مقالات

أزمة الغذاء فى إفريقيا

د/ طارق عبد النبى محمد على – متخصص فى  الدراسات المستقبلية الإفريقية

الراصد الإثيوبي -دبي 

الأثنين 10 نوفمبر 2025 

القارة السمراء غنية بمواردها ، ذاخرة بمعادنها ، حباها الخالق بأنهار ومياه عذبة ، ومنحها تربة خصبة بكر صالحة للإنتاج الزراعى ، مع مناخ معتدل مساعد على نجاح كل مايزرع على أرضها المعطاءة ، ورغما عن كل ذلك يجوع المواطن الإفريقى ، ويعانى من نقص وانعدام الغذاء ، وتحدث المجاعات من حين لآخر ، ترى عزيزى القارئ ماهى الأسباب من وراء كل ذلك ؟

عليه سأستعرض فى هذا المقال المختصر ايضاح الأسباب التى أوصلت الأفارقة الى الندرة الشديدة فى الحصول على الغذاء ، وهى مايطلق عليها المجاعة ، حتى كاد أن يصبح الجوع واقعا يوميا معاشا ، يأتى فى مقدمة هذه الأسباب الحروب الداخلية والخارجية والنزاعات القبلية المسلحة والأضطرابات السياسية مع عدم استقرار أنظمة الحكم وكثرة الإنقلابات العسكرية فيؤدى كل ذلك الى انعدام الأمن الغذائى والإستقرار ومن ثم لايتمكن المزارعون من الإستفادة من الموسم الزراعى .

أضف الى ذلك انشغال الحكومات بالصرف على الحروب والنزاعات الداخلية خصما على الصرف على الزراعة ، أما السبب الثانى يتركز على قلة الإستثمار الزراعى فكثير من رؤوس الأموال تهرب من الإستثمار فى المشاريع الزراعية بدعاوى عدم الربحية وبطء وتأخر عوائد الإنتاج مع ارتفاع تكلفة الإنتاج والتشغيل الزراعى ، أما ثالث الأسباب المؤدية للأزمة الغذائية الإفريقية فهو الفقر فأغلب الأفارقة يعيشون تحت خط الفقر بحيث لايتمكن المواطن الإفريقى من الصرف على بقية الأشياء كالتعليم والصحة ، ثم تتدخل عوامل طبيعية مثل الأمطار العزيرة التى تتلف المحاصيل وتغرقها ، والآفات المضرة كالجراد والديدان والحشرات القارضة للزراعة ، الى جانب التصحر ووتآكل الأراضى الزراعية بغعل الهدام ، أضف الى ذلك الآثار المدمرة للغيضانات ، أما السبب الرابع فيشير الى نقص وعدم أستخدام التقانات الحديثة فى الزراعو والرى مما يتسبب فى قلة الإنتاج الزراعى خاصة الحبوب التى يعتمد عليها كغذاء رئيسى ، ومن الأسباب التى تؤدى الى نقص وأنعدام الغذاء فى إفريقيا عدم وضوح رؤية الحكومات مع انعدام التخطيط بعيد المدى فى مجال الزراعة تحديدا ، عطفا على ذلك قلة الخبراء والمتخصصين فى مجال الهندسة الزراعية طرق الرى الجديثة ،أما السبب السادس فهو النمو السكانى المتسارع خاصة فى ثلاثة دول إفريقية هى نيجيريا و إثيوبيا ومصر ،فقد اختلت المعادلة فى العديد من دول القارة بين تسارع النمو السكانى والإنتاج الزراعى ، فقد وصل تعداد سكان إفريقيا الى مليار ونصف نسمة ، وهذا يتطلب حلولا عاجلة وسريعة تهدف الى الإكتفاء الذاتى ، ثم يأتى ارتفاع أسعار الغذاء وقلة الدخل كواحد من الأسباب المؤدية لهذه الأزمة فقد أصبح المواطن الإفريقى لايتمكن من شراء حاجياته اليومية من الغذاء له ولأسرته،أما السبب الثامن فهو تفشى الأوبئة والأمراض مثل كوفيد ١٩ الذى تسبب فى توقف الإنتاج الزراعى عالميا فتعثرت الدول التى كانت تدعم إفريقيا فى الحبوب مثل أوكرانيا، ثم يأتى السبب والعامل قبل الأخير وهو تغير المناخ الذى يؤثر على كمية إنتاج الغذاء فيؤدى الى الجفاف ، أختم مقالى هذا بالإشارة الى السبب العاشر وهو عدم مصداقية الحكومات مع المنظمات الداعمة للزراعة مع انعدام الشفافيةوانتشار الفساد المالى والادارى .بمشيئة الله سأتناول مرتكزات الأمن الغذائى الإفريقى فى مقالى القادم….تحياتى

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

قراءات ومراجعات فى كتاب رئيس الوزراء الإثيوبى – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates