مقالات

المسيحية والإسلام فى الحبشة 

ابراهيم شداد -إثيو-سودانى 

الراصد الإثيوبي -تنزانيا 

السبت 14 يناير 
مرت الحبشة خلال تاريخ مملكتها اكسوم التى ارتبطت باليمن بثلاثة اديان رسمية وهى عبادة الكواكب فى العهد السبئي الاول ثم اليهودية فى العهد السبئي الثانى ثم النصرانية بتاثير الكنيسة الارثودكسية الشرقية من الشام والقبطية من الاسكندرية بمصر.

وخلال العهد المسيحى تميزت الحبشة بانحياز وتعصب وغلو فى الدين لصالح الكنيسة الارثودكسية، وارتبط تاريخها السياسي بتحالف الملوك والأباطرة مع الكنيسة التى تنصب الملوك برضائها ومباركتها، وقد منح الملوك والأباطرة الكنيسة الحق الاقطاعي بامتلاك وفلاحة ثلث اراضى الحبشة ولم يتغير ذلك الا فى التاريخ الحديث بمجىء العسكر الشيوعيين بقيادة العقيد منقستو هايلي ماريام لحكم اثيوبيا.
الفرق الزمنى بين دخول المسيحية والإسلام الى الحبشة حوالى قرنين من الزمان وبهجرات العرب والمسلمين للحبشة نشأت عدة امارات اسلامية محدودة النفوذ والمساحة فى شرق ووسط وجنوب غرب الحبشة،وعانت هذه الإمارات الاسلامية من النزاعات بداخلها وما بينها واستعانت على بعضها بأباطرة الحبشة مما ترتب خضوعها غالبا للوصاية والحماية ودفع جزية من الاموال النقدية والعينية متضمنة حرائر البنات ليتزوجهن الاباطرة.

وبذلك سرى الدم العربى الى الأسر المالكة والملاحظ ان هذا النسل اصبح أنكا من غيرهم فى التعصب واضطهاد المسلمين الاحباش، وعانت الحبشة من حروب دموية طاحنة بين المسيحيين والمسلمين وكانت هذه الحروب سجالا وتدخلت فيها القوى الدولية انذاك من البرتغاليين والعثمانيين والفرنسيين فى تغليب طرف على اخر، وترسخ مفهوم ان الحبشة جزيرة مسيحية وسط بحر من الاسلام والوثنية وكذلك نفور وكراهية متبادل بين المسيحيين والمسلمين واعتبر المسيحيون المسلمين انجاس (قشاشا) ومتخلفين وتجذر عدم التعايش السلمى والحوار الدينى.

ورفض الاباطرة التبشير باى مذهب مسيحى اخر بجانب مذهب الدولة الرسمى وهى المسيحية الارثودكسية بنسختها وصبغتها الحبشية،وسمحوا فقط بالتبشير الاوربى المسيحى لمذاهب الكاثوليك والبروتستانت فى مناطق المسلمين.
ومن محاسن فترة الحكم الشيوعى لاثيوبيا ان تساوى المسلمون مع المسيحيين فى الهم بعدم رعاية الدولة للنشاط الدينى.

ووجد بعض المسلمون دون ان يجبروا على التنصر فرص خدمة احسن فى الخدمة المدنية والقوات النظامية وافضل من العهود السابقة حتى وصل من وصل منهم فى المؤسسات العسكرية الحساسة لرتبة الجنرالات، وأدت هجرت الاعداد الكثيرة من الاثيوبيين المسيحيين هروبا من نير الحكم الشيوعى الى السودان والشتات فى دول العالم الى فهم افضل للمسلمين وتقبل معانى التعايش السلمى بين المسيحيين والمسلمين لما لمسوا ذلك فى دول المهجر الغربية التى لجأوا اليها.

وبمجىء الائتلاف الحاكم لديمقراطية الشعوب الحالى لحكم اثيوبيا اصبحت الأجيال الحديثة فى اثيوبيا اقل تعصبا واكثر انفتاحا لتقبل الاخر والتعايش الدينى.
وقبل مدة ليست ببعيدة تظاهر بعض المسيحيون الارثودكس ضد استخدام البروتستانت لساحة الحرية (ابيوت ادا باباى) فى وسط اديس ابابا بحجة ان اسمه التاريخى ساحة الصليب، وانه ملكية تاريخية لكنيسة التوحيد الاثيوبية الارثودكسية، واضطرت السلطات الحكومية الى تفريقهم بالغازات المسيلة للدموع، وعقب ذلك ادلت رئيسة بلدية اديس ابابا ببيان أكدت فيه ان الساحة للحرية وممارسة جميع الاديان والمذاهب لاحتفالاتها الدينية.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates