
محمد شافي –صحفي إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
الأحد 24 أغسطس 2025
تمتلك بلادنا إثيوبيا التي يعيش فيها أكثر من 80 قومية العديد من الأديان الثقافات والعادات الفريدة التي تجذب قلوب السياح المحليين والأجانب ،فمن هذه العادات والثقافات بعضها عادات وموروثات ثقافية , والبعض الآخر مرتبطة بالمناسبات الدينية نجد إحتفالية بوهي واحتفالية أشيندا التي تقام في نهاية كل عام إثيوبي في شمال البلاد من ضمن هذه الإحتفالات.
احتفالية بوهي
” بوهي” هو احتفال ديني فريد من نوعه يحتفل به المسيحيون الإثيوبيون من الطوائف الأرثوذكسية والكاثوليكية قبيل انتهاء موسم الأمطار الرئيسي وقبل حلول السنة الإثيوبية الجديدة بثلاثة أسابيع.
ويصادف هذا اليوم تجلي يسوع المسيح على جبل طابور. وكما جاء في العهد الجديد، كان يسوع صعد إلى الجبل للصلاة مع تلاميذه.
وكجزء من الاحتفال، يقوم الأولاد الصغار بأداء أغنية بوهي والتي تسمى “هويا هويى ” وهي أغنية خاصة يتم أدائها في هذه المناسبة ، حيث يتجول الشبان في البيوت وهم يغنون هذه الأغنية التقليدية التي لديها طابع ثقافي وديني مقابل الحصول على “مولمول”، وهو الخبز الشعبي المخبوز في المنزل لهذه المناسبة ، أو للحصول على بعض النقود ، وفي بعض الأحيان يزيد الأولاد الصغار بعض كلمات الإطراء لصاحب البيت بنفس نغمات أغنية “هويا هويى ” للحصول على مزيد من العطايا .
ويقول السيد ألمايو جيتاشو من وزارة الثقافة والسياحة بأن الفتيان من الأعمار المماثلة يقومون بأداء أغنية “هويا هوي ” في أحيائهم ، وبصرف النظر عن تلقي البركات، فإن هذه المناسبة ستمنحهم الفرصة لتعزيز روابطهم الاجتماعية.
واشار السيد ألمايو أن الوزارة ستقوم بدورها كجزء من الجهود الوطنية من أجل الحفاظ على احتفالية ” بهي ” مع جميع طقوساتها الدينية والثقافية، داعيا المؤسسات الدينية والجمهور وأصحاب المصلحة المعنيين أن يجتمعوا ويحددوا الاتجاهات التي تمكن من الحفاظ على هذه الثقافة.
احتفالية أشيندا (اللشاداي )
إن هذه الإحتفالية التي تحتفل من 16 وحتى 25 من شهر أغسطس لديها إرتباط مباشر مع الديانة المسيحية الأورتودكسية حيث أن هذه الإحتفالية تأتي مباشرة بعد إكمال الصيام تستمر لمدة أسبوعين والتي تدعى محليا بصوم “فلستا” .
كلمة أشيندا هي كلمة باللغة التقرنجة تعني “العشب الأخضر الطويل” ولديها مسميات عدة على حسب المناطق التي يحتفل بها في شمال البلاد على سبيل المثال ففي إقليم أمهرا يطلق عليها اللشاداي ويتم الإحتفال بها من 16-21 أغسطس , وفي مدينة أديغرات يطلق عليه ماريا ويتم الإحتفال بها من 15-17 من أغسطس , أما في مدينة أكسوم التاريخية فيطلق عليه أينواري ويتم الإحتفال بها من 23-25 من أغسطس.
وطبقا للكنيسة الأورتودكسية فإن المغزى من صوم فلستا يأتي من أجل تخليد ذكرى وفاة السيدة مريم العذراء.
تركز هذه الإحتفالية على النساء ويكون دور الرجال فقط حماية الفتيات من عدم تعرضهن للتحرش وغيرها حيث تقوم الفتيات بارتداء الملابس التقليدية الجميلة التي تعكس الثقاقات الشمالية الفريدة ,وتتنقل هذه الفتيات من بيت لآخر وهن يؤدين الغناء والرقصات الشعبية والتي تلقى الترحيب والإستقبال من هذه البيوت التي تعشق هذه الإحتفالية التي تتكرر كل سنة.
تتزين الفتيات في هذه الإحتفالية بالتكحل بالكحل المحلي الذي يتم استخراجه من الأرض ويسرحن شعرهن بتسريحة مميزة تسمى ” بغامو ” إلى جانب ارتدائهن الملابس التقليدية التي تمثل ثقافاتهن وتقاليدهن والتي تزين بأعشاب خضراء يربطهن حول خصرهن والتي ترمز إلى اسم الإحتفالية كما ذكرنا أعلاه.
إن الفتيات اللاتي تعرضن عاداتهن وثقافاتهن عبر الرقصات والأغاني الشعبية تعتبر أيام أشيندا لهم أياما سعيدة حيث هناك مفهوم متداول لدى الشعب بأن المرأة المنخرطة في الإحتفال لا تسأل عن أية شيء من قبل الأسرة وهي حرة طليقة تستمع بوقتها وتمرح مع أقرانها كما تشاء.
تستمر هذه الإحتفالية لمدة أسبوع كامل بالعروض الثقافية والمسابقات الغنائية المختلفة حيث يتم تكريم الفتيات التي يرتدين الملابس التقليدية الأصيلة دون غيرهن.
و يحضر هذه الإحتفالية العديد من السياح المحليين والأجانب إضافة إلى المغتربين من أبناء تغراي.
وقد أقيم حفل بهيج بمناسبة هذا الحدث في مدينة مقلى بإقليم تغراي ، وحضره كبار المسؤولين الحكوميين من الحكومة الإقليمية والفيدرالية، وإلى جانب رئيس الإقليم الجنرال تادسى وردى والدكتور دبرضيون غبرمكائيل ، شاركت أيضا كل من وزيرة الثقافة والسياحة شويت شانكا ، ووزيرة التنمية الحضرية والبنية التحتية تشالتو ساني ووزيرة المرأة والشؤون الاجتماعية ارغوغى تسفايى ،وغيرهم من الضيوف المدعويين .
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،