التحالف مع أثيوبيا بات ضرورة قصوى

آدم حاج موسى- سياسي أريتري
الراصد الإثيوبي -السويد
الثلاثاء 17 يونيو 2025
اريتريا دولة مستقلة ذات سيادة وتتمتع بالسيادة الكاملة على اراضيها وشعبها ،وتدير شؤونها الداخلية والخارجية دون تدخل خارجي بموجب القانون الدولي ،وبالتالي هي جزء من الاسرة الدولية والمجتمع الدولي، ينطبق عليها ما ينطبق على كل الدول المستقلة دون استثناء ،والسيادة هنا تعنى قدرة الشعب على ممارسة السلطة داخل حدود الدولة ،واتخاذ القرارات دون قيود خارجية ، ولكن مع الاسف الشديد تم اختطاف الدولة الاريترية بقوة السلاح،من عصابة أجنبية دخيلة قاتلة تحمل مشروعا أجنبيا ( دولة الأغازيان ) وهو مشروع أكسومي ١٠٠% ،والذى لا علاقة له بالشعب الاريتري ودولته الوطنية لا من قريب ولا من بعيد ،ذلك ان اريتريا والشعب الاريتري لم يكونا فى يوم من الايام جزءً من الحبشة أو أثيوبيا بتاريخهما القديم والحديث .
إن هذه العصابة القاتلة التي فرضت على اريتريا وشعبها هرطقات وخزعبلات مكشوفة لا صلة لها بالواقع الاريتري ولا تنطلي على أحد ولسان حالها يقول : تحدثوا بلغتنا وألبسوا ملابسنا واعتنقوا ديننا وثقافتنا ومارسوا عاداتنا فى المآكل والمشارب ،لأننا نحن ما نحن ! لقد اسقط هؤلاء كل الأقنعة الزائفة بل وتجاوزوا كل الخطوط الحمراء بتجيير كامل التاريخ والنضال الاريتري ،لصالح اطرهم الاجتماعية والثقافية والدينية ،ومن ثم خطف الموارد البشرية والمادية الاريترية وتسخيرها ،فى حروبهم المقدسة لتحرير مملكة اكسوم من براثن واحتلال الدولة الإثيوبية، بزعم ان من تتحكم عليها هي ” ايديولوجية ارومية ” وانطلاقا من هذا التوصيف العنصري المكشوف بدأت العصابة فبركة صراع من نوع جديد وهو صراع بين ” الساميين والكوشيين ” ،واستضافة فصائل إثنية اثيوبية من عرقيات الامهرا والتقراي والعمل على تدريبها وتنظيمها وتسليحها ،لشن هجمات عسكرية واسعة النطاق لإسقاط نظام الحكم فى اثيوبيا ،بالانطلاق من الاراضي الاريترية السليبة، وهو حتما مشروع إبادة جماعية مطلقة لمن تم تصنيفهم بالعرقيات الكوشية وهم بالطبع الارمو والأقو والصومال وشعوب الجنوب الاثيوبي مثل ولايتا وغيرها من المكونات الأخرى، بحسب تصنيف عصابة اسياس افورقي وبالتالي يجب سحقهم من على الوجود مرة واحدة والى الأبد .
وبناء على توجهات عصابة الاغازيان العنصرية الموغلة فى الحقد والحسد والكراهية واستهداف الشعوب والاعراق، فان أي تحالف مع اي قوى فى المنطقة او خارجها ،هو حق مشروع للشعب الاريتري من اجل استرداد دولته وسيادته الوطنية ،وإعادة سيطرته التامة على موارده الطبيعية لصالح مشروعه الوطني ، وتحالف الشعوب ظاهرة كونية بحيث ” لا عداء دائم، ولا صداقة دائمة، بل مصالح دائمة ” وهذه هي القاعدة الذهبية التى تتحكم فى علاقات الشعوب والدول ،وسبق وان تحالفت عصابة الأغازيان مع قتلة وأعداء الشعب الاريتري من قبل وعلى مدى ٥٠ عاما مضت على أساس ديني وتاريخي مزيف، ولكن كان الدافع هي الرغبة الجامحة لظلم الشعب الاريتري ،وسلب حقوقه وقتل وتشريد أبنائه وسرقة ثرواته وموارده الطبيعية ،وتوظيفها لصالح مشروعها العنصري والطائفي المتمثل فى إقامة دولة الأغازيان التى تشمل أيضا شرق السودان.
وعلى الشباب الاريتري البطل اغتنام الفرص الذهبية، التى تمكنه من القيام بأنشطة التعبئة والتنظيم وامتلاك وسائل القوة وتسجيل تاريخ مشرف ناصع يضاف الى التاريخ البطولي الخالد والمنقطع النظير ،لشعبنا الصامد من خلال التحالف مع اي جهة مستهدفة من هذه العصابة العدوانية التوسعية ،والتي أذاقت شعبنا المكلوم فى الداخل والخارج اشد انواع العذاب والحرمان ، ولا شك ان البحث عن الاصدقاء امر فى غاية الأهمية والضرورة القصوى لإسقاط وطرد هذه العصابة المأفونة والرمي بها الى مزبلة التاريخ بكل جدارة واقتدار .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،