مقالات

حكاية اثيوسودانية

حكاية اثيوسودانية

معتز بركات- صحفي سوداني

الإثنين 17 أكتوبر 2022

كانت دائمة الجلوس في ذلك الجزء من استقبال الفندق لهذا من السهل جدا الوصول إليها،  (ستنا) امرأة اثيوبيه على مشارف العقد السادس من عمرها، تجيد التحدث باللغة العربية و باللهجة السودانية بالتحديد، و عندما سألتها عن علاقتها بالسودان كيف بدأت وإلى أين انتهت، كانت في  تلك اللحظات مشغوله بتلبية طلبات الوفد السوداني المكون من بعض منظمات المجتمع المدني الذي سوف يغادر اديس اببا غداً بعد أن أمضى أكثر من عشرة أيام مشاركا في القمة الأفريقية التي تحتضنها العاصمة الإثيوبية في كل عام.

سألتني (ستنا) من أي منطقة من السودان انت؟ تهلل وجهها بابتسامة فرح مشرقة عندما اجبتها أنني من الجزيرة قالت بسرور شديد، ودمدني ، والحصاحيصا، و رفاعة وذكرت اسماء مدن و قرى أخرى أخبرتني قائلة لا تندهش لأن ما يربط شعبي البلدين الكثير من الاواصر و العلاقات الثنائية العميقة أخبرتني انها تزوجت سوداني من منطقة الحلاويين بالجزيرة وأنجبت منه ولد واحد، و قالت إنها عاشت في السودان حتى وفاة زوجها قبل سنوات و إن ابنها متعلق شديد باعمامه و يزورهم باستمرار.

في ختام شهر يناير من  كل عام تستقبل أديس اببا( الزهرة الجديدة)  عاصمة أفريقيا السياسية وفود من مختلف العواصم الأفريقية لحضور قمة الاتحاد الأفريقي العادية التي تنعقد في هذا التوقيت كل عام.

في العادة تتأهب أديس اببا لهذا الحدث المهم بمزيد من الإجراءات اللازمة و الترتيبات المعتادة لمثل هكذا حدث مهم لا يتكررالا مرتين في كل عام على أكثر تقدير ، الحضور الأفريقي الكثيف إضافة لحضور وفود مختلفة من ممثلين لمنظمات تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و الجامعة العربية هذا إلى جانب الوجود الإعلامي العالمي لعشرات الصحف و الوكالات والمحطات الفضائية  الذي خلق حالة من الازدحامَ لا تخطئها العين.

 درجت  العادةأن يصبح الحصول على غرفة مريحه بسعر مناسب و معقول في فندق قريب من مبنى الاتحاد الأفريقي في الايام الثلاثة الأخيرة للقمة أمر صعب إلى حد ما و قد كفاني صديق مشقة ذلك بأن حجز غرفة لشخصي قبل وقت كاف.

 سألتني ستنا عندما وجدتني في استقبال الفندق إلى أين ذهبت لقد انتظرناك طويلا في المطار لأن طارق أخبرنا بموعد و صولك؟ اعتذرت لها لعدم معرفتي بانتظار شخص لاستقبالي من الفندق.

الشعب الإثيوبي الشقيق مضياف و ودود يحب السودان كثير و لا تستغرب إذا سمعت صوت فنان سوداني في أي مكان فهذا أمر عادي جدا لأن الكثير من الاثيوبيين ولدوا في السودان و أمضوا سنوات طويلة من عمرهم فيه.

الخطوة الأخيرة

مئات من القصص لدى أسر سودانية و اثيوبيه تؤكد بجلاء أن الشعبين الشقيقين روح واحدة في جسدين و للحكاية فصول أخرى

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates