مقالات

العلاقات الإثيوبية المصرية  (2). …….الكنيسة الأرثوذكسية

أنور إبراهيم

أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي

الراصد الإثيوبي -أديس أبابا 

الأثنين 15 ديسمبر 2025 

العلاقات الشعبية بين البلدين “مصر وإثيوبيا ” لم تكن علاقة تواصل سياسي أو شعبي بحت بل كانت  المؤسسات الدينية التي لعبت دورا كبيرا أهم عناصرها ، فالكنسية الأرثوذكسية التي كانت تتبع للكنيسة  القبطية في الإسكندرية ،والتي تعد  أهم حلقة وصل بين  الشعبين منذ قرون طويلة ، كان يتم  ابتعاث رجال الدين من الإسكندرية الي إثيوبيا أبان فترة الأباطرة الإثيوبيين ،ومن بينهم  ممثل للكنيسة وهو بمثابة سفير ، وكانت له مكانة كبيرة لدي المجتمع الإثيوبي .

وبحسب مراجع  التاريخ  الإثيوبي ،  قام أحد الاباطرة الإثيوبية  ، وذلك بعد  أن تعرضت قافلة كانت تقل رجال الدين قادمين من الإسكندرية الي الحبشة ،لهجوم  من قبل قوات  أحدي الممالك السودانية ، قام بأرسال أحد  قادته  العسكريين  علي رأس قوة كبيرة في حملة  عسكرية اشتبك مع  مجموعات  من المقاتلين  في عهد أحد الممالك السودانية ، لأن رحلة رجال   الدين المصريين الي الحبشة كانت تتم عبر السودان .

كان يتم  ابتعاث رجال الدين من الإسكندرية الي إثيوبيا أبان فترة الأباطرة الإثيوبيين ،ومن بينهم  ممثل للكنيسة وهو بمثابة سفير.

​التواصل بين الكنيستين كان رجال الدين  الإثيوبيين يتعلمون اللغة العربية في تلك الفترة ، وعلى الرغم  من أن التاريخ حاول أخفاء اللغة العربية  ودورها في الكنيسة ،وذلك بعد أن تم ربط اللغة  العربية في إثيوبيا في فترة من الزمن بالدين الإسلامي فقط .

فبعض المصادر أكدت أن الأديرة والكنائس كانت تدرس العربية لرجال الدين  كلغة تواصل بين الكنيستين في تلك الفترة ، وهناك كبار الشخصيات الإثيوبية الدينية والسياسية التي تعلمت العربية في تلك الفترة .

وقد  لعب رجال الدين المصريين دورا كبيرا في نشر تعليم  الدين المسيحي خلال رحلاتهم المختلفة في أراضي الحبشة ومناطقها المختلفة ،وبعضهم ساعد في تدوين فترات من  تاريخ الحبشة باللغة  العربية ،ولكنها في بعض الفترات وجدات انتقادا كبيرا بسبب الإختلاف في اللغة الشيء الذي جعل بعض المسميات والمواقع الجغرافية تختلف وتتضارب ، حيث حدث جدل حول بعض المراجع التاريخية التي دونت تاريخ بعض المناطق الإثيوبية بسبب المسميات وأعتقد أن عدم معرفة اللغة الأمهرية واللغات الإثيوبية المحلية كان أحدي الأسباب .

https://www.elbalad.news/2506836

فهنالك أسماء رجال دين إثيوبيين موجودة في كنائس وأديرة مصرية لما لعبوه من دور في نشر التواصل الديني ، وحيت يومنا هذا ظلت بعض الأسماء لرجال الدين مذكورة في كتب التاريخ الديني الإثيوبي المصري .

الأديرة والكنائس في إثيوبيا كانت تدرس العربية لرجال الدين  كلغة تواصل بين الكنيستين في تلك الفترة ، وهناك كبار الشخصيات الإثيوبية الدينية والسياسية التي تعلمت العربية في تلك الفترة .

فالإثيوبيين الشعب الوحيد  في العالم الذي يطلق علي مصر اسم خاص به  وهو أسم ” قبص ግብጽ”   ،وهو اسم مأخوذ من كملة  قبط ، وكانت مصر مرجعية دينية للمسيحيين الأرثوذوكس بعد  بيت لحم  في فلسطين  .

فالتاريخ  الديني بين مصر وإثيوبيا بعتبر علاقة ربط قوية حتي عهد  الإمبراطور هيل​ي سيلاسي الذي قطع العلاقة بعد استشارات وأحاديث متعددة مع خبراء في الداخل  الإثيوبي في تلك الفترة  .

وبحسب بعض المؤرخين أن السبب لقطع علاقة الكنيسة الإثيوبية مع كنيسة الإسكندرية في تلك الفترة من قبل الأمبراطور ، كان في أن الأفراد الذين يتم ابتعاثهم يقومون بإدخال أشياء جديدة على المجتمع والثقافة الإثيوبية ،مما حدا أن تكون للكنيسة قوة وتتدخل في كل الشؤون العامة والخاصة للأفراد وأصبح كل الشعب ينقاد للكنيسة أكثر من أي شيء، وظهور الأعياد والمناسبات الكثيرة والمتعددة ،والتي اصبحت تعطل عمل الفلاحين وكثرة التواجد في الكنائس، وازدياد وتطور مفهوم الرهبنة بالرغم من أن الامبراطور هيلي سلاسي كان يحكم باسم الدين(كلمة هيلي سلاسي تعني الثالوث المقدس).

 إلا أن خبراءه أشاروا عليه بأن يقطع العلاقة ويعمل على استقلالية كنيسة إثيوبيا والتي ظلت لفترة أكثر من نصف قرن بعيدا كل البعد عن الكنيسة المصرية .

في المجتمع المسيحي الإثيوبي تجد في الشهر عدد كبير من الاحتفالات للكنائس ، ولكل كنيسة في اثيوبيا يوما خاصة بها ، فتجد الناس يتجهون كل صباح الى هذه الكنائس ومنهم من يمكث قرابة نصف اليوم،ويتعبد ويصلي ويشارك في القداس  ، حيث قال الخبراء في ذلك الوقت أن هذا  اثر على الزراعة والتجارة ،وخاصة ظهور قوة اقتصادية لدي أصحاب الديانات الأخري المسلمين والوثنيين واليهود في تلك الفترات.

فالكنيستان الإثيوبية والمصرية حتي خلال مراحل الخلافات السياسية  بين البلدين في فترات   مختلفة، ظلت علاقتهما قوية ولم تتاثر باي حراك  علي الرغم من تقليل التبادل بينهما .

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

أقرأ أيضا :العلاقات الإثيوبية المصرية  …تواصل (1) – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates