بدعم روسي.. إثيوبيا تكمل منشأة بحرية استراتيجية

الراصد الأثيوبي- اديس ابابا
الأربعاء 11 يونيو 2025
أحرزت إثيوبيا تقدما لافتا في مشروعها الطموح لإحياء قوتها البحرية، حيث أوشكت على الانتهاء من بناء منشأة بحرية متكاملة في العاصمة أديس أبابا، بدعم مباشر من روسيا، في خطوة تعكس رغبتها في ترسيخ موقعها كقوة إقليمية فاعلة في منطقة القرن الأفريقي، رغم كونها دولة غير ساحلية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
المجمع البحري الجديد، المقام على مساحة 3 هكتارات، يتألف من مبنى إداري من أربعة طوابق يضم مكاتب متخصصة، وعيادة طبية، وقاعات اجتماعات، ومنشآت رياضية، إلى جانب بنية تحتية داعمة، وينتظر أن يستكمل في الموعد المحدد، وفقًا للسلطات الإثيوبية.
ويمثل المشروع جزءًا من استراتيجية دفاعية شاملة أطلقتها أديس أبابا منذ إعلان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد عام 2018 نيته إحياء القوات البحرية الإثيوبية. وتؤكد الحكومة أن بناء قدرات بحرية، يعد أمرا حيويا لـحماية طرق التجارة الدولية، وتعزيز الشراكات الإقليمية، والاستجابة للتهديدات البحرية.
في هذا السياق، وقعت إثيوبيا في مارس 2025 اتفاقية تعاون مع موسكو لتعزيز التعاون البحري، بعد أن تعثرت شراكتها السابقة مع فرنسا. وشهد الاتفاق زيارة رفيعة المستوى للأدميرال فلاديمير فوروبييف، نائب القائد العام للبحرية الروسية، إلى منشآت التدريب البحرية الإثيوبية في بيشوفتو، حيث جدد التزام روسيا بتقديم الدعم في مجالات التدريب والتطوير التقني.
ويرى مراقبون أن إصرار إثيوبيا على بناء قوة بحرية، رغم افتقارها لساحل بحري منذ انفصال إريتريا عام 1993، يعكس تحولا نوعيا في تفكيرها الجيوستراتيجي، ومحاولة للبحث عن عمق بحري عبر شراكات ثنائية بما يضمن لها الوصول المستقر إلى الموانئ الدولية.