مقالات

نداء من أجل العدالة والمسؤولية والرؤية الاستراتيجية: الانتخابات القادمة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا  (1)

دكتور علي يمر

الدكتور/علي حسين يمر -كاتب إثيوبي

الراصد الإثيوبي -تركيا

الخميس 19 يونيو 2025 
 
بينما يستعد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية “في إثيوبيا” لتنظيم انتخابات وطنية لاختيار قيادته وممثليه في جميع المناطق، فإن هذه اللحظة تُعد نقطة تحول تاريخية ومصيرية في مسيرة مسلمي إثيوبيا. إذ إن هذا الاستحقاق يتجاوز كونه إجراءً إدارياً، بل يتعلق بشكل مباشر بمصير الملايين من المسلمين في البلاد، روحيًا وفكريًا واجتماعيًا.
ومن هذا المنطلق، نُوجه نداءً عاجلاً للوعي الكامل، وتحمل المسؤولية الكاملة، والالتزام الكامل لكل الجهات المعنية، وعلى رأسها الإدارة الحالية للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية “في إثيوبيا “والسلطات الرسمية المساندة للعملية الانتخابية.

 أولًا: اتقوا الله في كل خطوة

أعظم أساس لأي مشروع يقوده المسلمون هو تقوى الله تعالى. فالقرآن الكريم يقول:
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ”
(سورة النساء: ٥٨)
إن هذه الانتخابات أمانة وهي إنتخابات عقدية يتجاوز حدها الدنيا الفانية، والله سائلكم عنها. كل قرار وكل إجراء وكل اختيار يجب أن ينبع من خشية الله، لا من حسابات مادية أو ولاءات ضيقة.

ثانيًا: مسؤولية استراتيجية لوحدة المسلمين وحضارتهم

إنها ليست مجرد انتخابات لأشخاص، بل هي رسم لمسار استراتيجي لوحدة المسلمين وكرامتهم ومستقبلهم الحضاري. يجب أن يتحول المجلس الأعلى إلى مؤسسة فاعلة وموحدة، تنهض بالتعليم والدعوة والدفاع عن حقوق المسلمين وتعلي من شأنهم داخل الوطن.
وعلى القائمين على هذه الانتخابات أن يتساءلوا:
1. هل ستُفرز هذه الانتخابات قيادة واعية ذات رؤية؟
2. هل سيكون للمجلس دور حقيقي في حماية هوية المسلمين وحقوقهم؟
3. هل سيمثل المجلس جميع مكونات المسلمين في البلاد؟
4. هل سيكون ركيزة للوحدة الإسلامية لا ساحة للتجاذب والتمثيل الضيق؟
ليكن هذا الاستحقاق محطةً مفصلية نحو نهضة حضارية شاملة للمسلمين في إثيوبيا.

 ثالثًا: ضمان الشفافية والنزاهة والشمولية

حتى تكون هذه الانتخابات مقبولة عند الله وعند الناس، لا بد أن تتسم بـ:
1. الشفافية الكاملة في الإجراءات والتعيينات
2. النزاهة والعدالة دون تدخلات أو إقصاءات
3. التمثيل الشامل لكافة العلماء والشباب والنساء والجهات الإسلامية المتنوعة
4. التوزيع العادل للفرص والتمثيل بين المناطق والمكونات
وإننا نُذكّر الإدارة الحالية بأن القيادة لا تُفرض، بل تُكتسب من خلال ثقة الناس وصدق النية ونظافة اليد.

 رابعًا: اليقظة الشعبية والمشاركة الواعية

المرحلة تتطلب من الجميع:
1. أن يتكلم العلماء بصدق
2. أن يتحرك الشباب بوعي
3. أن تراقب المؤسسات المجتمعية نزاهة الإجراءات
4. أن يقدم الكبار حكمتهم
5. وأن يشارك عموم المسلمين في المتابعة والمساءلة
ونهيب بـالمجالس الإسلامية المحلية، والمساجد، ووسائل الإعلام أن تنهض بواجبها في توعية الناس وتحفيزهم للمشاركة الإيجابية.

رسالة أخيرة إلى الإدارة الحالية: اكتبوا تاريخًا مشرفًا

أيها القائمون على المجلس الأعلى:
أنتم على مفترق طرق تاريخي. الأمة تراقب. الله مطّلع. والأجيال القادمة ستتذكر ما ستفعلونه الآن.
أمامكم فرصة عظيمة لـ:
1. بناء مؤسسة تمثيلية موثوقة
2. إدارة أفضل عملية انتخابية في تاريخ المجلس
3. وضع حجر الأساس لنهضة إسلامية شاملة في إثيوبيا
لكن ذلك لن يتم إلا بـالصدق، وخشية الله، والشفافية، والرؤية الاستراتيجية.

 خلاصة نداءنا:

✅ تسهيل انتخابات نزيهة وعادلة
✅ أداء الأمانة كما أمر الله
✅ تقديم مصلحة الأمة على المصالح الضيقة
✅ قيادة برؤية استراتيجية لا وقتية
✅ ترسيخ وحدة المسلمين وبناء مشروع حضاري

ليكن هذا الحدث الانتخابي نقطة التحول الكبرى من أجل العدل ومن أجل الوحدة ومن أجل المستقبل.
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون…”
(سورة التوبة: ١٠٥)

تَقوَى الإلهِ دليلُ الحُكمِ والعَمَلِ ۞ فاجعلْ هواكَ لشرعِ اللهِ في عَدلِ
لا تُرْهِقَنَّ قلوبَ الناسِ في فُرقةٍ ۞ بل وَحِّدِ الصفَّ، وادعُ الجمعَ للأَمَلِ
قيادةُ الأمسِ زالتْ والمقامُ لكم ۞ فاكتبْ لِتاريخِ قومِكَ أكرمَ السُّبُلِ
واذكرْ بأنَّ الإلهَ السَّامعَ البصِرَ ۞ يَرقُبُ الفعلَ، لا الأقوالَ في الجُمَلِ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،

اقرا أيضا : المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية في إثيوبيا يستعد لعقد انتخاباته – الراصد الاثيوبي – ETHIO MONITOR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  (To Type in English, deselect the checkbox. Read more here)
زر الذهاب إلى الأعلى
Lingual Support by India Fascinates