سد النهضة….ابن الأباى..و…ضوء فى العتمة

د. طارق عبد النبى محمد على -باحث وأكاديمى
السبت 6سبتمبر 2025
أخيرا تمكن الاثيوبيون من لمس شعاع الشمس بقلوبهم ووحدتهم قبل أيديهم…أربعة عشر عاما من قطرات الدم والدموع والعرق سكبها الإثيوبيون من أجل تحقيق الهدف وبلوغ الغاية…اليوم تدق الطبول و ترن الطنابير وتعزف الأصابع على أوتار الماسنقو وتصدح حناجر المغنين من عمق الهضبة بأغانى وأناشيد الوحدة والسلام بكل اللهجات الإثيوبية فرحا باكتمال هذا الصرح الشامخ.اليوم يرقص الأحباش رقصة الأمل والتفاؤل على جسر وجنبات سد النهضة الإثيوبى الكبير زهوا بهذا الانجاز التاريخى.اليوم تتكئ الشعوب الأفريقية على جسر سد النهضة لتتناول القهوة الاثيوبية ذات المذاق الخاص ممزوجة بمياه الأباى العذبة فرحة بالحدث الكبير.
إن ملحمة تشييد وتشغيل سد النهضة لاتقل أهمية عن ملحمة معركة عدوى التاريخية فكلاهما إنتصار على عدوين هما الظلام والإستعمار .ملحمتان تسطران فى كتب التاريخ الإثيوبى والإفريقى…تحفظان فى ذاكرة الأمة تتناقلهما الأجيال على مر السنوات..تلهمان الشعوب الإفريقية قوة الإرادة التى لاتقهر.
السد إنجاز إثيوبى خالص من التخطيط الى التنفيذ فقد رفضت الحكومة الإثيوبية كل القروض والمعونات المقدمة لاسباب عدة ولكن أهمها هو التأكيد على الأعتماد على أرادة الشعوب.فقد بنى السد بأيادى أبناء إثيوبيا ساهموا جميعا من داخل وخارج إثيوبيا.مولوه من حر أموالهم بالعملة المحلية والأجنبية حتى لاتتحمل إثيوبيا أعباء القروض والديون .فقد فتحت البنوك أبوابها لاستقبال المساهمات..وفتحت السفارات مكاتبها لاستقبال المساهمات بل نصبت الخيام فى القرى والمدن النائية فتدافع الرجال والنساء الشباب والشابات للمساهمة فى تمويل هذا المشروع الضخم وحتى يسطروا أسماءهم فى لوحة شرف المساهمين.ف دفعوا قطرات من دمائهم وعرقهم ودموعهم من أجل إسعاد الأجيال القادمة ووعدا فى مستقبل مشرق.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،
أقرأ أيضا :بوركينافاسو أحلام تلامس السماء – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR