تقارير وتحليلات

العفر الإريتريون يطلقون مؤتمرا تاريخيا جامعا بإثيوبيا لتوحيد النضال ضد النظام الحاكم

الراصد الأثيوبي- أديس ابابا

الجمعة 19 ديسمبر2025

يعقد العفر الإريتريون مؤتمرا شعبيا تاريخيا جامعا بإثيوبيا لتوحيد النضال ضد النظام الحاكم في إريتريا وذلك خلال الفترة من 28 إلى 30 ديسمبر الجاري بإقليم العفر الأثيوبي، بتنظيم من مركز سياسات القرن الإفريقي، في خطوة تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على قضية العفر الإريتريين ومسار نضالهم ضد نظام الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكم في إريتريا.

ووفق بيان حصل عليه “الراصد الأثيوبي” فإن المؤتمر يأتي امتدادا لسلسلة ندوات ونقاشات سابقة تناولت أوضاع العفر الإريتريين، ويهدف إلى استخلاص دروس التجارب الماضية، وصياغة رؤية سياسية وعملية واضحة المعالم، ترسم خارطة طريق مستقبلية قابلة للتنفيذ، وتسهم في توحيد مسار النضال العفري.

ويركز المؤتمر على توحيد القوى العفرية الإريترية المعارضة، من أحزاب وحركات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات مستقلة، عبر تجاوز الخلافات الثانوية وبناء مظلة وطنية جامعة، قادرة على تنسيق الجهود في مواجهة النظام الحاكم. كما يضع على جدول أعماله توثيق الانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي يتعرض لها العفر الإريتريون، بما في ذلك التهجير القسري، ومنع الصيد البحري، ونهب الموارد الطبيعية، والاعتقالات التعسفية، والقتل والإخفاء القسري، مع التوجه لتشكيل لجنة مختصة بمتابعة ملفات العدالة والمساءلة.

ويولي المؤتمر أهمية خاصة للبعد العفري العابر للحدود، باعتبار العفر شعبا واحدا موزعا بين إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي، فرّقته سياسات النظام الإريتري. وفي هذا السياق، يؤكد المنظمون على دور مجتمعات العفر في إثيوبيا وجيبوتي في احتضان ودعم العفر الإريتريين الفارين من القمع، والعمل على تهيئة بيئة مواتية لبناء قوة عفرية موحدة ومنظمة.

ومن المنتظر أن يناقش المؤتمر محاور استراتيجية، من بينها دور العفر الإريتريين في الكفاح التحرري وتقييم حصيلته بعد الاستقلال، وطبيعة مطالبهم السياسية بين الحكم الذاتي وحق تقرير المصير، وتوظيف قضية البحر الأحمر في الصراعات الإقليمية، إلى جانب طرح تصور شامل لمرحلة الانتقال السياسي في إريتريا.

ويحتل إقليم دنكاليا موقعا محوريا في نقاشات المؤتمر، نظرا لأهميته الجيوسياسية وارتباطه المباشر بمضيق باب المندب، أحد أهم الممرات الملاحية العالمية، فضلا عن غناه بالموارد الطبيعية. ويشير المنظمون إلى أن تصنيف دنكاليا كمنطقة عسكرية مغلقة منذ عام 1999 أسفر عن انتهاكات واسعة النطاق، شملت تجريد السكان من مصادر رزقهم ودفعهم قسرا نحو الهجرة.

ويرى القائمون على المؤتمر أن انعقاده في هذا التوقيت يحمل دلالات خاصة، في ظل تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على البحر الأحمر، محذرين من أن استمرار سياسات التهميش والقمع يغذي أزمات داخلية عميقة ويقوض أسس الاستقرار الوطني.

ويخلص البيان إلى أن المؤتمر يمثل محطة مفصلية وصحوة سياسية عفرية، وفرصة لإعادة توحيد الصف وصياغة مشروع سياسي عادل، يضمن حقوق العفر الإريتريين في الكرامة والتنمية والاستفادة من ثرواتهم، ويضع قضيتهم في صلب أي مسار جاد للتغيير السياسي في إريتريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates