سد النهضة ..هدية لجيل المستقبل.

د. طارق عبد النبى محمد على- باحث وأكاديمى
الراصد الإثيوبي -دبي
الأربعاء 10 سبتمبر 2025
تابع العالم والأفارقة اليوم الحدث التاريخى فى حياة الإثيوبيين بكثير من الدهشة والإعجاب.سد النهضة عنوان للنصر وقوة الإرادة الشعبية فقد بنى الإثيوبيون سدهم العملاق بقطرات من دم ودموع وعرق.
ليكون علامة فارقة عبر الأجيال أختصر معانى الكفاح والتضحية والإنتماء.لقد حان وقت الوقوف بشموخ .لم يعد هنالك مجال للاستسلام .لم تعد هنالك أعذار .
إنها الأرادة الفولاذية التى تحطمت تحتها كل التحديات والمعوقات فقد تخطى الإثيوبيون حاجز الخوف والتردد .اليوم وضع الإثيوبيون أنفسهم فى مصاف الدول الإفريقية التى تحقق المستحيل وتسعى لتلمس موقعها بين الدول المتقدمة مثل رواندا وبوركينا فاسو.لقد حصدت إثيوبيا ثمار ١٤ عام من العمل والإجتهاد والتحدى.
فقد تحقق الحلم الذى راود الشعب.ليس المياه هى التى تتدفق من السد بل هو الأمل والنصر إنها ٥ الاف ميغاوات من المحبة تمنحها إثيوبيا للأجيال القادمة وللأشقاء من الدول الإفريقية المحبة للسلام.
إنه ثورة فى مجال الطاقة أذ يعد بتحسين الإقتصاد وجذب الاستثمارات وتنشيط السياحة مع تعزيز الصناعات الوطنية .نحن أمام قصة سد غير مجرى التاريخ.
إن سد النهضة الإثيوبى الكبير رمز للثقة بالنفس والوحدة القارية والطاقة النظيفة.فقد عبر بالأجيال من الأمس الى الغد المشرق بخطى ثابتة.تشغيل السد يعنى إنتهاء المحنة التى عاشها الأثيوبيين فى العتمة والظلام فمن اليوم تشرق شمس جديدة تضيئ أرواح وقلوب الذين ينشدون المستقبل.
حقيقة السد ملك لكل الأفارقة وللدول المستفيدة فقد شاهدنا وقرأنا اليوم فرحة الجميع بتشغيل السد.لانه سيصدر لهم الحياة والأمل والتفاؤل فهو بلا شك رمز للنهضة الآفريقية الشاملة.أختم هذا المقال بالأشارة الى دور المغتربين الإثيوبيين فى تشييد وتشغيل السد فهذه المشاركة تعزز الإنتماء للوطن ويقوى الهوية الوطنية فقد جعل الإثيوبيين سفراء شعبيين لبلدهم فقد ساهموا ماليا بشراء السندات .
وساهموا أعلاميا عبر المنصات والفضائيات فى الدفاع عن أحقيتهم فى السد والأستفادة منه .فقد استخدموا كل وسائل التواصل الأجتماعى فى خدمة قضيتهم الجوهرية وانتصروا فى هذه المعركة بالمنطق وأقناع الأخرين.سيبقى سد النهضة قصة نجاح تتناقلها الأجيال ومصدر إلهام لكل الشعوب الإفريقية.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
سد النهضة….ابن الأباى..و…ضوء فى العتمة – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR