ترامب وانتقاد سد النهضة: مناورة إعلامية على وقع التصعيد الإيراني–الإسرائيلي

زاهد زيدان -كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس ابابا
السبت 21 يونيو 2025
انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التمويل الأمريكي لسد النهضة الإثيوبي، واصفًا إياه بـ«القرار الغبي» الذي يقلّل بشكل كبير من تدفّق مياه نهر النيل، مهددًا مصالح دول المصب.
🔹 تصريح ترامب، الذي جاء عبر منشور على منصته الإعلامية «تروث سوشيال»، يحمل طابعًا مزدوجًا، إذ يشير من جهة إلى دوره السابق كفاعل على الساحة الدولية، مذكرًا بتدخّله المباشر في عدة نزاعات، بينها الملف المصري–الإثيوبي حول مياه النيل، ومن جهة أخرى يفتح بابًا على قراءة أوسع للسياق الحالي، حيث يشهد الشرق الأوسط احتدامًا غير مسبوق على خلفية التصعيد الإيراني–الإسرائيلي.
🔹 يرى مراقبون سياسيون أن تصريحات ترامب، التي وُصفت بـ«غير المسؤولة»، ليست موجهة بالدرجة الأولى إلى إثيوبيا بحد ذاتها، بل تشكّل مناورة إعلامية–سياسية لإعادة توجيه بوصلة الإعلام والساحة الدولية من محور التصعيد الحالي في الشرق الأوسط نحو القرن الإفريقي، وتحديدًا ملف سد النهضة، الذي طالما شكّل محورًا للنقاش الإعلامي والدبلوماسي على مدار السنوات الماضية.
🔹 ويشير المحللون إلى أن ذكر ترامب لـ«سد ضخم» على نهر النيل يحمل رسالة ضمنية تتصل بالسد الإثيوبي، الذي طُرحت فكرته منذ ستينيات القرن الماضي على عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، قبل أن تبدأ الأعمال الفعلية لبنائه عام 2011 على يد رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي، ويصبح بحلول عام 2025 حجر زاوية محوريًا على خارطة التنمية الاقتصادية والسياسية لإثيوبيا تحت قيادة الدكتور أبي أحمد.
🔹 وفي إطار هذه القراءة، يرى المحللون أن تصريحات ترامب تندرج ضمن محاولات لإشغال الإعلام والساحة الدولية بملف طالما شغل اهتمام الصحف ووكالات الإعلام، وذلك للتخفيف من الضغوط الإعلامية على واشنطن وتل أبيب، خصوصًا بعد الهجمات الصاروخية والمسيرات الإيرانية على إسرائيل، التي كشفت هشاشة القبة الحديدية، وزعزعت صورة الدفاعات الأمريكية والغربية على الساحة الدولية.
🔹 كما يعتبر المحللون أن تصريحات ترامب تتناغم مع محاولات واسعة لنقل التركيز السياسي–الإعلامي من منطقة الشرق الأوسط الملتهبة إلى القرن الإفريقي وحوض النيل، ضمن محاولات لاستعادة توازن القوى الإعلامي والدبلوماسي، وتقليل تداعيات المرحلة الراهنة على سمعة الولايات المتحدة وحلفائها، خصوصًا بعد تآكل الهيبة التسليحية للغرب على وقع التصعيد الحالي، وكذلك على خلفية الحرب الباكستانية–الهندية التي سلّطت الضوء على تراجع نفوذ القوى الغربية، مما أدى إلى تعزيز القناعة لدى البعض بأن المرحلة القادمة تتطلّب إعادة رسم خريطة الأولويات على الساحة الدولية.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،