خواطر إثيوبية ……………علي صوت واغاني قاشاو أدال كانت بداية يومنا

أنور إبراهيم –كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
السبت 12 يوليو 2025
الإغاني الإثيوبية ، لها وقع خاص ليس في داخلنا نحن الإثيوبيين فقط ،فنحن شعب محب للموسيقي حتي الثمالة، وقد تبكينا وتفرحنا وتطربنا ، وتلهينا ، وتنسينا، وتغنينا عن كل شئ ، وخاصة عندما نكون في الغربة ، هي التي تربطنا بالوطن والأهل والأصدقاء ن وتنسينا كل شئ .
بل حتي الأجانب من السودانيين وبعض العرب والغربيين ،الذين لا يعرفون اللغات الإثيوبية أو معاني الأغاني ، لها وقع داخلهم ،لأن للموسيقي لغة خاصة نتخطي عبرها كافة الحدود والحواجز السياسية وغيرها والجغرافية ……والخ.
فاللموسيقي الإثيوبية سحرا خاصة عند سماعها ، فهناك من عشقها حبا حتي النخاع ،حتي أن لم تكن له من قبل اي صلة او لم يقوم بزيارة الهضبة الإثيوبية
فقاشاو أدال من فناني الثمانينيات ، وله وإيقات موسيقية خاصة ، فطريقة اداء أغانيه لها طعم وذوق خاص وهو أكثر من تغني عن العشق والحب بطريقته اللامتناهية .
فكنت أن بدأت أدندن بأحدي أغانيه فجاءة لأأدري من أين ظهرت صباح اليوم لدي!!!! .
فأذا بي إنقاد مباشرة لمجموعة من أغانيه عبر اليوتيوب،و الذي سهل لنا التواصل الي أي أغنية مهما طال زمنها .
فكانت جولة صباحية عبر مجموعة من أغانيه، والتي كانت من بينها أغاني أكثرها عن الحب والحنين ، وباللغات الأمهرية كانت معظمها ،وتخللتها بعض الأغاني باللغات العفرية والتقرنجة .
وما أدهشني هو أن هنالك ألحان سودانية قد أستخدمها قاشاو من بين ألحانه ،والتي أعتقد انها للفنان السوداني الكبير إبراهيم الكاشف “الحبيب وين قالوا لي سافر “. والتي جات باللغة الأمهرية تحت عنوان “بمن أوقيشبيت”، وهو أغنية واسم لأول البوم له منذ بدايته ، وكانت أغنية لها صيت كبيرا داخليا ، تتحدث عن الصدق في الحب .
والتي تغني باحدي ألحانه قاشاو ادال الإثيوبي ، الذي أيضا كان من بين أغانيه أغاني أستخدم فيها الة العود العربي ، والتي لم تستخدم بكثرة في إثيوبيا الإ في مناطق مثل العفر وهرر الإثيوبية بشرق إثيوبيا .
فلحن الحبيب وين قالوا لي سافر ، من الالحان السودانية المعروفة ،وليس جديد علي الإثيوبيين أستخدام الإيقاعات والألحان السودانية ، بل حتي مجموعة كبيرة من الفنانين والموسيقيين الإثيوبيين برعوا فيها لدرجة عرفوا ببعض منها ووصفوا بها داخليا .
من هو قاشاو أدال
وُلد قاشاو أدال في منطقة ولو بإقليم امهرا بشمال إثيوبيا ، دخل عالم الموسيقى بانضمامه إلى فرقة black lion التي كان يملكها المغني الشهير أياليو مسفين،كان راقصًا في الفرقة الإستعراضية ،و بعد فترة قضاها مع “بلاك ليون”، عمل قاشاو في العديد من النوادي الليلية مع المغني الشهير علي بيرا.
يتمتع قاشاو بموهبة الغناء بمختلف اللغات المحلية والأجنبية، كانت الأمهرية والأورومو والصومالية، بالإضافة إلى العفرية والتقرنجة والصومالية ، من اللغات المحلية التي غنى بها، ومن اللغات الأجنبية ، تغني باغاني باللغات العربية فقد غنى بعدد من الأغاني السودانية. المعروفة في تلك الفترة ، وهو ما يوضح أن اللحن السواني ليس بجديد عليه ، كان أختياره للألحان السودانية بعد ان تعرف علي الأغنية السودانية عن قرب وتغني بها لفترة طويلة “اغاني سودانية لكبار الفنانين السودانيين في وقته “وعرف حب الإثيوبيين لها .
إلى جانب الغناء، كان الفنان قاشاو بارعًا في العزف على الة البيز الجيتار والعود والكرار ، وكان يقتدي بالفنان الكبير علي بيرا، الذي عرف بأدائه للأغاني الأورومية.
في عام ١٩٧٠ ، غادر قاشاو أديس أبابا متوجهًا إلى أسمرا ،و انضم إلى فرقة “رونغول راند” التابعة لفندق نيالا بمدينة أسمرا.
واشتهر بتادية أغاني علي بيرا باللغة الأورومية، بالإضافة إلى أغاني لمغنين باللغة الأمهرية واغاني سودانية فنانين سودانيين آخرين.
كان قاشاو يتعاون مع فرقة أوركسترا شرطة أسمرا لفترة طويلة، حيث أقام صداقات قوية مع مغنيي الأوركسترا مثل أكليلو سيوم وسيوم طيلاهون، وكذلك مع يسحاق بنجاو، الموزع الموسيقي للأوركسترا.
أصدر ألبومه الأول عندما كان يعمل لاحقًا في فرقة “لولا” التابعة ليسحاق بنجاو في أسمرا.
حققت أغاني مثل “كليل بي” نجاحًا كبيرا في تلك الفترة وحظيت بإعجاب كبير في جميع أنحاء البلاد.
وبعد أن عاد قاشاو إلى أديس أبابا أصدر ألبومه الثاني تحت عنوان “بمن أوقيشبيت”،وسرعان ما بدأت فرقة موسيقية شهيرة في المدينة، بعد أن رأت موهبته الرائعة، بدعوته للعمل معها.
كان أدال يعاني من مرض البهاق، وهي حالة مرضية تتضمن فقدانًا كاملًا للميلانين – الصبغة الأساسية للجلد، ويعتقد الكثيرون أن دخوله المتأخر إلى عالم الموسيقى كان بسبب تفضيله الاختفاء هربًا من الحكم القاسي لمجتمع يؤمن بالخرافات في تلك الفترة ، والذي اعتبر من يعانون من هذه الحالة الجلدية أشرارًا وملعونين.
ولكن عندما صعد أخيرًا إلى المسرح بشجاعة، وُجد ظهوره مقارنات مع أعظم الفنانين،حتى أن البعض أعلن أن هناك جيلًا جديدًا من طيلاهون قيسيسي بدوا في الظهور علي الساحة الغنائية الإثُيوبية .
و الاسم الثاني لقاشاو وهو أدال؛ هو لقب التصق به في تلك الفترة ،وهو اسم لمملكة معروفة في منطقة العفر في شرق إثيوبيا ، وذلك لأنه عاش هناك لفترة طويلة نسبة للتداخل بين العفر والأمهرا في مناطق من مقاطعات ولو ، وفي عام ١٩٩٤، أصدر أغنية عفرية بعنوان “أباي، يا بهاي” ،هزت هذه الأغنية العفرية أديس أبابا ،ووجدت قبولا كبيرا في المنطقة وخارجها .
أصدر غاشو أدال ما مجموعه أربعة ألبومات، وأنتج و شارك في كتابة أكثر من خمسين أغنية، ولم ينقطع عن الموسيقى حتى وفاته .
نموذج من أغاني قاشاو ادال :
https://www.youtube.com/watch?v=FW6d3o-rzUQ&list=PLTFAlxu0kCz_D0BLTX1CrdLi_F-_HtkIx&index=10
سنواصل …………………………الي اللقاء
اقرأ أيضا :فرقة “روها” الإثيوبية العريقة – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR