مجتمعمنوعات

أشيندا …احتفالية خاصة بالنساء في إقليم تيغراي

 أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي – أديس ابابا
الثلاثاء 22أغسطس 2023
أشيندا الأحتفالية الخاصة بالفتيات والنساء في شمال إثيوبيا ب”أقليم تقراي “، وهي من اهم الأحتفالات الشعبية في الإقليم ، و تكون في خلال الفترة من (أواخر أغسطس) وحتى (بداية سبتمبر)، من كل عام.
ولأشيندا طعم خاص في مدن إقليم تقراي وطرقاته، خاصة في عاصمة الإقليم نجمة الشمال “مغلي ” ويتم الأحتفال به في الميدان المعروف والذي يتوسط مدينة مغلي حاضرة الأقليم ويسمي ب”رومانات”.
وفي الإحتفالية تكسو الأزياء الشعبية المدينة وطرقاتها.. ويتجول الباعة وهم يحملون أدوات الزينة المحلية الصنع والخاصة بتلك الأحتفالية، من إعلام ومواد بسيطة لتزيين فيتات أشيندا.
أما الفتيات فهن يملأن الطرقات حركة وجمالاً وهن يحملن الآلات الموسيقية الشعبية “كبرو ” و “التشير ” لأيقاف المارة وجمع المبالغ الخاصة بأحتفالاتهن.
فتيات أشيندا
ما هو أشيندا
يعود تاريخ احتفال “أشيندا” لآلاف الأعوام، وهي أحتفالية دينية ثقافية، تخص الفتيات والنساء في اقليم تقراي، وسعت البلاد لتسجيله ضمن قائمة (اليونسكو) للتراث غير الملموس الأمر الذي سيسهم في ارتفاع معدلات السياحة في البلاد في ذلك الوقت.
واشيندا احتفالية مميزة للنساء والفتيات في تقراي ويتم الاستعداد له منذ فترة طويلة مع التحضير بشراء الأزيء الخاصة وأدوات الزينة.
واحتفالية أشيندا في أقليم تقراي، هي احتفالات دينية ثقافية تشارك فيها الفتيات دون تحديد سن معينة، وهن يلبسن أجمل ما لديهن من أزياء، ويتجملن بكل الحلي وادوات الزينة التي توجد في البلاد، وفتيات أشيندا يصعب اختيار من هي الجميلة بينهن لتشابهن في العديد من الملامح وأدوات الزينة وخاصة في هذه الايام.
ولهذا يقال إنه يصعب على الرجل أن يختار زوجة في ذلك اليوم من فتيات أشيندا لأنهن يتشابهن في عديد من الصفات.
وكانت هنالك جهودا قد بدأت قبل أعوام لأختيار جميلة جميلات أشيندا، والتي يتم تنصيبها بهذا الشرف، بعد أن تختار لجنة من هي الجميلة من الفتيات في أشيندا ، وهي منافسة تعتبر الأصعب للمشاركات ولجنة الأختيار ، وتجري هذه المسابقة كل عام ، وسعيدة هي من يتم اختيارها كجميلة جميلات أشيندا.
إن الاحتفالات بأشيندا لها فوائد عديدة على المجتمع الإثيوبي من النواحي الثقافية والاقتصادية حيث تنتعش البلاد في ذلك التوقيت، وتعتبر من اهم الأحداث والمناسبات التي تجذب السياح الي تلك المناطق، وتعمل علي انعاش حركة السياحة والتجارة.
فيتات أشيندا
مجموعات من الفتيات يعترضن الطريق العام ويوقفنا حتي السيارات، ويقدمن الرقصات المتعددة والمختلفة لاقليم تقراي مع الاغاني باللغة التقرنجة وهن يعترضن الطريق العام، وتجد هذه الطريقة في جميع القري والمدن على الطريق العام المسفلت في مدن أقليم تقراي، يرقصن الفتيات ويتغنين بأجمل الأغاني الشعبية ويطلبن الأموال من المارة، والتي يتم جمعها بهذه المناسبة من اجل اقامة احتفال خاص بالمجموعة التي أعدت نفسها خصيصا لهذا اليوم.
وعقب تقبل المال من المارة يتم تقديم خلاصة للاغنية باسلوب الشكر والتقدير ومدح الضيف وتتخللها الزغاريد المختلفة واصوات الفرح والكل مابين سعادة ومرح تعود المجموعة للبيت وهى تحمل معها الهدايا التي تم شرائها بالاموال التي تم جمعها وتقسيمها بين افراد المجموعة.
لن تجد فتاة من فتيات أشيندا لم تستعد لهذا الاحتفال بأدوات الزينة والملابس الشعبية ، وهنالك نوع من التنافس بينهن فيما يخص أختيار الأزياء والوانها واشكالها ، وطبيعة تصفيف الشعر “غونو”، وهو نوع من المشاط الشعبي والتي تتميز بها فتيات تقراي عن غيرهن، وتكاد الفيتات في هذا اليوم تتشابه في ملامحنا من جمال ومشهد ، حتى يقال أن من يود أن يختار زوجة له من فتيات، عليه عن أن يبتعد عن هذا اليوم نسبة لجمال وروعة المشهد .
أزياء اشيندا
تقوم الفتيات في تلك الأيام بتجهيز أجمل الملبوسات الشعبية التي تسمي محليا بـ”حبشا لبس”، وهنالك نوع من الملابس المحلية التي تسمي “شفون”، وهي ملابس تقليدية تكثر فيها الرسومات والألوان ، ويتم تجهيزها وتصميمها بطرق بسيطة، وتعد مع بعض الأدوات المحلية الصنع، وتتكون من الخيوط وبعض أدوات الزينة مثل الكحل ونوع من الكريمات المحلية، وتنتج محليا، وهنالك تصفيفات خاصة بالشعر تقوم فتيات اللشاداي أو أشيندا بتصفيف شعرهن بها.
وتجتمع الفتيات في مجموعات تتراوح ما بين العشرة إلى العشرين فتاة، ويتوقفن في الأحياء والطرقات، ويعترضن المارة من المشاة والسيارات العابرة ويقمن بزيارة البيوت بيتا بيتا، ويقدمن الأغاني وهن يرقصن للمارة، ودائما ما تحمل فتيات أشيندا الدفوف والطبول،او بعض الالات الموسيقية الشعبية وهن يصفقن ويرقصن.
أغاني أشيندا
ولاشيندا اغاني خاصة بها في اقليم تقراي ،اشيندا وخاصة لدي قبائل التقراي مثل الاقوا والرايا والتميبن …وغيرها من القبائل التي لها رقصات واغاني متميزة . .
وتوجد عدة رقصات يتم تقديمها خلال أحتفالية أشيندا ،حيث يكون للمرأة دورا كبيرا فيها من الغناء والأيقاع والرقص ، وتشارك النساء من كبار السن في الغناء وتقديم الاغاني التراثية وهنا دورهن التواصل بين الأجيال .
ودائما ما يكون للشباب من الفتيات أدوارا كبيرة في حماية الفتيات خلال التحركات من منطقة لأخري ، والمشاركة في بعض الرقصات من وقت لأخر.
* الأغنية المرفقة لاحتفالية اشنيدا كانت في زمن الحرب بتقراي والتي لم تمنع المرأة من الإحتفال بالمناسبة، رغم مشاركتها في القتال.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates