
رسالة تضامن مفتوحة من منظمات نسائية في تيغراي للنساء السودانيات في ظل تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
الثلاثاء 3 نوفمبر 2025
أصدر تحالف من جماعات حقوق المرأة التيغراي والمدافعين عن حقوق الإنسان رسالة تضامن مفتوحة مع النساء والفتيات في السودان، مُدينًا تصاعد العنف ضد المدنيين، ومُعربًا عن تضامنهنّ مع النساء والفتيات في السودان، في ظل استمرار ورود تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي نتيجةً لتفاقم الحرب الأهلية في البلاد.
أدانت رسالة التضامن المفتوحة مع نساء وفتيات السودان، التي وقّعتها ثماني منظمات في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا ونشطاء آخرون في مجال حقوق الإنسان، ما أسموه “الاستخدام الممنهج للعنف الجنسي المسلح، والقتل، والتهجير، وتدمير سبل العيش” في السودان.
وجاء في الرسالة: “ندرك معاناتكم وقوتكم وشجاعتكم،و ما يحدث في السودان اليوم كارثة إنسانية، وحقوقية، وأخلاقية”.
ودعت المنظمات في تيغراي إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لإنهاء الأعمال العدائية من قبل جميع الأطراف وحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واستعادة ودعم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، وإنشاء ملاجئ آمنة، وحقائب كرامة، وأماكن آمنة للنساء والفتيات، وتعزيز المنظمات النسائية المحلية وشبكات الحماية المجتمعية كجهات استجابة أولية.
وحثت الرسالة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعنف الجنسي في حالات النزاع، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، وغيرها من الهيئات الإقليمية والدولية على تجاوز “بيانات القلق” واتخاذ “إجراءات ملموسة ومنسقة”.
كما انتقد التحالف الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية لما وصفه بالتقاعس، زاعمًا أن القوى الإقليمية تغاضت عن الجماعات المسلحة “الممولة والمدعومة من جهات أجنبية” المسؤولة عن عمليات القتل والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات.
وناشدت المجموعات المانحين والشركاء في المجال الإنساني “إعطاء الأولوية لتمويل المنظمات التي تقودها النساء” وضمان “بقاء برامج الحماية ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الاستجابة الإنسانية”.
كما دعت “جميع الحركات النسوية العالمية، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، والمدافعين عن حقوق الإنسان إلى كسر حاجز الصمت، والتعبير عن الرأي، والتعبئة، والتحرك”، مضيفةً أن “التضامن الحقيقي لا يُقاس بالتعاطف، بل بالعمل”.
وضافوا بصفتنا نساء تيغراي، شهدن ونجين من أهوال مماثلة من الاغتصاب المسلح والعنف الجنسي، فإننا نؤكد تضامننا ونضالنا المشترك من أجل العدالة والكرامة.
ونُدرك ألمكن وقوتكن وشجاعتكن نراكن، ونسمعكن، ونقف إلى جانبكن.
تأتي رسالة منظمة نساء تيغراي والمدافعات عنها في ظل اشتداد الحرب الأهلية في السودان، مع ورود تقارير عن فظائع جماعية عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في شمال دارفور الأسبوع الماضي.
وقد منح هذا الاستيلاء القوات شبه العسكرية سيطرة فعلية على أكثر من ربع أراضي البلاد بعد أشهر من الحصار.
وتُفيد الوكالات الإنسانية بمقتل أو فقدان آلاف المدنيين أثناء وبعد سقوط المدينة، مع ورود روايات عديدة عن عمليات إعدام ومقابر جماعية وانتشار العنف الجنسي. وتُحذر منظمات الإغاثة من أن الملايين ما زالوا محاصرين دون طعام أو رعاية طبية أو ممر آمن.
				
					


