

أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
الأثنين 20 أكتوبر 2025
خلال زيارتي لأحدي الدول الخليجية ، وكعادتي وانا من مدمني قهوتنا الإثيوبيةK والتي دائما ما أبدا بها يومي ، واجهت مشكلة “الكيف” كما يقال لدي أهلنا في السودان و” الولف كتال” ، فلم يستطيع النسكافي أو القهوة التركية أو القهوة الأمريكية المتداولة في تلك البقاهع ، من أن تعبئ راسئ أو تزبط مزاجي .
فقلت لا لا لن أصبر أكثر من هذا ، فاسخرج للبحث عن فنجان قهوة بطقوسه الإثيوبية ، من بخور وفشار وقلية البن المعروفة لدينا ….والخ .
ودون أن أدري وجدت نفس أبحث عنها في أزقة ذلك الموقع القريب مني ،والذي كنت أنزل فيها لأيام بسيطة ، ومع مرور الوقت أذ بي أتفاجا وأنا أمام قهوة سودانية إثيوبية “كانت مفأجاة ” ، يتواجد فيها عدد من السودانيين وعاملة القهوة كانت إثيوبية من سليلة فتيات الهضبة ، وخاطبتني أحدي المتواجدات بالقرب من المقهي وكانت سودانية ، هل تبحث عن شئ أم أنت ضائع فكان ردي هو ، أبحث عن مزاجي وعشقي …… قهوتنا سر مزاجنا .
فكانت السيدة سودانية فقالت لي وتعتقد انني سوداني وصلت فعلا …..فقتل لا ضير أن كانت القهوة سودانية فهي الأقرب الينا ، ويمكن أن تسد جزء كبير من المزاج وخاصة أن الطقوس متقاربة للأخر بين الثقافتين الإثيوبية والسودانية في أعداد وتقديم القهوة مع بعض الفروق .
ولكن ماهي الإ دقائق وخرجت فتاة إثيوبية هي من كانت تقوم بأعداد القهوة داخل القهوة ، وقالت لي بعربية ركيكة ، عايزة سودانية ولا كيف ؟ ، وسرعان ماتغيرت لغتي للأمهرية وانا أقول لها بل قهوتنا الإثيوبية وبكل مالها وماعليها.
فاذا بها هي التي تقوم بإعداد كل شئ وتفأجات السودانية التي كانت في المقهي ، قائلة وانت بتعرف كلام الحبش ديل من ويل ؟ فقلت لها : أنا حبشي ولكن برمجتي كانت في السودان …..فضحك الجميع من ذلك الرد.
وفي نفس الموقع كان أحد الشباب السودانيين المتواجدين في المقهي وقال أنه من النازحين بسبب الحرب وليس مقيما لفترة طويلة وطلب قهوة سودانية ، وتعرفنا علي بعض وتسامرنا حول ذكريات السودان وطبيعة القهوة بين البلدين .
الغريب في الأمر في ذكل اليومة أن القهوة كانت عنصر مشتكر بين أبناء شرق أفريقيا ، اذا كان المتواجدين من أريتريا وشرق السودان وإثيوبيا، والكل كان في الموقع لتناول القهوة .
وصلنا وجلنا في رحاب ثقافتنا المتقاربة ، وتطرقنا لعدد من الذكريات مابين أهلنا الإثيوبيين في الخرطوم ومدن أخري في السودان وفي الخارج، وان التقارب جعل الشعبين متقاربين في العديد من الأشياء ويبحث كل منهما للأخر في الخارج .
وخلال ساعة كاملة من الزمن لم يصدق هؤلاء الشباب أنني إثيوبي الأصل ، ولكن الإثيوبية التي كانت تعمل في المقهي أعتقد هي الوحيدة التي أقتنعت بإثيوبيتي وكانت تخاطبني بلغتنا حتي وصلنا لخاتمة الجلسة ودفع الحساب .
وكانت كل الأدوات في ذلك المقهي ، إثيوبية الثقافة من ” الجبنة ” القليدية المصنوعة من الفخار بالطريقة الإثيوبية أم صنبور ،والفناجين المستخدمة لدينا هنا ، وطريقة عرض وتقديم القهوة ، ولكن الزجبيل سوداني الثقافة ، وكانت تنقصنا بعض الأشياء ، مثل القاطيما والتشينا أدام “ولمن لأيعرفها هي نبتة إثيوبية توضع أواق منها علي فنجان القهوة وتعطيه طعما خاصا “وغيرها من مكملات ثقافتنا الجميلة .
وفي ختام الجلسة قلت لهم نحن هكذا شعوب متداخلة ومتواصلة والقهوة التي تشترك كثقافة بينا ، كانت هي السبب اليوم في أن جمعت بيننا في مقهي سوداني إثيوبي وكان قبلة للإثيوبيين والسودانيين والأريتريين .
والتحية للشعوب ………….لنا لقاء .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
خواطر إثيوبية – في بنغازي كانت لنا ايام – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR