إثيوبيا تستقبل أول دفعة من خريجي البحرية بعد تدريب خارجي دام ست سنوات في ظل مساعٍ لإحياء قوتها البحرية

زاهد زيدان -كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي -أديس أبابا
الخميس 10 يوليو 2025
أقامت وزارة الدفاع الإثيوبية، صباح اليوم، احتفالًا رسميًا بمناسبة عودة أول دفعة من طلاب البحرية الذين أكملوا دراستهم وتدريبهم في الخارج، ضمن برنامج تأهيلي استمر ست سنوات شمل مجالات الهندسة والتقنيات البحرية المختلفة.
ويُعد هؤلاء الخريجون أول كوادر بحرية تتأهل خارج البلاد منذ استقلال إريتريا عام 1993، حين فقدت إثيوبيا منفذها إلى البحر الأحمر، ما جعلها دولة حبيسة بلا سواحل. وبهذه العودة، تخطو أديس أبابا خطوة جديدة في مسار طويل نحو إعادة بناء قوة بحرية قادرة على خدمة مصالحها الوطنية في ظل واقع جيوسياسي متغير في منطقة القرن الإفريقي.
وقال قائد البحرية الإثيوبية، الفريق أول كيندو جازو، خلال المناسبة إن هذه الدفعة تمثّل “بداية مرحلة جديدة لإحياء القدرات البحرية الوطنية، بما يضمن حماية أمن إثيوبيا ومصالحها الإقليمية والدفاع عن سيادتها في ظل التحديات المتزايدة”.
ورغم أن وزارة الدفاع لم تكشف عن الدول التي استضافت برامج التدريب، إلا أن مصادر مطلعة تشير إلى تعاون إثيوبي مع دول عدة، منها روسيا، فرنسا، وإيطاليا، لدعم بناء القدرات البحرية، بالإضافة إلى شراكات فنية وأكاديمية مع مؤسسات تعليمية بحرية.
ويأتي هذا التطور ضمن رؤية أوسع أعلنت عنها الحكومة الإثيوبية في السنوات الأخيرة، والتي تهدف إلى إعادة تأسيس قوة بحرية حديثة، رغم عدم امتلاك البلاد منفذًا بحريًا مباشرًا. وكانت إثيوبيا قد وقّعت سابقًا مذكرات تفاهم مع كل من جيبوتي، السودان، وإريتريا تتيح استخدام موانئها.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت أديس أبابا عن تأسيس قوة “شرطة بحرية” خاصة تتولى مسؤولية تأمين محيط سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي دخل مرحلة التشغيل الكامل لبحيرته الاصطناعية، مما يعكس اتجاها نحو توسيع الدور الأمني البحري في حماية منشآت استراتيجية داخل وخارج الحدود.
ويُنظر إلى هذه التحركات ضمن مساعٍ إثيوبية لاستعادة حضورها العسكري والاقتصادي في المنطقة، وسط تنافس إقليمي متصاعد على النفوذ البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، خاصة مع تصاعد أهمية الممرات البحرية وموانئ القرن الإفريقي في التجارة العالمية والأمن الإقليمي.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،