مقالات

السلام الإثيوبي وتحدي الحركات المسلحة

السلام الإثيوبي وتحدي الحركات المسلحة

أنور إبراهيم أحمد- أديس ابابا

بعد قرابة عامان من الحرب المستعرة في شمال إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية ومقاتلي جبهة تحرير تقراي في شمال إثيوبيا ، والتي ادت لعرقلة العديد من التحركات في الداخل الإثيوبي ، مما أدي لظهور حركات وجبهات سياسية مسلحة وغير مسلحة جديدة  باتت تظهر تحركاتها في الداخل الإثيوبي ، و تشكل العبئ الأثقل لفرض السلام الإثيوبي ، والذي ظهرت بوادره بعد ضغوط أقليمية ودولية علي كافة الأطراف المتحاربة،مما أدي لتوقيع أتفاقية قد تساعد علي تخطي العديد من التحديات في دولة جنبو أفريقيا برعاية الأتحاد الأفريقي .

أغلب تلك الحركات كانت في الماضي ممنوعة من ممارسة نشاطها السياسي في الداخل بموجب قوانين وقرارات رسمية ، وكانت قد صدرت عقب احداث أنتخابات العام 2005 والتي ادت لأحدث دامية وتظاهرات متعددة في مدن البلاد، وقامت الحكومة في وقتها “الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية 1991-2018 ” بمنع عدد من الاحزاب من ممارسة أي تحركات في الداخل الإثيوبي .

ومع ظهور أبي احمد علي سدة الحكم في إثيوبيا “ابريل 2018 “عبر قيادة جديدة للجبهة الديمقراطيةالثورية للشعوب الإثيوبية ، وأطلاق دعوة لكافة الأحزاب للدخول للبلاد والمشاركة في الحراك السياسي داخليا ، عادت القيادات السياسية والتنظيمية لعدد كبير من تلك الأحزاب السياسية الإثيوبية الي البلاد ، منها احزاب تعتبر ذات ثقل تاريخي وقومي وسياسي ، مثل جبهة تحرير اورومو وحركة قنبوت سبات ،وجبهة تحرير اوغادين ، وحركة الثوار الإثيوبيين ، وغيرها من الأحزاب السياسية التي أبتعدت لقرابة العقدين من الزمن عن المشهد السياسي الداخلي ، بسبب بعض القرارات التي صدرت في حقها في تلك الفترة .

 وخلال الحرب  في أقليم تقراي كانت بعض الأحزاب  مازالت تعمل علي تثبيت ركائزها في الداخل ، الي أن تطورت الحرب وتكونت أئتلافات وأنشقت بعض الأحزب عن بعضها مكونة كيانات أخري ، تحت مسميات مختلفة ، وكان  قد سبقت الخطوة الأستعداد للانتخابات السادسة الأخيرة  “عملية حصر وتسجيل الأحزاب من قبل لجنة الأنتخابات الإثيوبية “،والتي كانت مثار جدل بعد ان تم تاجيلها بسبب جانحة كرونا ، وتمسك جبهة تحرير تقراي باجراء الأنتخابات في وقتها في أقليم تقراي بشمال إثيوبيا ، الخطوة التي كانت أولي مراحل الخلاف بين الحكومة في اديس ابابا ، وجبهة تحرير تقراي التي تقود المشهد السياسي في الأقليم .

وكونت بعض الجبهات أئتلافا من عدة أحزاب خارج البلاد من تسع كيانات حزبية ، علي راسها الجبهة الشعببية لتحرير تيغراي وجيش جبهة تحرير أورومو وجبهات أخري تمثل بعض المناطق مثل حركة تحرير شعب القمانت ، والأقو ، وبني شنقول وجبهة تحرير قامبيلا  وغيرها ، والذي جاء تحت مسمي متفق عليها في الولايات المتحدة .

ومع الدعوة للحوار ظلت بعضها تطالب باشراكها في الحوار كجزء أساسي في الصراع ، وأخري نأت بنفسها علي الحديث أو أي مطالب فيما يخص بالمشاركة في الحوار والتفاوض الذي يعتبر أهم الملفات في وقتنا الحالي .

وعملت الحكومة وجبهة تحرير تيغراي علي التقارب فيما يخص بعض نقاط الخلاف ، وتقدمت  خطوات نحو التفاوض لأنهاء الحرب  الشئ الذي تحقق يتوقيع أتفاقية جنوب أفريقيا للسلام ووقف أطلاق النار .

 ومع تجدد بعض المطالب والتمسك ببعض البنود قد يقف عائق بالتعجيل بتنفيذ ملف الحوار والسلام ، وهو هاجس بدا ينتاب المتابعين للملف الإثيوبي من الخارج ، في ظل أزمة أنسانية وجفاف ضرب المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد  .

يظل أمال الإثيوبين معلقا علي انطلاق هذه الأتفاقية التي تم توقيعها مؤخرا ، والتي قد تكون الضوء الذي ظهر في أخر النفق .

وتسعي المجتمعات الدولية لدعم كل  مراحل  التفاوض من أجل السلام ، حتي تخرج البلاد من بعض التحديات التي واجهتها  منذ الرابع من نوفمبر 2022  ، التي كانت بداية أنطلاق صراع مسلح  لم تشهد مثله المنطقة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates