الرئيس الصومالي يزور مصر وسط تفاعل إقليمي متصاعد… ومراقبون يرون رسائل سياسية خلف الزيارة

زاهد زيدان -كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي – أديس أبابا
الأثنين 7 يوليو 2025
وصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مساء الأحد، إلى مدينة العلمين الساحلية في جمهورية مصر العربية، حيث حظي باستقبال رسمي من قبل السلطات المصرية، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وذكرت الرئاسة الصومالية “فيلا صوماليا” أن الزعيمين سيعقدان محادثات ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي والعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، مشيرة إلى أن جدول اللقاءات سيتناول ملفات الأمن، والتجارة، والتعليم، إضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وبحسب مراقبين، تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس يشهد تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة القرن الإفريقي، ويُعتقد أنها تحمل رسائل سياسية ضمن تفاعلات متسارعة تتعلق بالموقف الإثيوبي الأخير. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، الدكتور آبي أحمد، قد ألقى خطابًا أمام البرلمان أكد فيه سعي بلاده للحصول على منفذ بحري في المستقبل القريب بطرق “سلمية”، في خطوة اعتُبرت استفزازية من قبل بعض الأطراف الإقليمية، وأثارت ردود فعل متباينة.
كما شهدت العاصمة البرازيلية، مساء الأحد، مناقشات لافتة بين آبي أحمد ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على هامش اجتماعات مجموعة “بريكس”، حيث لاحظ مراقبون أن لغة الجسد من الجانب المصري كانت حذرة ومتحفظة، في مقابل ودّ ظاهر من الجانب الإثيوبي، ما فُسّر داخل إثيوبيا على أنه انتصار رمزي للدبلوماسية الإثيوبية.
تحليل سياقي
تأتي هذه التحركات السياسية في سياق إقليمي معقّد، يشهد تصاعدًا في التنافس الجيوسياسي على النفوذ في منطقة القرن الإفريقي، خاصة بين إثيوبيا ومصر، على خلفية قضايا استراتيجية أبرزها سد النهضة والبحث الإثيوبي المستمر عن منفذ بحري.
فإثيوبيا، الدولة الأكثر سكانًا في إفريقيا والتي تفتقر إلى منفذ بحري منذ استقلال إريتريا، تسعى إلى ترسيخ موقعها كقوة إقليمية من خلال توسيع شراكاتها وتحركاتها الدبلوماسية.
في المقابل، تكثّف مصر من تحركاتها لتعزيز علاقاتها مع الدول المتاخمة لإثيوبيا، بما فيها الصومال، في إطار جهود موازنة النفوذ الإقليمي ومواجهة التمدد الإثيوبي. وتُفسَّر زيارة الرئيس الصومالي إلى مصر على أنها تأتي ضمن هذا السياق، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات استراتيجية وتقاطعات أمنية وتنموية متداخلة.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا في النشاط الدبلوماسي من مختلف الأطراف، خصوصًا مع اقتراب قمم إقليمية وأفريقية ستُطرح فيها قضايا حيوية تتعلق بأمن البحر الأحمر، وتطورات سد النهضة، والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،