مقالات

الـسُـــودان و أثـيــوبــيـا :سيـــادة القــرار، و إستراتيــجيــة المصـالــح فـي مواجهــة حسـاسيــات الإقليــم

 عمـار العركي -كاتب سوداني 

الراصد الإثيوبي -السودان 

الخميس 26 يونيو 2025

▪️في عالم تتزايد فيه حدة الإ ستقطاب الإقليمي وتتعقّد فيه خرائط المصالح وتتناسل فيه المحاور،لم يعد ممكنًا –ولا مقبولًا–أن يُدار موقع السودان الجغرافي والسياسي بعقلية الحذر الزائد أو التوجّس من “ردّات الفعل” الإقليمية، بل إن المطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو تأسيس منطق جديد للعلاقات الخارجية السودانية، يقوم على ضمان المصالح السوداني، السيادة في القرار والتحرك عدم الإضرار بمصالح الآخرين، ولكن دون الارتهان لحساسياتهم.
▪️في هذا السياق، جاءت دعوتي إلى أن تكون العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المحطة الأولى في جولة رئيس الوزراء د. كامل إدريس الخارجية، بصحبة وزير الخارجية ومدير جهاز المخابرات العامة، لاعتبارات وطنية واستراتيجية خالصة، لا تحكمها الرغبة في المغالبة أو المناكفة، بل الرغبة في إعادة تشكيل محاور التأثير السوداني في إفريقيا والمنطقة.
لــمــاذا أديـــس أبــابـــا أولاً ؟
▪️ليست المسألة مجرد ترتيب بروتوكولي دبلوماسي ، بل هي رؤية محسوبة تحكمها معادلة المصالح السودانية في ظل تحولات اقليمية :
▪️أديس أبابا بوابة إفريقيا السياسية، وموطن الاتحاد الإفريقي والإيغاد، وهي مفاتيح أساسية في أي مسار تفاوضي أو تحرك دولي بشأن السودان.
▪️الملف الأمني الحدودي مع إثيوبيا، خاصة على حدود القضارف وبني شنقول، يتطلب معالجة رئاسية مباشرة، وليس مجرد اتصالات فنية عابرة.
▪️إثيوبيا تمثّل ثقلًا حقيقيًا في ملفات مياه النيل، والهجرة، والأمن الإقليمي، ولا يمكن للسودان أن يُهمّش نفسه أو يُعطّل أدواته الاستراتيجية في التواصل معها.
▪️العلاقة بين البلدين، رغم تعقيداتها، لا تزال قابلة للتوظيف البناء إذا أُديرت بعقل سيادي، يدرك الفوارق ويؤسس للتكامل لا التبعية.
” قــلــق الــقــاهـــرة”… قــراءة لا تــتســق مــع سيـــادة القــــرار
▪️حين عبّر بعض المراقبين عن التخوّف التقليدي من أن ” تغضب القاهرة” من تقارب سوداني إثيوبي في هذا التوقيت، كان من الطبيعي أن يُطرح السؤال التالي: لماذا يُفترض أن يقلق السودان، لقلق مصر جراء أي تحرّك سيادي مشروع، لا يضر بمصر، ولا يستهدفها؟ ولماذا لا يُفترض أن تقلق. مصر ، لقلق السودان ، بالمقابل ، من تحرك مصري واضح نحو أطراف تُهدد أمنه القومي بشكل مباشر، مثل خليفة حفتر وابنه صدام، الذين ثبت تورطهم في دعم المليشيات المتمردة التي تُقاتل الدولة السودانية وجيشها الوطني؟
▪️الاستفهام هنا لا يحمل طابعًا عدائيًا، وإنما يطرح سؤالًا مشروعًا حول معيار. ” القلق الانتقائي : ” إن كانت مصر تتحرك بحرية وفقًا لمصالحها، حتى عندما لا تتفق تلك المصالح مع حسابات السودان ، فمن باب أولى أن يملك السودان الحق في التحرك نحو إثيوبيا أو غيرها، طالما أن ذلك يتم ضمن إطار سيادي، يخدم استقراره ولا يضر بالآخرين.
الـمطلـوب: عقـل سودانـي جــديــد في إدارة الإقــليــم
▪️السودان ليس دولة صغيرة، ولا هامشية، ولا مستَتبعة ، بل هو دولة مفصلية في أمن البحر الأحمر، ومفترق طرق حاسم بين القرن الإفريقي، والساحل، وشمال إفريقيا. ومن هذا الموقع، يجب أن تتحرك دبلوماسيته ليس على وقع خوف من الإزعاج، بل على نبض المصلحة الوطنية العليا.،وهذا يعني – دون مواربة –أن العلاقة مع مصر، ومع إثيوبيا، جب أن تُدار من منصة مستقلة تُراعي التوازن ،وتحترم الحساسيات،لكنها لا ترتهن لاي طرف .
سيــادة القــرار في مـواجهــة حساسيــات الإقليــم
▪️في عالم تتزايد فيه حدة الاستقطاب الإقليمي وتتعقّد فيه خرائط المصالح وتتناسل فيه المحاور، لم يعد ممكنًا – ولا مقبولًا – أن يُدار موقع السودان الجغرافي والسياسي بعقلية الحذر الزائد أو التوجّس من “ردّات الفعل” الإقليمية، بل إن المطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو تأسيس منطق جديد للعلاقات الخارجية السودانية، يقوم على ضمان المصالح السوداني، السيادة في القرار والتحركمع عدم الإضرار بمصالح الآخرين، ولكن دون الارتهان لحساسياتهم
في هذا السياق، جاءت دعوتي إلى أن تكون العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المحطة الأولى في جولة رئيس الوزراء د. كامل إدريس الخارجية، بصحبة وزير الخارجية ومدير جهاز المخابرات العامة، لاعتبارات وطنية واستراتيجية خالصة، لا تحكمها الرغبة في المغالبة أو المناكفة، بل الرغبة في إعادة تشكيل محاور التأثير السوداني في إفريقيا والمنطقة.
لماذا أديس أبابا أولًا؟
▪️ليست المسألة مجرد ترتيب بروتوكولي دبلوماسي ، بل هي رؤية محسوبة تحكمها معادلة المصالح السودانية في ظل تحولات اقليمية :
▪️أديس أبابا بوابة إفريقيا السياسية، وموطن الاتحاد الإفريقي والإيغاد، وهي مفاتيح أساسية في أي مسار تفاوضي أو تحرك دولي بشأن السودان.
▪️الملف الأمني الحدودي مع إثيوبيا، خاصة على حدود القضارف وبني شنقول، يتطلب معالجة رئاسية مباشرة، وليس مجرد اتصالات فنية عابرة.
▪️إثيوبيا تمثّل ثقلًا حقيقيًا في ملفات مياه النيل، والهجرة، والأمن الإقليمي، ولا يمكن للسودان أن يُهمّش نفسه أو يُعطّل أدواته الاستراتيجية في التواصل معها.
▪️العلاقة بين البلدين، رغم تعقيداتها، لا تزال قابلة للتوظيف البناء إذا أُديرت بعقل سيادي، يدرك الفوارق ويؤسس للتكامل لا التبعية.
” القلق من القاهرة”… قراءة لا تتسق مع سيادة القرار
▪️حين عبّر بعض المراقبين عن تخوّفهم من أن “تغضب القاهرة” من تقارب سوداني إثيوبي في هذا التوقيت، كان من الطبيعي أن يُطرح السؤال التالي: لماذا يُفترض أن يقلق السودان من تحرّك سيادي مشروع، لا يضر بمصر، ولا يستهدفها؟
▪️ولماذا لا يُفترض أن يقلق السودان، بالمقابل، من تحرك مصري واضح نحو أطراف تُهدد أمنه القومي بشكل مباشر، مثل خليفة حفتر وابنه صدام، الذين ثبت تورطهم في دعم المليشيات المتمردة التي تُقاتل الدولة السودانية وجيشها الوطني؟
▪️الاستفهام هنا لا يحمل طابعًا عدائيًا، وإنما يطرح سؤالًا مشروعًا حول معيا. “القلق الانتقائي: “إن كانت مصر تتحرك بحرية وفقًا لمصالحها، حتى عندما لا تتفق تلك المصالح مع حسابات السودان، فمن باب أولى أن يملك السودان الحق في التحرك نحو إثيوبيا أو غيرها، طالما أن ذلك يتم ضمن إطار سيادي، يخدم استقراره ولا يضر بالآخرين.
المطلوب: عقل سوداني جديد في إدارة الإقليم
السودان ليس دولة صغيرة، ولا هامشية، ولا مستَتبعة.
بل هو دولة مفصلية في أمن البحر الأحمر، ومفترق طرق حاسم بين القرن الإفريقي، والساحل، وشمال إفريقيا. ومن هذا الموقع، يجب أن تتحرك دبلوماسيته ليس على وقع خوف من الإزعاج، بل على نبض المصلحة الوطنية العليا.، وهذا يعني – دون مواربة – أن العلاقة مع مصر، ومع إثيوبيا، ومع الخليج، يجب أن تُدار من منصة مستقلة، تُراعي التوازن، وتحترم الحساسيات، لكنها لا ترتهن لها.
خلاصة القول ومنتهاه :
▪️الاقتراب من أديس أبابا لا يعني الابتعاد عن القاهرة، ما دام السودان يتحرك انطلاقًا من مصالحه، دون ضرر أو ضرار، والمطلوب من الأشقاء في مصر، كما هو مطلوب منّا، أن يُفهم أن السودان اليوم في وضع يستدعي قرارات سيادية حرة، وتفاعلات مرنة ومفتوحة، تضمن استقراره، وتؤسس لشراكات متوازنة لا وصاية فيها ولا استقطاب.

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،

مركز الجوازات بأديس أبابا: منصة سيادية لخدمة المواطن ومدّ جسور الثقة مع الجوار – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates