مقالات

متنفس أخر لأفورقي ……………….هذه المرة عبر السودان

 أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي

الراصد الإثيوبي -أديس أبابا 

الخميس 4 ديسمبر 2025 

النظام الأريتري بعد أن ظل لعقود طويلة في طئ النسيان والحصار بسبب الإنتهاكات التي ظل يمارسها ضد مواطنيه منذ أنفصال إريتريا عن إثيوبيا ، وتأسيس الدولة الاريترية في العام 1993 ،ودخوله في سلسلة من الحروب والصراعات ودعم مجموعات معارضة مسلحة تتحرك في دول المنطقة ، مما جعله حبيس جغرافيته الخاصة دون أن يكون له أي تحرك خلال أكثر من عقدين من الزمن .
لتتحد ضده دول عدة مثل اليمن وجيبوتي وإثيوبيا والسودان ، فيما سمي بتحالف صنعاء ، الذي عزل حكم أسياس عن أي تحركات ، بسبب ما قام به في الأعوام 1998 – 2000 من تدخلات وحروب مع دول جواره ، التي واجهت تحركاتها لسنوات طويلة .
الي أن ظهر أبي أحمد في المشهد السياسي الإثيوبي ، والتي أطلق عليها  ب “حكومة التغيير” ، و سرعان ما وقعت اتفاقية سلام في العام 2018 ، كاول حراك لها مع أريتريا بعد توقف للعلاقة لأكثر من عقدين من الزمن ، لتفك حبسه وتخلق له متنفس لم يكن يتوقعه ، مما جعل الروح تعود مرة أخرى للنظام الأريتري الذي ظل حبيسا لسنوات .
الإتفاقية التي تفاءل بها العديد وتوقع أن يكون لها دور كبير في عودة العلاقة والحراك الشعبوي بين شعبي الدوليتن “أبناء العمومة” كما يطلقها البعض ، وكانت بمباركة الأمارات والسعودية ، وجدت صدى كبيرا في المنطقة وخارجها ، ولكن سرعان ما توترت العلاقة مرة أخري بين الطرفين ، بعد أن انكشفت ماخلفها من أهداف لم تكن معلومة للملئ ،وادخلت المنطقة في حرب كانت الأبشع والأسوأ علي مر التاريخ حرب تيغراي 2020 الي 2022 .
فحرب تيغراي التي شارك فيها النظام الأريتري بقواته ، لتحقيق مأرب خاصة به “محاربة أصدقاء وأعداء الأمس جبهة تحرير يتغراي “، مما أدي لانتهاكات متعددة في المنطقة ، فكانت النتيجة أن حاولت من إثيوبيا وأريتريا تحميل تبعياتها للأخر والتهرب من المسؤولية ، وتمر دون أن يحاسب كل من شارك ونفذ وخطط ودبر واكد لها ومن وقف خلفها ، في ظل صمت دولي وإقليمي …كعادة الحروب والصراعات والأحداث في القارة الأفريقية ، والتي يكون أنسانها هو الضحية …..وهو مايحدث الأن في السودان أيضا ، ويحاول البعض أن تمر دون محاسبات ويتم طئ الملف دون محاسبات للجناة .
ففي كل مرة تتناسي الكيانات والحكومات مايقوم به الأفراد والأنظمة ضد شعوبها ، وذلك من خلال تجاهل ماحدث وتمجيد الحكام حتي أن كانوا سفاحين وقتلة .
وتاتي الحرب السودانية ، ليجد أسياس أفورقي متنفس أخر له ، في ظل تناسي الجميع ماقام به ، ويجمد كبطل بسبب وقوفه الي جانب القوات السودانية فقط ،لأضير في ذلك ولكن كعادة أوفورقي دائما ما يكون لها حساباتها الخاصة خلال دعم أو تاييد أي ملف في المنطقة ، وليس حبا في جهة ولكن أنتقاما وأرسال رسالة لجهة ما ، وقد يحاول الظهور كبطل داعم لملف او قضية وهو ماحدث في إثيوبيا قبل الخلاف مع النظام الإثيوبي ، والمتنفس الحالي أغضب البعض من شعبه الذي عاني الأمرين منتقدا الطريقة التي تم الترحيب بها ، وطريقة التهليل والهتاف ،أبتداء من أسمرا ومرورا الي بورتسودان ،وقد شعر البعض من أبناء أريتريا أن هذه أهانة لهم وهم من تذوقوا ويلات الصراع والمطاردة والتهجير والإعتقال والتعذيب من قبل زعيمهم الأوحد منذ أنشاء الدولة في العام 1993 ولم يشهدوا أنتخابات او تغيير او …او……
وكمية من الإنتقادات أنهالت من مواطنيه ومثقفيه ،حول كيفية استقباله كأنه شخص حقق مالم يحققه الجميع .
المتنفس الأخير لأسياس في السودان ،نتمني أن لا يكون مؤقت ولمصلحة محددة ، أو لإرسال رسالة لجهة ما ، كما حدث خلال السلام الإثيوبي الأريتري ،الذي لم يحقق أي نتائج إيجابية بين الشعبين بل زاد الفرقة أكثر فأكثر ،وصولا لتحالف أسمرا مقديشو القاهرة ….و مزيدا من الحراك والخلاف .
ملفات الخلاف في المنطقة تسير بوتيرة متسارعة وتوجيهات من قبل جهات ومصالح متعددة تعمل لجهات أخري من خارج المنطقة ، والخلاف حول دورها هو الذي بات يحدد طبيعة المشهد السياسي وتقارب وتباعد بين ساستنا ،الذين لا يملكون قراراتهم .
لنعود مرة أخرى لإتجاهات فرضت علي شعوبنا بسبب ميول قياداتهم السياسية ، لمن تتبع ومع من تسير ولماذا تختلف مع الأخرين …..متناسين مصلحة شعوبهم .

 

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

خواطر إثيوبية…………….. ما بين جدة والرباعية وغيرها من الجهود معاناة  شعب    – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates