خبير إريتري: مطلب إثيوبيا بالوصول إلى البحر مشروع وأسمرة تُعيق التعاون

الراصد الأثيوبي- متابعات

الأربعاء 24 سبتمبر2025

قال الباحث الإريتري في الشؤون الأفريقية، علي هندي، إن مساعي إثيوبيا للوصول المباشر إلى البحر تُعد “مشروعة ومفهومة من منظور أمني”، معتبرا أن النظام في أسمرة يمثل العقبة الأساسية أمام هذا التوجه.

وفي مقابلة مع قناة الشرق، قال الباحث الإريتري علي هندي أن إثيوبيا بحاجة إلى منفذ بحري لتأمين سلاسل التوريد وطرق الشحن الخاصة بها، غير أن الأزمة السياسية المستمرة في إريتريا، إلى جانب إحجامها عن تطوير موانئها، أعاقا فرص التعاون. وانتقد أسمرة لفشلها في تفعيل اتفاقية السلام الموقعة مع أديس أبابا عام 2018، مشيرا إلى أن 34 عاما من الاستقلال لم تحقق لإريتريا تنمية تُذكر، مع انتشار الهجرة وتراجع النمو السكاني الذي وصفه بـ”الكارثة لأي بلد”.

وتطرق هندي إلى التحالف الأخير بين إريتريا وجبهة تحرير شعب تيغراي، واعتبر أنه يستهدف تقويض إثيوبيا، مؤكدا أن أسمرة استغلت روايات تاريخية تُصوّر أديس أبابا كـ”مستعمر”، في وقت فشلت فيه الدبلوماسية الإثيوبية في التصدي لهذه الطروحات بفعالية.

وفي ما يتعلق بميناء عصب، أشار هندي إلى أن تمكين المجتمعات المحلية، ولا سيما سكان عفر، يمكن أن يُسهل التعاون مع إثيوبيا، مشددا على أن التحديات القائمة تتطلب حلولا دبلوماسية وليست عسكرية. كما دعا إثيوبيا إلى بناء تحالفات استراتيجية وتنشيط قنوات الحوار لتعزيز التعاون الإقليمي في القرن الأفريقي.

وتتوافق هذه التصريحات مع موقف الحكومة الإثيوبية الرسمي؛ إذ جدد رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد تأكيده، خلال حفل إطلاق كتابه الرابع ” “دولة الاندماج”  “، أن بلاده لا ترى في الحرب خيارا للوصول إلى البحر، واصفا “سجنها الجغرافي” بأنه مؤقت. وقال: “لا نعتقد أن الحرب والصراع ضروريان للوصول إلى البحر… ولهذا السبب تحلينا بالصبر خمس سنوات، وما زلنا نمد أيدينا للحوار مع أي طرف يرغب في التفاهم السلمي وفي أي منتدى”.