مقالاتمنوعات

من مقاعد المتفرجين في حفل جوائز الكتابة الإبداعية :آلق الطيب صالح في عالم زين الجميل

 

محمد الشيخ حسين -كاتب سوداني

الراصد الإثيوبي – السودان

الجمعة 17 مارس 2023

اذا كان الطيب صالح هو من قاد أهل السودان بجدارة إلى موكب الرواية العربية في ستينيات القرن الماضي، فإن عالم شركة زين للهاتف السيار الجميل، قد إعاد الطيب صالح إلى العالم في منتج سوداني جديد تمظهر في جائزة سنوية في الكتابة الإبداعية احتلت بقوة على مدى 13 عاما مكانة مرموقة  على المستويين الإقليمي والعربي.

في فبراير من العام 2009 انتقل الطيب صالح إلى دار البقاء، وثمة من يطرح سؤالاً ربما يبدو شائكاً للوهلة الأولى، بشأن إحياء ذاكره وتخليد الدور الذي قام به منفردا في قيادة السودانيين إلى العالمية في الأدب؟. وقبل أن يتوه السؤال بين لحون أهل السودان وأمزجتهم، التقط (سيد الرأي والفهم) الفريق الفاتح عروة الرئيس التنفيذي لشركة زين آنذاك الفكرة برعاية حفل سنوي لتقديم ثلاث جوائز عالمية في مجال الرواية والقصة القصيرة والنقد باسمه، ثم أضيف إليها محور رابع يتغير كل عام حسب الموضوع. ومن هنا ولدت قوية بأسنانها جائزة الطيب صالح للكتابة الإبداعية.

المؤكد أن الجوائز السنوية في زمان الناس هذا، تصنع لمن قدمت باسمه عصرا بأكمله. وكان عصر الطيب صالح في حفل الجائزة رقم 13 منتصف فبراير الماضي حاضراً في كل بيت وكل لقاء، في فضاء 32 دولة في قارات: آسيا، أفريقيا، أوروبا، أمريكا الشمالية، وأستراليا (الما وراءها ناس)، حيث شارك أفراد من تلك الدول في المسابقة.

لكن مهلاً، ما هو السياق لصناعة هذا العصر، جال السؤال في ذهني وأنا جالس في مقاعد المتفرجين في حفل إعلان جوائز الطيب صالح للكتابة الإبداعية الذي احتضنته قاعة فخيمة في فندق الكورنثيا. جمع الحفل بين البساطة والأناقة والتلقائية؟.

وعودة لسؤال صناعة عصر الطيب صالح، وأقول إن فضاء الانترنيت أتاح لحسن الحظ إمكانية مشاهدة عالية جدا لأية مادة مكتوبة مرئية ومسموعة. وإذا كان الصحافي هو مؤرخ اللحظة كما يقول الأستاذ عبد الله العروي، فإن فضاء الإنترنيت هو مؤرخ العصر. والشاهد هنا يقتضي أن نقول شركة زين بنقل هذا الحفل عبر عدة قنوات فضائية ومواقع إلكترونية، أتاحت تقديم مادة جديدة تعكس الوجه المشرق للسودان اليوم في صورة مختلفة  تريح المشاهد من العمل السياسي بأساليبه المختلفة المنتفخة بـ (اللت والعجن من الناشطين السياسيين)، و(ثرثرة المحللين الاستراتيجيين).

 إذا عدنا إلى أجواء الحفل الذي انسابت في عذوبة اللحن عندما يكون في ثمالة خفوته، نفهم من أستاذ الأجيال البروفسير علي شمو رئيس مجلس أمناء الجائزة، أن اختيار البروفسير أحمد إبراهيم أبو شوك شخصية العام للدروة رقم 13 مر بعد تقييم عميق ونقاش قوي داخل لجنة الاختيار.

ونعلم من الأستاذ مجذوب عيدروس أمين عام الجائزة أن عدد الذين تقدموا للمنافسة في هذه 723 عملا من 32 دولة توزعت بين: 452 رواية، 198 قصة قصيرة، و73 عملا نقديا.

ونقف مع الأستاذ صالح محمد علي مدير أول الاتصال المؤسسي في شركة زين على أرقام تعكس أهمية وقيمة الجائزة التي طبعت ونشرت حتى الآن أكثر من 100 عمل أدبي في مختلف ضروب الإبداع، إضافة إلى مشاركة 4455 متسابقا في الجائزة منذ نشأتها.

الطيب صالح الآن في رحاب الله، لكن لأننا في عصر التوثيق، فإن هذا الحفل حظي بمشاركة قامات علمية سامقة، منهم: البروفسيور يوسف فضل حسن، والبروفسيور حسن أحمد إبراهيم. كما شرفه بالحضور أصدقاء أعزاء للراحل الطيب منهم الأستاذ حسن تاج السر.

ويبقي أخيرا أن نشير إلى أن المهندس هشام عوض علام الرئيس التنفيذي لشركة زين شارك في هذا الحفل من مقاعد المتفرجين، بل أن البروفسيور نوه إلى أن المهندس علام أتاح لمجلس الأمناء حرية تامة في العمل ولم يتدخل البتة في أعمالهم، وتلك سنة حميدة ينبغي على الجميع أن يسيروا عليها.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates