خطاب آبي أحمد أمام البرلمان… تحذير من الحرب وتأكيد على فشل الرهانات القديمة

زاهد زيدان -كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
الجمعة 4 يوليو 2025
في خطاب ناري أمام البرلمان الإثيوبي اليوم الخميس الموافق الثالث من يوليو 2025قدم رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد مداخلة حملت رسائل حاسمة، ردّ فيها على تساؤلات متكررة من النواب بشأن اتفاق السلام الموقع في بريتوريا قبل نحو ثلاث سنوات، ومساعي حل الأزمة في شمال البلاد، ولا سيما بين إقليم تيغراي والمناطق المتاخمة له في أمهرا وعفر.
وجاءت تصريحات آبي أحمد في الدورة العادية السادسة والأربعين لمجلس نواب الشعب، حيث وجه نداءً مباشرًا للزعماء الدينيين، داعيًا إياهم إلى التدخل الفوري لمنع اندلاع حرب جديدة في تيغراي، محذرًا من أن “الكلام بعد اندلاع الحرب لن يجدي نفعًا”، ومؤكدًا أن العالم لم يعد يعبأ بالصراعات الداخلية، مستشهدًا بحالة السودان.
ردّ على تساؤلات البرلمان حول اتفاق بريتوريا
وجاء هذا الموقف ردًا على أسئلة طرحها عدد من أعضاء البرلمان، تناولت مدى التزام الحكومة بتطبيق اتفاق بريتوريا الموقع في نوفمبر 2022، والذي أنهى رسميًا الحرب بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير شعب تيغراي، إضافة إلى تساؤلات حول الخطوات المتخذة لحل الخلافات العالقة في شمال إثيوبيا.
وأكد آبي أحمد، في رده غير المباشر، أن الحكومة ما زالت ترى في الحوار والمصالحة السبيل الوحيد لتجاوز الصراعات، رافضًا أي دعوات للعودة إلى مربع المواجهات، وموجهًا خطابه إلى القيادات والتيارات المسلحة في تيغراي قائلاً:
“مشاكلنا يمكن حلها بالسلام، وليس بالحرب. الزمن تغيّر، والسياسات القديمة لم تعد تصلح.”
اتهامات لقادة في تيغراي بالتحريض على الحرب
وفي معرض رده على تلميحات النواب بشأن وجود قيادات داخل جبهة تحرير تيغراي تحرّض على تجدد النزاع، ألمح آبي أحمد إلى أن هناك “تقييمات خاطئة” تقوم بها بعض الجهات في الإقليم، تفتقر إلى قراءة التطورات الدولية الحديثة، وتبني تصورات قديمة عن الصراع والمكاسب الإقليمية، مضيفًا:
“التمسك بالسيطرة على مناطق وجبال كما في الماضي ليس طريقًا للحل… هذه ليست أسباب الحروب اليوم.”
موقف الحكومة الفيدرالية: تفادي الحرب بأي ثمن
أظهر الخطاب أن الحكومة الإثيوبية، بقيادة حزب الازدهار، تتبنى موقفًا حاسمًا ضد تجدد أي صراع مسلح، وتسعى إلى توسيع قاعدة الوساطة والمصالحة من خلال إشراك الزعماء الدينيين، والمستثمرين، والمجتمع المدني، والدبلوماسيين، في الجهود الوقائية، معتبرة أن منع الحرب مسؤولية وطنية شاملة.
وفي رسالته الأخيرة، بدا آبي أحمد وكأنه ينعى فعالية الوساطة الدولية قائلاً:“العالم لا وقت لديه لحروبنا، ولو كان لديه، لاهتم بما يجري في السودان.”
خلاصة
يشير خطاب آبي أحمد بوضوح إلى تحول في الخطاب السياسي الإثيوبي: من منطق المواجهة إلى منطق الاستباق والتسوية. كما يعكس وجود قلق حقيقي داخل الحكومة من عودة التوترات في الشمال، خاصة في ظل أصوات داخلية قد تدفع نحو التصعيد. ورغم ذلك، تبقى اليد الفيدرالية ممدودة للحوار، في ظل إدراك متزايد أن الحرب لم تعد خيارًا قابلًا للتحمل داخليًا، ولا مجديًا في نظر المجتمع الدولي.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،