
القوى المدنية المتحدة ترحب بإعلان قوات الدعم السريع هدنة إنسانية لثلاثة أشهر
الراصد الأثيوبي- اديس ابابا
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
أعلنت القوى المدنية المتحدة «قمم» في السودان ترحيبها بإعلان قوات الدعم السريع هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تشمل وقف الأعمال العدائية بهدف تعزيز حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وقال الناطق الرسمي باسم القوى المدنية المتحدة، عثمان عبدالرحمن سليمان، في بيان رسمي له إن الخطوة تمثل قرارا مهماً يأتي في لحظة حرجة من تاريخ السودان، مؤكدا على أنها تشكل بادرة حقيقية نحو السلام والاستقرار في ظل معاناة السودانيين من آثار الحرب.
وأشار إلى أن إعلان الهدنة يعكس التزاما واضحا من قوات الدعم السريع بخيار الحلول السلمية، ويمثل بارقة أمل في مسار النزاع، لافتا إلى أنّ الخطوة حظيت بترحيب واسع من المواطنين الذين يتطلعون إلى فترة من الهدوء بعد شهور من المواجهات.
ودعت القوى المدنية المتحدة المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط فاعلة على قيادة الجيش في بورتسودان، التي وصفها البيان بأنها مختطفة من قبل جماعة الحركة الإسلامية، مضيفا أن تجاهل تلك القيادة للمبادرات الدولية يسهم في تعقيد الأزمة وتفاقم معاناة المدنيين.
وأكدت «قمم» في بيانها أن جماعة الحركة الإسلامية وواجهاتها تمثل بحسب وصفها العقبة الأساسية أمام أي جهود ترمي إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
وشددت على أهمية توحيد صفوف القوى المدنية، مؤكدة دعمها لخطوات قوات الدعم السريع في مسار السعي نحو السلام، باعتبارها وفق البيان الطرف الأقرب للاستماع إلى تطلعات السودانيين والعمل على تلبيتها.
وأعلن قائد قوات “الدعم السريع” ، الفريق اول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الإثنين عن هدنة إنسانية في كافة أنحاء البلاد تمتد ثلاثة شهور.
مؤكدا على موافقة قوات الدعم السريع وجميع القوات المتحالفة معها على هدنة إنسانية فورية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر.
وقال إن هذه الموافقة تأتي استجابة لمبادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في السودان.
واضاف إنه يأمل من أن تضطلع الدول الرباعية بدورها لدفع الطرف الآخر إلى التجاوب مع هذه الخطوة ومع الجهود الدولية الرامية لتحقيق مصلحة الشعب السوداني.
وفيما يخص ضمان التنفيذ، أعلن حميدتي موافقته على إنشاء آليات مراقبة ميدانية للهدنة الإنسانية. وستشرف على هذه الآليات كل من الدول الرباعية والاتحاد الأفريقي والإيجاد، لضمان تنفيذ الهدنة ووصول المساعدات الإنسانية بأمان إلى جميع المحتاجين.
وأكد أن قواته ستلتزم بتسهيل العمل الإنساني وكل ما من شأنه أن يخفف من معاناة الشعب السوداني من تأمين حركة العاملين في المجال الإنساني، وضمان وصول المساعدات إلى كل المناطق المتضررة “بلا عوائق”، وغيرها.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قد أعلن الأحد، رفضه مقترحات الآلية الرباعية التي دفعت بها لحل الأزمة لتضمنها إلغاء وجود الجيش وحل الأجهزة الأمنية مع الإبقاء على قوات الدعم السريع.
وتحدث البرهان إلى كبار ضباط الجيش برتبة لواء فما فوق، بحضور مساعديه ياسر العطا وإبراهيم جابر، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان ونوابه ونائبي مديري قوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة وممثل للقوات المشتركة.
وقال البرهان، خلال حديثه إلى الضباط، إن الرباعية قدمت ثلاث أوراق للتفاوض فيما قدم مسعد بولس قبل حوالي أسبوعين ورقة جديدة لم تراع لشواغل الحكومة التي طرحتها في أوراق سابق.
واضاف أن الورقة الأخيرة تعد “أسوأ الأوراق لأنها تلغي وجود الجيش وتطالب بحل الأجهزة الأمنية وتبقي على الدعم السريع، مردفا “لن نقبل بذلك”.
وأوضح أن وساطة الآلية الرباعية إذا مضت في هذا الاتجاه ستعتبرغير محايدة، خاصة مع وجود مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، الذي انتقده لمحاولته فرض الحلول.
وقال إن: “بولس يتحدث وكأنه يريد أن يفرض علينا بعض الفروض، ونخشى أن يكون عقبة في طريق السلام الذي نريده، كما أنه يهدد بالحديث عن منع الحكومة وصول الإغاثة واستخدام الأسلحة الكيميائية”.
وشدد البرهان على أن ورقة التفاوض المطروحة من الآلية الرباعية غير مقبولة، مشيرًا إلى أن حل أزمة السودان يتمثل في خارطة الطريق التي طرحتها الحكومة السودانية.



