النضال من أجل سودان المستقبل:

سعد محمد عبدالله-كاتب سوداني
الراصد الإثيوبي -السودان
الجمعة 13 يونيو 2025
الحرب في السودان مركبة ومتداخلة من واقع النظر إلي تركيبة العدوان الذي يتكون من عناصر خارجية وداخلية تعمل لتحقيق مطامع مشتركة؛ حيث نرى متمردي مليشيا الدعم السريع تدعمهم حكومات الإستعمار في الجوار المباشر أو من خلف البحار؛ بغية الإنقضاض علي البلاد وتدمير بنيتها التحتية ونهب ثرواتها وتقسيمها وتحويلها إلي مستعمرات صغيرة متنافرة ومفككة ومسلوبة الإرادة تتهاوى وسط ظلمات أطماع العالم المعاصر الذي يلتهب من حولنا.
كوكبنا اليوم مفخخًا علي نحو مثير للقلق؛ فهو مكان مظلم وغير صالح للعيش بسلام، ولا أمكنة بديلة للبشرية غيره؛ كما لا حل غير النضال من أجل حق الحياة بحرية، وكل هذه الإنفجارات التي نراها ستقود إلي كارثة إنسانية لا يمكن تخيُّل مداها علي الإطلاق، وهذا الدمار المستمر من صُنع طاغوط العالم الظالم والجبار؛ وهذا حال السودان الغارق في حرب الحرية والكرامة التي فرضت عليه من الإستعمار الخارجي الذي يُنفذ أجندته الخبيثة بأيدي داخلية يحركها كيف ومتى ما شاء.
رغم ما عشناه من متاعب النزوح واللجؤ والفقر، ومرارة فقدان عدد من الرفاق والأحبة الأعزاء إلا أننا قد صبرنا وصمدنا، وناضلنا بقوة، وقطعنا مسافة بعيدة في معركة التحرر الوطني، وعلي الرغم عن تلك التحديات الوجودية الضخمة التي تواجه السودان لم ينقطع الأمل فينا أبدًا، وكانت رغبة الإنتصار أقوى ما يدفعنا للسير بصمود وثبات إلي الأمام، ويجب علينا أن نعمل بجهد عالٍ للخروج من الحرب بدولة سودانية حرة.
تعمل القوات المسلحة والقوات المساندة لها في خطة محكمة لتوسيع عمليات التحرير والسيطرة علي الأراضي المحررة، وهنالك إنتصارات جديدة حققتها تلك القوات بخبرتها القتالية وقوة إرادتها وإصرارها علي حماية الأرض والعِرض والسيادة والوحدة الوطنية، وهذه الأهداف النبيلة تشكل عقيدة المقاتلين في نضالهم مع الشعب السوداني الذي ما زال يقاوم في كل مكان، ونثق تمامًا بأن النصر أتٍ مثلما تشرق الشمس في كل صباح.
يجب علينا جميعًا أن نستمر في طريق النضال من أجل بلوغ المستقبل المنشود، والمضي قدمًا نحو مشروع وطني للتغيير والتحرر والتعميير، وهذا التوجه سيقودنا لتأسيس سودان جديد وموحد يسود فيه السلام الشامل والتنمية العادلة للريف والمدينة، ويتطلب ذلك تشكيل رابطة العقد الإجتماعي والثقافي والإقتصادي للوحدة السودانوية القائمة علي أساس إحترام التنوع من أجل المواطنة المتساوية للجميع.
لن تسقط آمال الشعوب الحرة في السلام مهما حاول طغاة العالم تقويضها، وشعبنا إختار التحرر من قيود الظلم والإستبداد؛ فثار وسار مع القوات المسلحة والمقاتلين من كل طيف سوداني؛ غير آبهين بمؤامرات الأعداء التي ظلنا نفككها واحدة تلو الآخرى، وعندما تتوقف المدافع بعد هزيمة هذا الإستعمار سوف تبدأ عملية إعمار ما دمرته الحرب، وتلك مرحلة صعبة جدًا، وتحتاج العمل والإنتاج مع تضافر جهود أصدقاء السودان حول العالم في دعم مشاريع التنمية والإستقرار.
،،الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ،،