مقالاتمنوعات

 حينما غنى أهل النجاشي؛؛يا رمال حلتنا؛؛

خالد عبد النبي -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي – السودان

الأثنين 26 فبراير 2024

فى كل عام تستقبلنا أرض النجاشي بتحنان الأمومة ، نهرب اليها حين يشتد القيظ ونتصالح مع الهضاب والسحابات والأنغام.

للطبيعة هناك سحر الموسيقى وللموسيقى سحر الطبيعة ، فى الأندية والصالات يعزف القوم بكل الالات ويشكل الطنبور القاسم المشترك بين الفرق الموسيقية فتجد طنبور الأمهرا المصنوع من العصب يدوزن على كتف السلم الخماسي ويشد انتباهك طنبور التقراى المطابق للطنابير هنا من حيث الشكل والنغمة، يطوف بك بين الدليب والجابودى ويهزج المغنى وترمح الصبايا مثل خيل عتاق تصل فى اللفة الأخيرة فى مضمار الدهشة والانصات ، يأخذك الى عوالم شتى ويهبط بك فى دارات الشمال ثم يعود بك الى اديس أبابا ..

فى حلقة متفردة من برنامج طنابير الرواويس وعلى أثير اذاعة الصحة والحياة كان ضيوفى الاعزاء يتحدثون بلسان العارف ببواطن الأمور ، الاعلامى الباحث نصر العقابى ابن منطقة جرا العامرة طوف بنا بين رمال بلدته وخضرة بحردار وغاص فى تراث منطقته مقارنا”بين الايقاعات هنا وهناك، حكى من خلف ابتسامته الطيبة كيف كان يقف على أمشاط دهشته فى ليلة من ليالى بحردار الباردة وهو يتابع فرقة

غنائية يطلق فيها المغنى عقيرته بالغناء وتضحك فيها زيناش وهى توزع شجو الأصوات وكأنها تقصده وحده دون الجموع، كان يحكى ويصمت لبرهة وكأنى به يستعيد تلك اللحظات الخالدة خلود (الأباى) ، تابع سرده المشوق ووصف تلك اللحظة التاريخية له وللثقافة المشتركة بيننا وبين أهل النجاشي وفجر مفاجأة جميلة ومحفزة ومشوقة بحسبان ان أغنية(رمال حلتنا) انطلقت كشرارة عشق تسرى بين القلوب والأعصاب والراقصات مثل فرع بان وازاهير يرقصن على وقع الاغنية وهن يتلفحن الثوب السودانى والشباب يلبسون الزى السودانى ويحاكون الكورس، شهق نصر برهافته البائنة وقال ان صوت المغنين وصيحات الفرقة المصاحبة ارتدت من بين الامواج وحطت فى سد النهضة واندفعت مثل مياه تجرى من بحيرة تانا لتعانق الابيض فى المقرن وتمضى نحو الشمال وتعانق رمال بلدته(جرا) وكنت لحظتها صامت ومشدوه وأنا نفسي أسافر بين عسوم وأكسوم وأندب حظى لأننى لم أصادف هذه الأغنية فى مسارح ابيسينيا وأعود لسعادتى بسماع ذلك من صديقى نصر الدين.

عدت لاستديوهات الاذاعة الاثيوبية ونحن نحكى ذات ربيع ونتسامر فى ذاك النهار ونتحاور ويسير دفة الحديث انور ابراهيم رئيس القسم العربى بالاذاعة والتلفزيون الاثيوبى “في ذلك الوقت “، حكيت لهم عن الطنابير وايقاع الدليب والدارات وأكد حديثى بما عندهم وبالاخص فى اقليم تقراى وتسرب عبر الأثير صوت الموسيقار مبرغنى النجار وبلادى أنا، بالمناسبة كانوا يرهفون السمع للنجار ومعاوية المقل عندما اشركهم معى سماع الاغنيات وتطربهم حد الثمالة رغم أن بعضهم لا يفهم العربية ..

اقرأ أيضا :(حكايات من أديس أبابا)_سوق ماركاتو.. – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

كما ادهشنى نصر الدين زادنى امتاعا”عمار كجاب حيث حكى عن سماع اليوغنديين للطنبور ذات مصادفة فى شوارعهم وعبدالرحيم أرقى يضمخ عطر اغنياته المكان واصرار من صادفوهم على اخذ الشريط، بعدها طار بنا مع الاثيوبية الى ساحات الهضاب وحكى عن رمال حلتنا والقمر بوبا للمرحوم العملاق وردى الذى استدعى صوته الاحباش ذات يوم واستاد اديس ابابا يغص بالخلق ويقاربون 50 الف مستمع، حكى بأريحيته وتمكنه من الوصف والسرد والمحاكاة، كان عفويا”مثل النيل وهو ينساب مقابل بلدته الغابة، كطيبة اهله التى عايشتها، وطلب من المغنين السفر لأرض الهضاب واستصحاب كل الجمال هناك ونشر ثقافتنا لنعانق العالمية عبر افريقيا،

الان نكتبها ونصرح بها ،، قريبا”سيحلق النجار نحو أرض الهضاب ليغنى لهم على الهواء الطلق وفى المسارح،، عندها سنكتب الكثير ونفتح افاقا”رحبة للطنابير والدليب،،

للمبدع سيداحمد عبدالحميد التحايا والتبريكات على احتفاء اهل الهضاب والامطار والخضرة والوجه الحسن باغنيته الخالدة ولكل أهل القرير تعظيم سلام على جمال ودواء لا يخرج الا من صيدليتهم..

البنية الامهرية ويا حلات الامهرية..

لحن طنبور الهضاب واندمندش يا أسمرانى

يا مصندلة بالبخور ورشة العطر اليمانى ..

والأباى الجاى منك يحضن النيل فى سودانى..

سلااااامنا دنانى اهل النجاشي وكما كانت وكنا تسمى ارض الحبشة سيعود هذا الاسم رغم انف الحدود الجبلية..

حاشية..

الأباى. تعنى بالامهرنجة النيل الأزرق..

اندمندش .. تعنى السلام للفتاة ..

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates