مقالات

الخطوة التالية :الأحزاب السياسية و الحرب في السودان

معتز بركات – السودان 

الثلاثاء 2 مايو 2023

و الحرب في السودان بين قوات الشعب المسلحة (الجيش السوداني ) و الدعم السريع تدخل أسبوعها الثالث تنشط عدد من المبادرات الدولية و الإقليمية لوقف إطلاق النار والدعوة للدخول في مفاوضات لوضع حد للقتال الذي تحولت بسببه العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة تسكنها الأشباح و ذلك جراء الدمار الشامل الذي طال اغلب الأحياء في المدن الكبرى اامكونه للعاصمة المثلثه (الخرطوم. امدرمان، بحري)إلى جانب نفص حاد في الغذاء.
يعاني السودانيون من نقص كبير و انعدام في أغلب الخدمات الضرورية مثل خدمات المياه والكهرباء و خدمات العلاج المتعلقة بالأمراض المزمنة و الأدوية المنفذة للحياة في ظل تراجع ملحوظ في مستوى الخدمات الصحية المقدمة في معظم المستشفيات التي توقفت بسبب عدم توفر الأمن للكوادر الصحبة لممارسة واجبها الطبيعي تجاه الجرحى والمصابين و من المتوقع إعلان انهيار النظام الصحي الذي يشهد تدهورا في مستوى الخدمات الصحية المقدمة قريبا.
و بالعودة للوراء قليلا و على الرغم انه كانت
هناك توقعات مؤكدة و مؤشرات منطقية مبنية على اسانيد موضوعيه كانت تذهب إلى أن الأمور في السودان تمضي نحو اندلاع الحرب خصوصا بعد أن بدأت طبول الحرب تدق بشدة وسط حالة من انسداد الأفق التي سيطرت على مجمل الأوضاع في المشهد العام في السودان عقب توقيع ما يسمى بالاتفاق الإطارى.
في تقديري الخاص أن الأحزاب السياسية في السودان تتحمل وحدها المسؤولية الكاملة في تفاقم الأزمة الحالية و تردي الأوضاع و انزلاق المكون العسكري في الوقوع في هذه الحرب التي تدور رحاها بين القوات المسلحة و الدعم السريع هذه الحرب التي حذرنا من مغبة حدوثها مرارا و تكرارا.
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تندلع هذه الحرب الضروس في هذا التوقيت بالذات و شهر رمضان المبارك كان يمضي نحو خواتيمه و مئات الآلاف من أبناء الشعب السوداني تهفو قلوبهم لقضاء العشر الأواخر من رمضان الفضيل في الأراضي المقدسة.
فشل الأحزاب السياسية الانتهازية في السودان و لأكثر من أربعة سنوات مرت منذ قيام ثورة ديسمبر في تحمل المسؤولية الوطنية و التوافق و الاتفاق على الحد الأدنى الذي من شأنه تكوين حكومة كفاءات وطنية تدير الأمور حتى قيام الانتخابات العامة التي وحدها تحقق الانتقال المدني و التحول الديمقراطي و لكن للأسف الشديد انشغلت هذه الأحزاب و كالمعتاد بالصراع حول كيكة السلطة الأمر الذي فتح الباب واسعاً على مصرعيه للجيش للتدخل بحكم واجبه منعا لحدوث الفوضى في البلاد ىسبب الصراع بين الأحزاب السياسية في السودان وعدم قدرتها على تحمل مقاليد الحكم في البلاد و ذلك لضعف كادرها السياسي و فشله التام في تحمل أعباء العمل السياسي الأمر الذي أدى بدوره لتدخل الجيش بحكم واجبه لاستلام السلطة في السودان لأربعة مرات حتى الآن..

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates