مقالات

مرتكزات الأمن الغذائي فى إفريقيا

د.طارق عبد النبي – متخصص فى  الدراسات المستقبلية الإفريقية

الراصد الإثيوبي -دبي 

الثلاثاء 26 ديسمبر 2025 

الى متى تظل الشعوب الإفريقية رهينة المجاعات ونقص الغذاء والبعد عن الغذاء الصحى المفيد ؟ لقد آن الأوان أن نكتب نحن الأفارقة فصلا جديدا من تاريخ أمننا الغذائي ، نرسم فيه ملامح مستقبل شعوبنا المشرق فى كافة المجالات خاصة المجال الزراعى،لان البطولة الحقيقية تتمثل فى العمل والإنتاج والإكتفاء الذاتى الغذائي.

استهل هذا المقال بتعريف علمى للأمن الغذائي والذى تسعى لتحقيقه عدد كبير من الدول والحكومات والشعوب الإفريقية فى عام ٢٠٢٦، الأمن الغذائي هو ( حالة تتحقق فيها توافر الغذاء الكافى والمغذى، لجميع الأفراد، فى كل الأوقات، مع القدرة على الحصول عليه دون التعرض لأى مخاطر أو تهديدات ) .

يفهم من هذا التعريف أن الأمن الغذائي يتضمن أربعة أبعاد رئيسية هى توافر الغذاء الكافى ،القدرة على الحصول عليه دون عوائق أو صعوبات، إستقرار توافر الغذاء، واستخدامه بشكل صحى ومغذى. أنتقل بعد ذلك للإشارة الى العوامل التى تساهم فى انتشار الجوع فى القارة والتى تأتى فى مقدمتها الحروب والنزاعات المسلحة والإضطرابات السياسية التى تعطل الزراعة ، ثم تأتى التغيرات المناخية التى تؤدى الى الجفاف، كذلك الفقر كأحد العوامل الرئيسية لأن الكثير من الأفارقة يعيشون تحت خط الفقر ، أضف الى ذلك قلة الإستثمارات فى الزراعة ،وأخيرا التدهور البيئى المؤدى الى التصحر.

ورغما عن ذلك تمكنت بعض الدول الإفريقية من تحقيق تقدم ملحوظ فى الإكتفاء والأمن الغذائى مثل غانا وجنوب إفريقيا والمغرب وتونس وزامبيا وبتسوانا، وفى المقابل هنالك عدة دول إفريقية مهددة بالمجاعة مثل الصومال وجنوب السودان والكونغو، بعد ذلك أنتقل بالقارئ الكريم الى نقطة جوهرية فى هذا المقال ألا وهى الموارد الطبيعية المساعدة على الإنتاج والأمن الغذائى والتى تتمثل فى الأتى، توفر مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة ،المساحة المزروعة فى إفريقيا تبلغ حوالى ٩٣٠ مليون هكتار، ومع ذلك مازالت هنالك مساحات قابلة للزراعة لم تستغل بعد، ثانيا توفر الموارد المائية مثل نهر النيل ونهر الكونغو ونهر الزامبيزى ، اما العامل الثالث فهو المناخات المتعددة المتنوعة كالمناخ الإستوائى والمدارى والصحراوى،أخيرا تشكل الأمطار أحد اهم العوامل الطبيعية المساهمة فى الإنتاج الزراعى فالمساحة التى تروى بالأمطار فى إفريقيا تبلغ حوالى ٢٠٠ مليون هكتار، حيث تمثل حوالى ٢٠% من إجمالى المساحة المزروعة فى القارة ،حيث تعتمد معظم الدول الإفريقية على الأمطار بنسبة ٨٠%.

أنتقل بعد ذلك بالحديث عن المرتكزات العشرة المحققة للأمن الغذائى، والتى تشتمل على ، زيادة الإنتاج الزراعى وتحسين البنية التحتية ، وإدخال الهندسة الزراعية والإبتكار الزراعى، تقديم الدعم الفنى والمالى للمزارعين ، خلق فرص تسويقية جديدة للمنتجات الزراعية مع تطوير شبكات التوزيع ، تعزيز قدرة المزارعين على التكيف مع التغيرات المناخية مثل أستخدام وتنفيذ برنامج ومشروع البصمة الخضراء فى إثيوبيا، أخيرا دعم الكفاءات العلمية والإهتمام بالبحوث العلمية فى مجالى الهندسة والإبتكار الزراعى، فقد نال معهد التحول الزراعى الإثيوبى (ATI) جائزة التميز العالمى من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تقديرا لانجازاته فى تعزيز الزراعة المستدامة ،ومقاومة التغيرات المناخية.

أختم مقالى هذا بالتأكيد على أن الوصول لهدف تحقيق الإكتفاء والأمن الغذائي، ليس بالأمر السهل لكنه ليس مستحيلا، لكنه يتطلب عقد مؤتمرات وورش وندوات تناقش جوانب الأمن الغذائي، مع استضافة المفكرين والعلماء أصحاب الخبرات التراكمية فى مجال تطوير الزراعة، مع الإلتزام الصارم بتنفيذ توجيهاتهم ومخرجات المؤتمرات، وفوق كل ذلك توفير الإعتمادات المالية من قبل الدولة التى تغطى كافة إستحقاقات الأمن الغذائي.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

الكرنفال الكروى الإفريقى – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates