العلاقات الإثيوبية المصرية …تواصل (1)


أنور إبراهيم -كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
سأحاول من من خلال سلسلة مقالاتي القادمة تحت عنوان العلاقات الإثيوبية المصرية ، نشر حلقات متواصلة عن أفاق العلاقات الشعبية والتاريخية والتي سنركز فيها علي أوجه الشبه الثقافي والأنثروبولوجي وبين أقدم وأعرق شعوب المنطقة “الإثيوبيين – المصريين ” واللذان يعتبران من اقدم الشعوب الأفريقية تاريخا وحضارة “الفراعنه -أكسوم “وغيرها .
تأتي مقالات خلال المرحلة القادمة تركيزا علي العناصر الثقافية والحياتية والدينية والتواصل الإنساني ، بعيدا عن عناصر الخلافات المتجددة من وقت أخر ، والذي نسعى من خلاله التركيز علي الجانب الشعوبي والثقافي للشعوب، بعيدا عن الخلافات السياسية التي ظلت لفترة هي السمة المطلقة لهذه العلاقة وتناست أن هنالك تاريخا كبيرا بين البلدين منذ أقدم القرون .
أولي الخطوات عبر العلاقات التاريخية ، والتي كانت تتم عبر البحار والأنهار كا اهم روابط ، عبر رحلة الاستكشاف التي قام بها المستكشفين القدماء لمنابع النيل ، وكانت أنطلاق من القاهرة وصولا الى بحر دار ،ومنابع النيل الأزرق ، أمثال بروس …الخ وغيرهم من الرحالة الأجانب الذين أستخدموا مصر كبوابة أفريقية للوصول لبقية دول منابع النيل ، وهي حركة استكشافية عكست عبر كتب تاريخية ووضحت الحضارات والتاريخ علي ضفاف النيل ،موضحة الاختلافات والتشابه بين بعض العناصر الحياتية التي تباعدت وتقاربت وكان التواجد علي ضفاف النيل الموقع المشترك لبعضها .
فظلت مياه النيل الثدي الواحد الذي أرضع الشعوب في تلك المناطق، فأصبحوا أخوة في الرضاعة من مياه النيل ، ولكن كانت السياسة وتحركاتها التي ظهرت مع الحدود وتقسيمه الدول ،خلال حقب استعمارية مختلفة فأدت لخلافات كبيرة مازلنا نتوارث تبعياتها حتي يومنا هذا .
وبعيدا عن الخلاف حول المياه وسد النهضة ، وغيرها من الخلافات السياسية ، ما يربط الشعبين أكثر من اي خلاف تفرق بينهم و شعوب أفريقية يوجد مشتركات عديدة ، حيث قبائل هاجرت وعلماء تواصلوا مع بعضهم البعض ، طلاب علم كان لهم دور كبير في التعريف بثقافة الآخر ، وتأثير وتأثر لا نهاية له .
فالعلاقة الإثيوبية المصرية قديمة ، حيث كانت ترتبط برباط ديني وثقافي متعدد ، مما أدي لسفراء دينيين لعبوا أدوارا كبيرة خلال فترات مختلفة ،منذ عهد الأباطرة القدماء ، فكتبوا التاريخ وعرفوا التاريخ الإثيوبي بالعربية ،وجالوا وصالوا في مختلف المناطق الإثيوبية وهم يقومون بتعليم الدين المسيحي وعلومه ، مما جعل العربية في فترة من الزمان حلقة وصل بين القساوسة وممثلي الكنيسة القبطية المصرية في الإسكندرية .
فكان هناك تاريخ طويل من التواصل الديني بين الدولتين ، حتي تم قطعها لأسباب قد نتعرض لها خلال مقالاتنا القادمة التي لن تتوقف بل ستكون متسلسلة ، نستعرض من خلالها شتئ المواضيع .
فنحن شعوب تجمعنا الثقافات النيلية ، وصناعة الفخار واساليب الزراعة التقليدية والفلاحة غيرها من عناصر الحياة البسيطة للمزارعين والتقويم المتميز الشعبين “الإثيوبي والقطبي ” الذي يختلف عن بقية العالم .
سنواصل ….
مرفق روابط لمقالات قديمة عن التواصل الإثيوبي المصري .
https://www.elbalad.news/2539432
https://al-ain.com/article/nasser-ethiopia-endless-story
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،



