في الداخل ، الي أن تطورت الحرب وتكونت أئتلافات وأنشقت بعض الأحزب عن بعضها مكونة كيانات أخري ، تحت مسميات مختلفة ، وكان  قد سبقت الخطوة الأستعداد للانتخابات السادسة الأخيرة  “عملية حصر وتسجيل الأحزاب من قبل لجنة الأنتخابات الإثيوبية “،والتي كانت مثار جدل بعد ان تم تاجيلها بسبب جانحة كرونا ، وتمسك جبهة تحرير تقراي باجراء الأنتخابات في وقتها في أقليم تقراي بشمال إثيوبيا ، الخطوة التي كانت أولي مراحل الخلاف بين الحكومة في اديس ابابا ، وجبهة تحرير تقراي التي تقود المشهد السياسي في الأقليم .

وكونت بعض الجبهات أئتلافا من عدة أحزاب خارج البلاد من تسع كيانات حزبية ، علي راسها الجبهة الشعببية لتحرير تيغراي وجيش جبهة تحرير أورومو وجبهات أخري تمثل بعض المناطق مثل حركة تحرير شعب القمانت ، والأقو ، وبني شنقول وجبهة تحرير قامبيلا  وغيرها ، والذي جاء تحت مسمي متفق عليها في الولايات المتحدة .

ومع الدعوة للحوار ظلت بعضها تطالب باشراكها في الحوار كجزء أساسي في الصراع ، وأخري نأت بنفسها علي الحديث أو أي مطالب فيما يخص بالمشاركة في الحوار والتفاوض الذي يعتبر أهم الملفات في وقتنا الحالي .

وعملت الحكومة وجبهة تحرير تيغراي علي التقارب فيما يخص بعض نقاط الخلاف ، وتقدمت  خطوات نحو التفاوض لأنهاء الحرب  الشئ الذي تحقق يتوقيع أتفاقية جنوب أفريقيا للسلام ووقف أطلاق النار .

 ومع تجدد بعض المطالب والتمسك ببعض البنود قد يقف عائق بالتعجيل بتنفيذ ملف الحوار والسلام ، وهو هاجس بدا ينتاب المتابعين للملف الإثيوبي من الخارج ، في ظل أزمة أنسانية وجفاف ضرب المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد  .

يظل أمال الإثيوبين معلقا علي انطلاق علي هذه الأتفاقية التي تم توقيعها مؤخرا ، والتي قد تكون الضوء الذي ظهر في أخر النفق .

وتسعي المجتمعات الدولية لدعم كل  مراحل  التفاوض من أجل السلام ، حتي تخرج البلاد من بعض التحديات التي واجهتها  منذ الرابع من نوفمبر 2022  ، التي كانت بداية أنطلاق صراع مسلح  لم تشهد مثله المنطقة.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates