
من سمرا إلى البحر الأحمر: عفر إرتريا يرفعون راية تقرير المصير من جديد”
الراصد الأثيوبي- اديس ابابا
الأربعاء 16 يوليو 2025
في مشهد حمل رسائل سياسية وشعبية قوية، اختتم شعب عفر البحر الأحمر مؤتمره العام في مدينة سمرا – لوغيا، عاصمة إقليم عفر الإثيوبي، بمشاركة واسعة من القيادات السياسية والمجتمعية واللاجئين، وسط تصعيد واضح في نبرة الخطاب تجاه نظام أسمرا، وتجديد الالتزام بمسار النضال حتى “التحرير وتقرير المصير”.
المؤتمر، الذي اختتم اعماله جاء في لحظة توصف بـ”المفصلية” في مسار القضية العفرية في إرتريا، حيث شدد المشاركون على أن الانفصال لم يعد مجرد خيار سياسي، بل حق مشروع بعد عقود من “القمع والتطهير العرقي الممنهج” على يد نظام الجبهة الشعبية الحاكم.
تحشيد سياسي في مواجهة التهميش
البيان الختامي للمؤتمر حمّل النظام الإرتري مسؤولية ما وصفه بـ”سياسات الإقصاء المنظمة ضد العفريين”، متهما أسمرا بفرض حصار شامل على مناطقهم، وتحويل ساحل البحر الأحمر إلى منطقة عسكرية مغلقة، فضلا عن انتهاكات مستمرة شملت التجنيد الإجباري وتهجير الآلاف قسرا.
وأشار البيان إلى أوضاع اللاجئين العفريين في مخيمات داخل إثيوبيا، وفي مجتمعات الشتات بجيبوتي واليمن والسودان، محذرا من كارثة إنسانية صامتة لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي.
دعوة للتدويل وتوحيد الصفوف
المؤتمر جدد دعمه للتنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر كقائد للنضال، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين، كما حث القوى الوطنية الإرترية المعارضة على رصّ الصفوف في جبهة موحدة من أجل ماوصفه بـ”تحرير إرتريا وبناء دولة ديمقراطية تتسع للجميع”.
وهاجم البيان بشدة خطاب النظام الإرتري القائم على شعار “شعب واحد، أمة واحدة”، معتبرا إياه أداة سلطوية لطمس الهويات القومية، مجددا تمسك الشعب العفري بـ”الحق في الوجود، والاعتراف، وتقرير المصير”.
رسالة سياسية: الكفاح مستمر حتى النهاية
وبحسب البيان اختُتم المؤتمر بترديد شعارات ثورية وجدد الحضور القسم على مواصلة النضال بكافة الوسائل، في رسالة واضحة بأن القضية العفرية لم تُدفن، بل تعود لتفرض نفسها على الساحة الإقليمية كملف لا يمكن تجاهله.