كلمة في وداع الزعيم هارون آدم “بادا”.

سعد محمد عبدالله -كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الأثنين 23 يونيو 2025
إنتقل إلي دار الخلود؛ الزعيم الإجتماعي “هارون آدم يعقوب – بادا”، بعد أن قضى جُل حياته في خدمة قضايا المجتمع والوطن، من خلال أدوار عظيمة قام بها مع الإدارات الأهلية، وقد صدمنا بسماع نبأ رحيله المؤلم، ولكن هكذا حال الدنيا والحياة، ولا تبديل لقضاء الله وقدرهِ، ولا نملك إلا الدعاء الحسن لروحه الطاهرة، والصبر علي فقده الجلل، والإقتضاء بالإرث الإنساني الراسخ الذي تركه للأجيال.
تعرفتُ علي الزعيم “هارون بادا” منذ زمن بعيد جدًا، وقد كانت له علاقة مميزة مع والدي الفكي محمد تُكر حكيم، وحكَّى لي ذكرياتهم في حقبة تنظيم الإتحاد الإشتراكي ونظام مايو والسياسة تجاه قضايا الرعاة والرحل الذين لم يجدوا حلاً لقضاياهم إلا في إتفاقية جوبا للسلام، وغيرها من القصص القديمة والمتجددة، والتي ما زال صداها يتردد مع دقات ساعة يوم الناس هذا.
بعد فترة إنقطاع طويلة؛ إلتقينا الزعيم الراحل “هارون بادا” بدولة جنوب السودان إبان التوقيع علي إتفاقية جوبا لسلام السودان عام ٢٠٢٠م؛ حيث جمعتنا رحلة مثيرة من مطار الدمازين إلي مطار جوبا الدولي، وتخللتها حكايات لا تُنسى، وبعدها أتيحت لي فرصة جيدة للتحدث معه عن تحولات التاريخ ومسائل آخرى، وتوالت بعد ذلك اللقاءات والنقاشات التي تعلمت منها ما لم أكن أعلمه في حياتي.
عُرِف الزعيم “هارون بادا” بطيب خاطره ودماثة أخلاقه، وأيضًا صرامته مع الحكمة في إدارة شؤون المجتمع، وهو بمثابة كتاب تاريخ مفتوح للقُراء، وكان يحث جيل الشباب علي تعلم القيادة وتحمل المسؤولية في خدمة قضايا المجتمعات، وبرحيله فقدت البلاد رجل شجاع؛ عالٍ الكعب، وطويل الباع، وذو مكانة إجتماعية عالية، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، وتعازينا للأهل في منطقة جرماري باقليم النيل الأزرق والسودان كافة.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
النضال من أجل سودان المستقبل: – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR